بثوب أنيق، مرتدية نظارة شمس أخفت معظم معالم وجهها، وجسد ممشوق القوام، يبدو عليها من طلتها الأولى أنها سيدة تنتمى إلى الطبقة الراقية فى إحدى الغرف القديمة بمحكمة الجيزة لشئون الأسرة، انتظرت «إلهام. م» السيدة الثلاثينية لإنهاء بعض أوراق القضية التى جاءت محكمة الجيزة لشئون الأسرة. «البوابة» التقت بها فى مقر المحكمة، الأسبوع الماضى، وبدأت فى سرد حكايتها حيث قالت: «تزوجت بعد أن عشت قصة حب دامت لأعوام مع زوجى، حيث كان شخصا طموحا ويسعى لتحقيق ذاته والوصول للقمة فى عمله، تزوجنا لمدة 5 أعوام فقط، ولكن تبدل حاله خلال تلك السنوات، أنجبت خلالها ابنى الوحيد (أحمد) الذى لم أر ثمرة حسنة لهذا الزواج سوى هو». بعد مرور عامين من زواجنا، أصيب زوجى بمرض أصاب ظهره، فمنعه من ممارسة العمل لشهور، وأصبح يعتمد على إجازته فى العمل، والأموال التى ادخرها من عمله طوال السنوات الماضية، ولكن مع مرور الوقت نفدت أمواله، وبدأ يلجأ إلى اقتراض الأموال من أقاربنا وأصدقائنا، خاصة أننى لا أمتلك وظيفة، تحملت معه تلك الظروف وتلك المآسى اليومية، ولكن مرت أسابيع وشهور على هذا الحال دون أى تغيير، وبعد معاناة مع مرضه تم شفاؤه بعد فحوصات طبية كثيرة وعرضه على عدة أطباء». وتتابع السيدة الثلاثينية حديثها، قائلة: «مرت أيام على شفاء زوجى، ولكنه لم يعد مجددًا لممارسة عمله، وعندما سألته أكثر من مرة عن سبب عدم ذهابه إلى العمل، كان يؤكد لى أنه فى فترة (نقاهة) من المرض، وعندما زاد إصرارى على معرفة السبب، اضطر أن يعود إلى العمل، ولكنه كان يعود مبكرًا للغاية عن مواعيد عمله الطبيعية، خاصة أنه يعمل موظفًا بإحدى شركات القطاع العام، ومواعيد عمله كانت تطول لبعد الساعة الرابعة أحيانًا، وفوجئت بأحد أصدقائى يقول لى إنه رأى زوجى يتسول فى إشارات المرور، فاندهشت ولم أصدقه، ولكن قررت أن أتأكد من تلك المعلومة الصادمة، وبالفعل رأيت زوجى يتسول فى إحدى إشارات المرور البعيدة عن مسكننا، وعندما واجهته بذلك قال لى إنه (يكسب من التسول أكثر من عمله)، ثم تضيف ساخرة (واضح أنه أحب المكسب السريع من التسول كما كان وهو مريض)». وأضافت: لم أستطع أن أتحمل تلك الحياة مع زوجى، وطلبت منه الانفصال وديًا ولكنه رفض بشدة، فاضطررت لرفع قضية طلاق للضرر فى محكمة الأسرة.