بتاريخ 14 أغسطس 2013، استشهد عدد من ضباط قسم شرطة كرداسة عقب أحداث فض ميدانى رابعة والنهضة الإرهابيين، وهم اللواء محمد جبر مساعد مدير أمن الجيزة، والعقيد عامر عبد المقصود، نائب مأمور مركز شرطة كرداسة، النقيب محمد فاروق، نصر الدين معاون مباحث كرداسة، النقيب هشام شتا، معاون مباحث كرداسة. وتقول والدة النقيب هشام شتا «لا أصدق أن هشام مات مقتولًا أحاول أن أوهم نفسى أنه هاجر إلى الخارج وانقطع الاتصال بيننا»، وتصمت قليلًا ثم تكمل: «مؤمنون بقضاء الله لكن ألم الفراق وفجيعة فقدانه أكبر من أى احتمال». وتضيف: «هشام ابن موت كنت أحس دائمًا أنه سيموت وسأحرم منه وقد حلمت بموته قبل موته بأيام، ولم نجرؤ على لمس أى جزء من أجزاء غرفته وتقريبًا انتقلت جلستنا طوال الليل والنهار بين جدران غرفته وبين ملابسه وأحذيته وأشيائه». وتابعت: «خرج هشام إلى عمله ليلة وفاته وهو يتزين ويخرج من غرفته ثم يدخلها ويدخل غرفتى ويخرج أكثر من مرة حتى خرج من البيت ولم أكن أتخيل أنه لن يعود ثانية إليه». وقال والده جمال الدين شتا الذى بدأ كلامه بقول الله «ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون» بصوت حزين تغلفه الدموع. ويستطرد أنا مطمئن على هشام فهو عند ربه فى مكان إلا أنه يبكى قائلًا أتذكر وكأنى أستعيد إعلان استشهاد هشام عندما ذهبت مع أصدقائه إلى كرداسة لمعرفة ماذا يحدث، ولكن أهالى كرداسة منعونا من دخول المكان ونصحنى الجميع أن أنكر أى صلة لى بالشهيد حتى لا يتم الفتك بى وأن أتظاهر أنى أحد المارين والفضول يدفعنى إلى الدخول إلى موقع القسم. و يستطرد والد الشهيد أنه كان أنيسه ووالدته بالمنزل وأصغر أبنائه بعد أن تزوج نجلاه الكبيران، ولكنه طالب أن يتم إطلاق اسمه على فرع البنك الأهلى بالهرم الذى عمل به لأكثر من ثلاثين عامًا وبقى له عام واحد على الخروج للمعاش موضحًا أنه توجه بطلب للرئيس السيسى بعد أن رفض مسئولو البنك طلبه حتى يشاهد اسم الشهيد كلما توجه للبنك ويشعر بأن الدولة تذكره وحتى يعلم النشء الجديد كيف ضحى هؤلاء الشباب والرجال بحياتهم من أجل الدفاع عن وطنهم وشرفهم ومكان عملهم خصوصا أن مغرضين يبثون الكراهية والحقد فى أبنائهم تجاه الوطن ورجاله. النقيب هشام شتا بدأ عمله فى قسم 6 أكتوبر، وانتقل للعمل بعد ذلك إلى مركز أبو النمرس قبل أن ينتقل إلى مركز كرداسة كان محبوبًا من الجميع وهادئ الطباع ودخل كلية الشرطة دون محسوبية رغبة منه فى خدمة وحماية الوطن ولم يشارك فى أحداث 25 يناير لأنه كان حديث التخرج وقتها وقام بزيارة بيت الله أكثر من مرة آخرها قبل شهر ونصف الشهر من مقتله ونشأ فى أسرة مكونة من ثلاثة أشقاء شقيقه الأكبر هو مهندس اتصالات ومقيم فى أستراليا وشقيقه الآخر هو كيميائى يعمل بشركة أغذية ومقيم فى مصر. و لولا الأقدار كان النقيب هشام شتا معاون المباحث استلم عمله فى قسم الدقى يوم 14 أغسطس بعد أن نقل من قسم كرداسة إلى قسم الدقى فى حركة التنقلات التى تمت قبل الأحداث، ولكن القدر جعل الموظف الإدارى يتأخر يومًا عن إنهاء الأوراق ليكون ذلك التاريخ هو يوم استشهاده وكان هو الونيس والرفيق لوالديه وسندهما فى الدنيا فى سني الكبر وقد أصر على دخول كلية الشرطة رغما عن رفض أهله. وأضاف والده لقد افتقدناه أنا ووالدته ضحكته فى المنزل بعد استشهاده وعزاؤنا أنه فى رحاب الله وفى حياة أخرى أفضل بكثير من التى نحياها حتى نلقاه إن شاء الله عاش رجلًا ومات بطلًا.