أسامة شلش تحية لكل شهيد خضبت دماؤه أرض مصر، جاد بروحه دفاعا عنها ضد من يحاولون إرهابها وشعبها سواء أكان من رجال الجيش أو الشرطة أو حتي مدنيين أوفياء تصدوا بكل شجاعة لمحاولات كسرها أو النيل منها، وابدا لن تنال من عزيمة المصريين تلك الفرقعات هنا أو هناك حتي ولو قدمنا آلاف الشهداء لانهم ببساطة أحياء عند ربهم يرزقون. لو رأي هؤلاء الارهابيون وسمعوا أهالي الشهداء وهم يصرون علي الثأر وأنهم قدموا ابناءهم أو أزواجهم في سبيل الله وان منازلهم هي مقاعد من الجنة وانهم لا يرهبون اي شيء وعلي استعداد هم أنفسهم أن يقدموا ارواحهم فداءا لمصر لأدركوا ان هذا الشعب لا يهزمه أحد لانه ببساطة وبفضل الله أقوي من كل شيء. هؤلاء الذين يصفون الشعب بالكفر لا دين لهم والحمد لله كانت شهادة المقدم طيار أحمد نبيل وطاقم طائرته التي اسقطها غدرا ارهابيون لا يعرفون الله دليلا قاطعا علي قوة الايمان فرغم قسوة اللحظة وطائرته تقترب من الارض بعد ان اصابها الصاروخ وهو علي يقين من أن قضاء الله قد حان لم يقفز من طائرته حتي لا تسقط فوق السكان ووجهها وفضل ان يستشهد في سبيل واجبه وهو يردد الشهادتين لله عز وجل وسمعتها الدنيا. اللقاء الذي تم مع والده ووالدته وابنه ذي السنوات الست وابنته التي لم تتجاوز نفس السن وزوجته كان قمة في الايمان بقضاء الله فوالده اللواء المتقاعد رغم انه فقد ابنه الوحيد الذي وهبه للدفاع عن الوطن لم يطلب شيئاً إلا أن يعود جنديا من جنود الجيش بلا رتبة للدفاع عن مصر بعد ان قدم أغلي ما يملك ابنه فداء لها. هؤلاء الذين يصفون جنودنا بالكفار كيف يقابلون الله وهم يكفرون الناس وزملاء الشهيد أحمد قالوا انه صلي كل الفروض ليلة استشهاده إماماً لزملائه وحتي قبل لحظات من اقلاعه بمهمته الاخيرة صلي الضحي وخلفه الشهداء الخمسة تحت مراوح الطائرة. ولم تكن الأم أقل ايمانا بثبات بأن ابنها شهيد رغم فقده فقد ظلت تدعو وتقول عزائي يا ابني انك عند ربك حي ترزق في منازل الصديقين وحسن اولئك رفيقا بكت للفراق فهو ابنها الوحيد ولكنها أبداً لم تفقد ايمانها بربها الذي استرد وديعته، تحتضن ابنته لوران في براءة ترجو الله الانتقام ممن تسبب في يتمها بلا سبب حتي شقيقها محمد عندما سأله جده »الصابر« فين بابا يا محمد أجابه بابا في الجنة وهو كذلك بإذن الله. كلنا ذلك الأب وكلنا تلك الأم والزوجة والابناء ففي كل بيت سقط منه شهيد في سبيل محاربة الارهاب تجد نفس الشخصيات وفي غيرها من البيوت من كل انحاء مصر من يعتبر هؤلاء الشهداء جزءا من اسرته. دماء هؤلاء تزيد الجميع اصرارا علي حماية مصر من خطر يتهددها حتي ولو قدمنا آلاف آلاف الشهداء فكم راح مثلهم علي مدي السبعة الاف سنة الضاربة في عمر التاريخ هي عمر مصر قبل ان تعرف البشرية حضارة غيرها في سبيل الدفاع عن ارضها وحدودها لن يرهبنا أحد ولن نقبل التهديد من احد لاننا ببساطة نؤمن ان اقدارنا بيد الله وان الشهادة في سبيل الوطن هي غاية كل شريف يحب وطنه يدفع حياته ثمنا لحمايته دون تفريط ويبقي علي لسانه وهو يواجه الموت الشهادتين ولم لا؟! ألم يقل الله أن الشهيد حي عنده يرزق. ابنائي الشهداء أحمد نبيل وأحمد عبده وأحمد سيد وإبراهيم صلاح وأسامة أبو الفتوح شهداء الطائرة سلام عليكم ولغيركم من الشهداء في عليين.