العرب السنة يشعرون أن هناك تآمرا بين إيرانالولاياتالمتحدة "داعش" استفاد من المظالم التى تعرض لها العرب السنة فى تجنيد المزيد من المقاتلين مخاوف من تقديم إيران المزيد من الدعم للنظام السورى والميلشيات الشيعية فى العراق بعد رفع العقوبات قالت مجلة "بيزنس انسايدر" الأمريكية إن الاتفاق النووى الذى أعلنت عنه الولاياتالمتحدة وعدد من القوى العالمية مع إيران هذا الأسبوع، قد يعود بفوائد على "داعش" وهو ما لتضعه الولاياتالمتحدة فى الحسبان. وقال حسن حسان الباحث بالمعهد الملكي للشؤون الدولية "تشاتام هاوس" في لندن، والمؤلف المشارك فى كتاب "داعش: داخل جيش الإرهاب" فى تصريحات لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن الاتفاق النووى يمكن ان يجعل العرب السنة الساخطين بالفعل على الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط يشعرون أن الولاياتالمتحدةوإيران يتآمران ضدهم. وقال حسان: "داعش سوف تستفيد بشكل كبير من هذه الصفقة، فهناك شرائح من المجتمع السنى فى المنطقة، ستشعر أن إيران انتصرت وخرجت من الظلام إلى دائرة الضوء". يذكر ان داعش وهى تنظيم إرهابى يعتمد على السنة، استفاد كثيرا من المظالم التى تعرض لها السنة فى المنطقة من أجل الحصول على الدعم، وتجنيد المنضمين للتنظيم، كما تقدم داعش نفسها باعتبار أنها الحامى الوحيد للشعوب السنية فى سورياوالعراق حيث تهيمن الأنظمة الشيعية على الحكم. وقالت المجلة الأمريكية إن نظريات المؤامرة حول تواطؤ الولاياتالمتحدة مع إيران الشيعية يبدو كما لو أنه سكب للزيت على النار، وخاصة مع توسعة إيران لنفوذها فى منطقة الشرق الأوسط. وقال كريستوفر هامر، المحلل فى معهد دراسات الحرب التابع للبحرية الأمريكية، لمجلة بيزنس انسايدر فى الشهر الماضى، إن داعش أقنعت بالفعل عدد من القبائل السنية أن الإيرانيين بدأوا بالفعل فى تشكيل ما يطلق عليه الهلال الشيعى، مما يعنى أن مصالح السنة ستبقى دون حماية. يذكر أن السماح لإيران بالحفاظ على برنامجها النووى، بالرغم من تقليص حجمه من غير المرجح أن يجعل العرب السنة فى وضع مريح. وبينما تركز الصفقة النووية على منع إيران من حيازة سلاح نووى، فإن البعض يتشكك حول ما إذا كانت إيران ستحافظ على الاتفاق حتى النهاية. فضلا عن هذا فهناك حالة من القلق تسرى بين السنة العرب، بشأن تخفيف العقوبات عن إيران والتى تشكل جزءا من الصفقة، حيث تدفع إيران بالفعل مليارات الدولارات فى حرب بالوكالة فى العراقوسوريا، مما يعنى ان الأموال الإضافية التى ستتلقاها بعد تخفيف العقوبات الغربية ربما تستخدم فى زيادة المشاركة الإيرانية فى هذه الصراعات. من جانبه أكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما للمشككين أن الأموال التى ىستحصل عليها إيران من تخفيف العقوبات سوف تنفق على تنمية الاقتصاد الإيرانى، ولكن الصحفى الأمريكى إيلى ليك قال فى تقرير منشور الشهر الماضى أن إيران تنفق الكثير من الأموال لدعم النظام المحاصر للرئيس السورى بشار الأسد، وربما أكثر مما تعرف إدارة أوباما . فضلا عن هذا فإن إيران خصصت موارد ضخمة لحرب داعش فى العراق، حيث تسيطر فى بعض الحالات وتدعم الميلشيات الشيعية فى العراق والتى أصبحت بالفعل واحدة من القوات الأكثر فعالية على الأرض فى مواجهة تنظيم داعش. وقالت "بيزنس انسايدر" إنه رغم ان هذه القوات تلعب دورا مؤثرا فى طرد داعش من المناطق التى تسيطر عليها بالعراق إن ان مقاتلى هذه الميلشيات متهمون بإحراق القوى السنية، وارتكاب جرائم ضد المدنيين، الأمر الذى لا يؤدى سوى لتوسيع الهوة بين السنة والشيعة. ليس هذا فحسب بل إن هذه الميلشيات فى بعض الأحيان رفضت عودة السنة إلى منازلهم التى تركوها بعد سيطرة داعش على مدنهم. وقالت المجلة الأمريكة إن هذا هو ما تريده داعش، فالتنظيم الذى يزدهر بفضل الصراعات الطائفية ويأمل فى دفع الشيعة لارتكاب فظائع ضد السنة، الذين يرفضون داعش، سيجبر السنة فى النهاية على التعايش مع التنظيم، خشية أن يصبحوا خصوما للميلشيات الشيعية وداعش على حد سواء. وكتب مايكل وايس ونانسى يوسف لموقع "ذا ديلى بيست": "إن غالبية التمويل الإيرانى فى سوريا يذهب إلى تسليح وكلاء إيران الشيعة فى البلاد، وخاصة قوات الدفاع الوطنى السورية، وهى الميلشيات المستواحه من قوات الحرس الثورى الإيرانى ، والتى تحارب السنة نيابة عن الأسد". وأضافا: "إن الطائفية الكامنة فى جهود محاربة المعارضة من جانب النظام السورى وإيران أدت إلى ظهور داعش، والتى تجتذب الآلاف من السنة الساعين إلى حماية أنفسهم مما يرونه فى رأيهم الجهاديين الشيعة".