أمام قاعة المداولة بمحكمة زنانيري للأسرة، جلست السيدة الثلاثينية «نهي. م»، الفتاة الجميلة، التي كان جمالها نقمة عليها، في انتظار محاميها لإنهاء بعض الإجراءات القانونية الخاصة بدعوى «الوصاية على أموال أطفالها القصر»، التي أقامتها أمام المحكمة للوصاية على أموال أطفالها الأربعة من زوجها الذي توفي منذ شهور، ولم يترك سوى القليل لها ولأطفالها. «البوابة» التقت بها في مقر المحكمة، الأسبوع الماضى، حيث بدأت في سرد حكايتها، قائلة: «تزوجت بعد قصة حب جميلة ورقيقة عشتها مع أنبل الشخصيات، التي من الممكن أن تصادفينها في حياتك، حيث كان زميلى في الجامعة، وبعد التخرج عمل في مجال الهندسة، وهو التخصص الذي تعلمه، لكن عائلتى كانت ترفض لأنه أقل منهم في المستوى المادى، مرت أيام وشهور ولكننى أصررت على الارتباط به، وقمت بمساعدته واشتريت له مكتبا كى يستطيع افتتاح المشروع الذي كان يتمناه، وقمت بشراء الشقة التي تزوجنا فيها أيضًا، ثم ساعدته في دفع مقدم سيارة تليق بالمكانة التي وصل إليها، وبالفعل تزوجنا بعد أن لاحظت عائلتى وجود تغير جذرى في حالته المادية، تزوجنا لمدة 10 سنوات أنجبت خلالها أربعة أطفال هم «محمد وهنا وأحمد وهانيا»، لكن لم يمهلنا القدر فرصة كى نفرح بأطفالنا ونقوم بتربيتهم سويًا، فمرض زوجى بعد سنوات من زواجنا بمرض «اللوكيميا»، فكانت تلك الطامة الكبرى، خاصة بعد أن تدهورت حالته الصحية، وأصبح غير قادر عن العمل، ومكث في البيت لفترات طويلة ثم توفى بعدها وترك لى مسئولية الأطفال والمشروع الذي يمتلكه لى وحدي». تترقرق الدموع في عينيها فتصمت قليلًا، ثم تقول: «لم أر إلا بشاعة وقساوة قلب أشقاء زوجي، طمعًا في الميراث الذي تركه زوجى خصوصًا وأنه أصبح ثريًا بعد أن قام بالاستثمار الجيد في المشروع الذي ساعدته فيه، حاولت وديًا أن يتركوا لى الميراث، خاصة والده الذي كان على قيد الحياة وقتها، لكنهم رفضوا ومرت فترة ثم توفى والد زوجى قبل أن يحصل على الميراث، فأصبح الحق لأشقاء زوجى بدًلا من والدهم، ولكنهم رفضوا أن يتركوا لى أموال زوجى أيضًا، التي هي في الأساس أموالى، ولم يقتنعوا بأنها أموالى ولى حق أكبر منهم فيها بكثير، وحصلوا على مبالغ كبيرة منه، وعلى جزء كبير من المشروع أيضًا، وتركونى أنا وأولادي في مأزق مادي كبير».