علي بُعد أمتار قليلة من قاعة المداولة بمحكمة الأسرة، انتظرت "س. ح."، السيدة العشرينية، ميعاد دخولها إلي قاضي الأسرة بمحكمة الجيزة، لسماع أقوالها فى القضية التي أقامتها ضد زوجها "ع. م"، والد طفلتيها. وبوجه شاحب وعينين يسكنهما الحزن، قالت السيدة ل"البوابة": "لم أكن أعلم أن حب حياتي سيكون سبب مأساتي ومشاكلي فى الحياة، بعد أن عرف طريق الإدمان وانتهي حبي فى قلبه، وانتزعت الرحمة منه تجاه أطفاله، فأصبح لا يهتم بهم ولا بي، رافضًا الإنفاق علينا". واستطردت "س. ح." قائلة: "تزوجنا بعد قصة حب دامت عامين، حيث كان يسكن فى العمارة المجاورة لنا، ثم تقدم لخطبتي وتزوجنا خلال عام، وخلال 6 أعوام، هي فترة زواجنا، أنجب طفلتين، وبرغم أن زوجي يعمل سائقًا، ولديه سيارة خاصة، إلا أنه بعد مرور عام من الزواج، بدأ دخله يقل تدريجيًا، ولم أعرف أين ينفقه، وبعد مرور فترة من الوقت، تأكدت أنه قد اتجه إلي طريق الإدمان، وأصبح كل ما يحصل عليه ينفقه علي شراء الحشيش. وأضافت: "بعد فترة بدأ الاعتياد علي أسلوب جديد، حيث كان يفتعل معي المشاكل والخلافات، كي يطردني أنا والبنات من المنزل، ويأتي بأصدقائه إلي بيتي ويسهرون معه إلي الساعات الأولي من صباح كل يوم، والجيران أبلغوني أن زوجي وأصدقاءه يحضرون فتيات ليل إلي منزلي كل يوم، كنت أتشاجر معه كثيرًا بسبب ذلك، فيقوم بطردي من المنزل إلي منزل والدي، فبدأت أتحمل، وازدادت معاناتي معه، ولكنه كان أحيانا يطردني بدون أي سبب، كل هذا وأكثر تحملته من أجل بناتي، وتحملت منه إهانات وتعدى عليّ بالضرب، ولكن لم أكن أعلم أنه سوف يستغل عمله كسائق فى مجال السياحة، ويقيم علاقات مع سيدات خليجيات طاعنات فى السن مقابل حفنة من المال، واقتصر عمله علي توصيل السياح من المطار إلي الفنادق ثم يصطاد فريسته، ويذهب إلي أصدقائه، وينهي سهرته معهم، ويعود إلي المنزل لينام، ويتركني بدون أي مصاريف لي ولبناتي، وكان والدي ينفق علينا". وتوضح قائلة: "لم أكن أعلم بعلاقاته مع تلك السيدات، ولكنني اكتشفت الكارثة عندما عدت فى يوم ما إلي المنزل، ووجدت إحداهن فى بيتي تاركة له بعض الأموال، فى تلك اللحظة انسحبت فى هدوء مقررة الانفصال عنه، وذهبت إلي محكمة الجيزة، وأقمت دعوى نفقة للأطفال، وأخرى طلاق للضرر، ومازالت القضيتان قيد المداولة". من النسخة الورقية