وقعت الولاياتالمتحدة، وقوى عالمية أخرى صفقة تاريخية مع إيران بشأن برنامجها النووي هذا الأسبوع، ولكن هناك عدة أطراف سوف تستفيد من هذا الاتفاق وأبرزها تنظيم داعش الإرهابي والنظام السوري بقيادة بشار الأسد. وذكرت مجلة بيزنس إنسايدر الأمريكية أن تنظيم داعش سيكون واحدا من الأطراف المستفيدة من تلك الصفقة بصفتها الآن هي الحامية للواء السنة في العراقوسوريا ضد الشيعة، حيث إن تلك الصفقة ستعطي لداعش الفرصة للتوسع وتجنيد المزيد من المقاتلين في صفوفها بحجة الإسلام وحماية السنة من الخطر الشيعي الإيراني، خاصة بعد توقيع الاتفاقية. وأضافت المجلة أن داعش سوف تستفيد كثيرا من هذه الصفقة، في الوقت الذي ترى إيران فيه أنها قد حققت ما تريد وجلبت الظلام على السنة وتستعد لنشر المذهب الشيعي في العالم. وأكدت المجلة أن داعش تستفيد فعلا من وجود الشيعة في العراقوسوريا، وتعتبر نفسها هي الحامي الوحيد للسنة في تلك المناطق، وأن توقيع تلك الصفقة سوف يزيد من توسعها وستستغل مظالم الشيعة للسنة في التوسع والسيطرة على أماكن أكثر في الشرق الأوسط. وأضافت المجلة أن هناك نظريات مؤامرة حول تواطؤ الولاياتالمتحدة مع إيران الثيوقراطية الشيعية، لتكون إيران هي الضابط الجديد للأمم المتحدة في الشرق الأوسط ولتزيد من التوسع الأمريكي الإيراني في الشرق الأوسط. وفي نفس السياق، قال كريستوفر هارمر، المحلل البارز في معهد دراسات الحرب الأمريكية: إن داعش أقنع عددا من العشائر السنية أن الإيرانيين سوف يقومون بإنشاء ما يسمى الهلال الشيعي، ويهدف هذا إلى سيطرة إيران على عدد كبير من المناطق في الشرق الأوسط والتحكم في سياسات الدول الأخرى وهذا سيضر بمصالح السنة في الوجه العام. وقالت المجلة الأمريكية: إن هناك أيضًا قلق بشأن تخفيف العقوبات التي تأتي مع الصفقة الإيرانية، مضيفة أن المليارات التي ستتوفر بعد رفع العقوبات يمكن أن تكون سببًّا في ازدياد الصراعات في العراقوسوريا، والأموال الإضافية التي سوف تأتي مع تخفيف العقوبات الغربية يمكن أن تستخدم لزيادة مشاركة إيران في تلك الصراعات، في الوقت الذي أكد الرئيس باراك أوباما للمتشككين بأن المال سيتم إنفاقه على تنمية الاقتصاد الإيراني، في الوقت الذي توقعت فيه الصحيفة أن تلك الأموال سوف تذهب لتدعيم النظام السوري بقيادة بشار الأسد لزيادة نفوذ إيران في سوريا. وتحدثت بيزنس إنسايدر أن إيران تضع موارد كبيرة في القتال ضد داعش في العراق عن طريق الميليشيات الشيعية الذين أحرقوا المدن وارتكبوا الفظائع ضد الإرهابيين، وهذا ما تريده داعش وهو خلق الفوضى الطائفية بين السنة والشيعة ودفع الشيعة لارتكاب الفظائع وهو ما سيجعل القبائل السنية تنضم لداعش لتجنب أذى الشيعة، حسبما أكدت المجلة. وأضافت المجلة أن جزءا كبيرا من التمويل الإيراني في سوريا ذهب نحو تسليح الجماعات ذات الأغلبية الشيعية لا سيما ما يسمى قوات الدفاع الوطني، وهي ميليشيا تابعة للحرس الثوري الإيراني "التي تحارب السنة نيابة عن الأسد"، وهذا يعتبر شيء يجذب السنة تجاه داعش في محاولة للهرب من القوات الشيعية بقيادة الحرس الثوري الإيراني وقاسم سليماني.