قدم عشرات رجال الشرطة دماءهم فداءً لهذا الوطن كى ينجو من مخطط الغدر والخيانة والإرهاب خلال فض الاعتصام، لكنهم تركوا آباء وأمهات ثكلى و زوجات أرامل و أبناء يتامى، جميعهم يعيشون على ذكراهم بعدما أنهكهم الحزن ومن بين هؤلاء الأبطال النقيب هشام شتا معاون المباحث الذى استشهد فى مذبحة قسم كرداسة مع 12 من زملائه، ليترك والديه وحيدين بعد أن كان أنيسهما و جليسهما عقب زواج شقيقيه و سفر أحدهما للخارج. السيدة إكرام والدة الشهيد، تقول: ما زلت لا أصدق أن هشام قتل، أحاول أن أوهم نفسى، أنه هاجر إلى الخارج وانقطع الاتصال بيننا إلا أنها تذكر نفسها و تقول نحن مؤمنون بقضاء الله ولكن ألم الفراق وفجيعة فقدانه أكبر من أى احتمال وتقول إن هشام ابن موت، كنت أحس دائما أنه سيموت وسأحرم منه وقد حلمت بموته قبل موته بأيام وتقريبا انتقلت جلستنا طوال الليل والنهار بين جدران غرفته وبين ملابسه وأحذيته وأشيائه. أما والده جمال الدين شتا فبدأ كلامه، بصوت حزين تغلفه الدموع، بقول الله "ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون"، ويستطرد: أنا مطمئن على هشام فهو عند ربه، ثم يبكى قائلا: أتذكر وكأنى أستعيد إعلان استشهاد هشام عندما ذهبت مع أصدقائه إلى كرداسة لمعرفة ماذا يحدث ولكن أهالى كرداسة منعونا من دخول المكان ونصحنى الجميع أن أنكر أى صلة لى بالشهيد حتى لا يتم الفتك بى وأن أتظاهر أنى أحد المارين والفضول يدفعنى إلى الدخول إلى موقع القسم، ويواصل والد الشهيد أنه كان أنيسه ووالدته بالمنزل وأصغر أبنائه بعد ان تزوج نجلاه الكبيران ولكنه طالب بأن يتم إطلاق اسمه على فرع البنك الأهلى بالهرم الذى عمل به لأكثر من ثلاثين عاما، موضحا أن ابنه كان محبوبا من الجميع وهادئ الطباع و دخل كلية الشرطة دون محسوبية رغبة منه فى خدمة و حماية الوطن وقام بزيارة بيت الله أكثر من مرة آخرها قبل شهر ونصف الشهر من مقتله، وأنه قدم حياته لاستقرار هذا البلد وهو يؤمن بأنه حى يرزق عند ربه، وأن وزارة الداخلية لا تألو جهدا فى رعاية أسر الشهداء.