الراهب غريغوريوس: اللجوء إلى المعنى الأول ضرورة حتمية للفهم الصحيح زاخر: لن يقدم حلاً لإشكالية التعليم أصبحت قضية الطلاق والزواج الثانى للأقباط بمثابة فخ جديد، دفع الأقباط للاختلاف والمناقشة، بل والتظاهر على أبواب الكاتدرائية، وهو نفس الملف الذى دفع عدد من الشباب للتظاهر أثناء عظات البابا بهتافات: «عاوزين نطلق»، وتُشير دراسة أعدتها مؤسسة «قضايا المرأة» إلى أن مدينة أسيوط شهدت عام 2000 أكثر من 1057 حالة تغيير ملة لأجل الطلاق، بينما سوهاج 185 حالة، أما القاهرة شهدت 9441 حالة طلاق، وفى الجيزة 333 حالة طلاق، و350 حالة طلاق فى الأقصر، وكلها حالات قبل أن يتم العمل بلائحة 2008 التى قصرت الطلاق على علة الزنا، وأشارت الإحصائيات الجديدة إلى أن المحاكم تنظر أكثر من 70 ألف حالة طلاق بين الأقباط حاليًا، إلا أن قرار المجلس الإكليريكى رقم 7 لسنة 1971 جعل الحصول على الطلاق قاصرًا على من يستطيع إثبات الزنا عبر المحكمة، ما دفعهم للمُطالبة بتطبيق لائحة 38 التى ألغاها البابا شنودة. قد يكون مفيدا يقول كمال زاخر، المفكر القبطى ومؤسس التيار العلماني: إن البابا هو مُدبر الكنيسة، وإجادته اللغة اليونانية القديمة «يونانية الإنجيل والآباء» قد تكون مفيدة، لكنها لن تقدم حلاً لإشكالية التعليم، مؤكدا أن من أهم مسئوليات البابا ومجمع الأساقفة هو التعليم، والتركيز على البابا يعيدنا مجددا إلى الإدارة بالفرد، بينما الكنيسة تحتاج للانتقال من الفرد إلى المؤسسة. ويضيف «زاخر»: أنه لن يستقيم التعليم الأرثوذكسى إلا بالعمل المؤسسي، وإقرار تعليم اليونانية القديمة فى مؤسسات التعليم اللاهوتى والإكليريكيات، ضمن رؤية متكاملة لها. حتمية اللجوء للنص الأصلي يرى الراهب غريغوريوس السينائي، أنه لا بد من أن يجيد البطريرك والأساقفة اللغة اليونانية، قائلاً: إن الترجمات الدارجة فى عصرنا فى المكتبات بروتستانتية وتخدم عقائدها وتعاليمها، بعد أن تعمد المترجمون استبدال بعض المصطلحات والكلمات التى تثبت صحة وأصالة التعاليم والتقاليد الأرثوذكسية. ويؤكد الراهب غريغوريوس، أن هناك أمورا حساسة جدًا لا تفى بها أية ترجمة، وبالتالى فإن اللجوء إلى النص الأصلى ضرورة حتمية. ضرورة للتفسير المهندس ماجد الراهب، رئيس جمعية المحافظة على التراث المصري، يؤكد صعوبة التعميم، لكنه يرى أن الأفضل إجادة اللغة، وفى حالة التعثر تمكن الاستعانة بالمُتخصصين، سواء فى اليونانية أو القبطية، وهى لا تقل أهمية عن اليونانية. ويقول الكاتب والمؤرخ المسيحي بيشوى بسيط: إن إجادة اللغة اليونانية التى كتب بها الإنجيل أمر ضروري، للفصل بين خلافات التفسير، والرد على المهرطقين والمنشقين. ويضيف «بسيط»، أنه توجد آية فى الإنجيل يتمسك بها البروتستانت تلغى سر الكهنوت وصلوات القداس الإلهي، والخلافات بين الطوائف هى مجرد كلمات، فإذا لم يكن هناك إدراك لأصولها ومعانيها فكيف يكون الأساس الذى تكون عليه الطائفة وقتها؟ بينما يرى الباحث فادى كريم أنه ليس من الضرورى أن يجيد البطريرك اللغة اليونانية، لكن لابد أن تكون هناك لجنة من المُختصين واللاهوتيين تعاون البابا وتجيد اليونانية، والمُختصين بالدراسات اللاهوتية يتصلون بأكبر المراجع الرئيسية فى العالم، حيث لا تكون هناك عزلة تفرضها الترجمة على مر السنين. السياق أهم من الترجمة الدكتور جرجس يوسف، المُتخصص فى الترجمة واللاهوت، قال: إن المشكلة ليست فى الترجمة وإجادتها فقط، فمثلا عند التعرض لآية لا طلاق إلا لعلة الزنا، فهى غير موجودة فعلا، ولم ينطق بها المسيح، والدقة فى النص فى اليونانية تتحدث عن «تسريح» وليس «طلاق»، لكن المشكلة لا تكمن فى وجود ترجمتين، لكن حين نبحث عن دقة النص الأصلى نجده مرتبطًا بالسياق التاريخي، فهى تلجأ على الفور إلى أكثر الأعمال رواحا تجاريًا وهى الدعارة، لتعيش وتعرف كيف تنفق على نفسها وأولادها، وهنا حين تكلم المسيح عن لفظة «بورنيا» لم يكن يقصد الزنا بالمعنى الدارج اليوم، ولكنه كان يلفت الأنظار إلى قساوة القلوب التى كانت تبيح للزوج طلاق أو تسريح امرأته لأى سبب. اختلاف المعاني نادر الصيرفى، مؤسس رابطة أقباط 38 وعضو حزب النور السلفي، يقول: إنه يوجد فى الكتاب المقدس ثلاث كلمات مختلفة للحب فى اليونانية، هى «الأغابي» و«الأيروس» و«الفيليا»، وهى تترجم للعربية كلمة واحدة «حب»، رغم أن حب الجنس غير حب الذات وحب الروح.