سلطت مجلة "فورين بولسي" الأمريكية الضوء علي العديد من القضايا من خلال تقاريرها الصادرة اليوم علي مواقعها الإلكتروني ومن إبراز القضايا التي اهتمت بها المجلة، توقيع مصر على وثيقة مبادئ "سد النهضة" الأثيوبي ، وعلى العملية العسكرية المسماة "عاصفة الحزم" والتي استهدفت مواقع تابعة للحوثيين في اليمن والتي أعلنت العديد من الدول العربية استعددها للمشاركة في هذه العملية وعلى رأسهم مصر حيث أعلنت عن استعدادها للمشاركة بقوات (برية – جوية – بحرية) للقضاء على الحوثيين، وأخيراً ذكرت الصحيفة دور الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط. وثيقة سد النهضة الإثيوبي قالت الصحيفة إن إعلان مبادئ "سد النهضة"، الذي وقعت عليه كل من مصر وإثيوبيا والسودان، تفتح مجالا واسعا من المشكلات في المستقبل لأن الوثيقة لا تتطرق إلى أمور تقاسم المياه على طول حوض النيل. ورأت المجلة، أن المخاوف الأمنية المتزايدة جعلت مصر تستعد لإرسال قوات برية إلى اليمن، ربما تكون هي نفسها التي دفعت القاهرة بأن تكون "لطيفة" مع إثيوبيا بعد سنوات من التوتر بشأن بناء "سد النهضة" على نهر النيل. وأوضحت الصحيفة عدم الاستقرار والتوتر الذي تشاهده المنطقة يعتبران أهم الأسباب التي دفعت السيسي لنزع فتيل التوتر مع أديس أبابا، حيث إن إثيوبيا تساعد في محاربة حركة الشباب في الصومال، وقد أشار السيسي إلى أهداف مكافحة الإرهاب المتبادلة في خطابه أمام البرلمان الإثيوبي. العملية العسكرية لقوات التحالف في اليمن وقالت المجلة إن العملية العسكرية المشتركة ضد اليمن، والمسماة 'عاصفة الحزم'، تؤثر في موازين القوى في الوطن العربي، وتأجج الخلافات بين السنة والشيعة، فضلاً عن تأثيرها في السوق الدولية للنفط. وانتقدت الصحيفة وزير الدفاع السعودي، الأمير محمد بن سلمان'30 عاما'، قائلة : "إنه من المفترض أن يكون مؤثرا في القرار السعودي، ولكنه لم يتم اختباره لافتة إلى صغر سنه وعدم امتلاكه للخبرة الحربية مما يمثل خطرًا على السعودية في مثل هذه الظروف. ورأت المجلة أن الهدف من الحملة التي تقودها السعودية ضد الحوثيين هو الإضعاف من قدرة الحوثيين لمنع تهديدهم مدنًا سعودية، وليس لاستعادة صنعاء'، مشيرةً إلى أن خوف المملكة العربية السعودية من إيران الشيعية وأتباعها تجعلها تعتقد بأنه يمكن للشيعة قصف مكة "صاروخيًا'. ووصفت المجلة عدد القوى المشاركة في 'عاصفة الحزم' ب'الشيء المفاجئ'، ومؤكدة أن الإسهامات العسكرية ضد 'داعش' في سوريا تعد 'تافهة' مقارنة بالإسهامات العسكرية الدولية لمستخدمة في 'عاصفة الحزم'. وعن دور مصر في العملية العسكرية قالت المجلة: إن هذه العملية تتيح انخراط مصر في الصراع في اليمن، وتجعل الرئيس عبد الفتاح السيسي يوفي بوعده الذي كثيراً ما ذكره للمساعدة في حماية حلفاء مصر في الخليج، رافعا شعار "مسافة السكة". وأشارت الصحيفة إلى ما قاله السيسي: "إن أمن الخليج كان "جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري،" ودعا مؤخرًا إلى إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة للدفاع عن الخليج في وجه التهديدات الإقليمية. القمة العربية التي انعقدت بشرم الشيخ أمس وعلقت المجلة على مؤتمر القمة العربية لزعماء ورؤساء الدول العربية الذي انعقد أمس في مدينة شرم الشيخ لمناقشة الأزمة اليمنية وبحث سبل التعاون بين الدول لحل هذه الأزمة، قائلة: "إن قمة شرم الشيخ تمثل عودة مصر كقائد إقليمي للمنطقة العربية والإسلامية". وأكدت المجلة أن تسلسل الأحداث يخدم السيسي في استعادة دور مصر القيادي في الشرق الأوسط، مستبعدة وجود منافسة دبلوماسية بين مصر والسعودية، موضحة أن لكل منهما مصالحه الإستراتيجية في خوض الحرب اليمن. وعن سياسات الولاياتالمتحدةالأمريكية في الشرق الأوسط وتساءلت المجلة عن لغز السياسة الأمريكية في المنطقة الذي يجعلها تقاتل إلى جانب إيران وحلفائها وتيسر التفاوض معها حول برنامجها النووي بينما تواجهها في الوقت نفسه بمساندة خصومها التقليديين؟ وفي محاولة للإجابة عن هذه التساؤلات، أبرزت المجلة مواقف الولاياتالمتحدة والقوى الإقليمية من الأحداث التي شهدتها المنطقة مؤخرا وردود الأفعال بشأنه. وقالت المجلة: إن الحرب الطائفية تجتاح الشرق الأوسط بينما واشنطن تجد نفسها تقاتل مع السنة في بلد ومع الشيعة في بلد آخر، مشيرةً إلى أنه في العراق انضمت القوات الأمريكية إلى قوات حكومة بغداد لتحرير تكريت من عناصر تنظيم داعش. وأكدت المجلة أنه في اليمن تقدم الولاياتالمتحدة دعما مخابراتيا ولوجستيا للسعودية في حملتها ضد الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران والذين تمكنوا من طرد الحكومة السنية بعد السيطرة على صنعاء، بينما في العراقوسوريا، تتحالف الولاياتالمتحدة مع إيران لمحاربة لداعش، مشيرةً إلى الصفقة الأخيرة التي وقعتها أمريكا مع إيران لرفع العقوبات الاقتصادية عليها مقابل الحد من برنامجها النووي . وعن تعامل إدارة أوباما مع أزمات الشرق الأوسط رأت المجلة أن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما أثبتت فى أكثر من مناسبة فشلها فى التعامل مع الأوضاع المتأججة فى منطقة الشرق الأوسط، مشيرةً إلى سوء تصرفها فيما يخص العلاقات مع مصر، والتى تعد حيوية خصوصاً بالنظر إلى تطورات الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط. وأكدت المجلة أن فشل الرئيس الأمريكى فى اتخاذ قرارات حاسمة يرجع إلى تجاهله نصائح مستشاريه فيما يخص الأزمة السورية مما أسهم فى تأجيج الأوضاع بالمنطقة. وأوضحت المجلة أن الوضع الذى تعيشه منطقة الشرق الأوسط غير مسبوق، حيث إنه للمرة الأولى منذ الحربين العالميين الأولى والثانية، معظم الدول فى المحيط من ليبيا إلى أفغانستان تعانى من الصراعات المسلحة، لتصل درجات الفوضى وعدم الاستقرار والتعقيد إلى أقصى مداها.