من أبرز مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك في محافظة مطروح، هي الرحلات الخلوية والبحرية المعروفة في اللهجة البدوية باسم «الزردة»، والتي يحرص عليها أبناء القبائل البدوية بالصحراء الغربية خاصة بمطروح، والتي تعد متنفسًا ترفيهيًا للكبار والصغار، ولكنها تقتصر على الرجال فقط. يحرص بدو الصحراء على تنظيم مثل هذه الرحلات في الأعياد، حيث يقصدون الأودية الجبلية المنتشرة بصحراء مصر الغربية، أو المناطق الساحلية بالشواطئ البعيدة عن مدينة مرسي مطروح، مثل منطقة أبو لهو البحري وسيدي حنيش ورأس الحكمة وغيرها، أو التوجه إلى المنطقة الصحراوية غربي المدينة وعلى طريق مطروح سيوة الصحراوي. ويبدأ الإعداد لهذه الرحلات قبلها بعدة أيام وبفترة كافية، ويتم شراء مستلزمات الرحلة والتي قد تمتد لأكثر من يومين، من المواد الغذائية ومياه الشرب وأواني الطهي اللازمة، وتجهيز السيارات التي تقل أعضاء الرحلة وخاصة السيارات الربع نقل أو ذات الدفع الرباعي والتي تتمكن من السير وسط رمال الصحراء والأودية الجبلية والصخرية. ودائمًا ما يصطحب الشباب معهم خروف أو جدي حي، ويقومون بذبحة وسلخة في المكان الذي يقع عليه الاختيار، لتنفيذ رحلتهم والاستمتاع بالطبيعة الساحرة والمناخ المعتدل، ويقوم أحد أعضاء الرحلة بتقطيع الذبيحة وإعدادها للطهي، ويقوم شخص آخر بجمع الحطب الجاف من المنطقة المحيطة وإشعال النيران فيه لطهي الطعام. ويقول خالد عيسى من أبناء مدينة مرسي مطروح، أن المكرونة الجارية والأرز الأحمر بلحم الضأن، هما من أهم المأكولات البدوية التي يتم إعدادها في الزردة، كما يتم إعداد القلاية، وهى عبارة عن "الكبد والكرش والطحال"، وهناك المكمورة وهى عبارة عن تقطيع الخضروات شرائح مع اللحم وتترك على النار دون تقليب، وهناك العديد من الآكلات البدوية الشهيرة، وهذه الرحلات تعود بالشباب إلى الحياة البدائية القديمة التي كان يعيشها البدو قديمًا. وأضاف عيسى إذا كانت الزردة على البحر أو في منطقة قريبة منه، قد يلجأ الشباب إلى صيد الاسماك والقيام بطهيها على الحطب وأكلها مع الأرز، بينما يقوم الباقون بالسباحة في مياه البحر، ولعب الكرة الشاطئية وعمل بعض مسابقات الجري على الرمال، ويقوم بعض الشباب بطهي الخراف بطريقة الردم في الرمال، من خلال حفرة ليس بعميقة في الأرض يوضع بها الحطب وفروع الأشجار الجافة ويتم إشعال النيران فيها، ويوضع الخروف فوق هذه النيران على سطح معدني، ثم توضع صينية معدنية فوق الحفرة وتهال عليها الرمال ويترك حتى ينضج. وبعد تناول الإفطار بهذه الطريقة، يقوم أحد أعضاء الرحلة بطبخ الشاي أي عمله، ويتم ذلك على الحطب وهو له مذاق مختلف عن الشاي الذي يتم إعداده على المواقد الحديثة أو الساخنات الكهربائية، وهناك نوعان هما الأخضر والأحمر ولكل منهما مذاق خاص.