سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أحزاب رجال الأعمال تفسد الحياة السياسية.. وأصحابها يستخدمونها ل"الوجاهة".. ساويرس فشل في "المصريين".. قرطام يستخدم "المحافظين" لمصالحه الشخصية.. دعبس وموسى مصطفى لم يضيفا جديدًا للحياة السياسية
يجزم المراقبون للحياة السياسية في مصر، أن دخول رجال الأعمال الحياة الحزبية أدى إلى إفسادها، فالهدف الرئيسي لأغلبهم هو تحقيق مصالحهم الشخصية والاقتصادية، مستغلين بذلك حاجة هذه الأحزاب إلى رأس مال لتمويل نشطتها أو بالأحرى الحملات الانتخابية للمرشحين، لكن في نفس الوقت نجد أن هناك رجال أعمال استغلوا الأحزاب لإضفاء واجهة اجتماعية لهم. وساهمت حالة الانفتاح التي شهدتها الحياة السياسية في مصر بعد ثورة يناير، نتيجة تخفيف شروط إشهار الأحزاب والاكتفاء بالأخطار، إلى تضاعف أعداد الأحزاب المصرية بشكل كبير لتصل إلى ما يزيد عن المائة حزب، أغلبها الأعظم لا يُعرف عنها شيء، بل أن أسماء رؤساء أحزابها باتت غير معروفة، وبرزت أحزاب الشخص الواحد أو أحزاب رجال الأعمال. من أبرز هذه الأحزاب التي يسيطر عليها رجال الأعمال، حزب المصريين الأحرار الذي أسسه رجال الأعمال نجيب ساويرس في أبريل 2011، كحزب ليبرالي يضم عددا كبيرا من الكفاءات والأسماء المعروفة في عالم السياسية الاقتصاد، والتي سرعان ما انسحبت واستقالت من الحزب كهاني سري الدين رئيس هيئة سوق المال الأسبق وباسل عادل ورئيس الحزب السابق أحمد سعيد والمخرج خالد يوسف والبرلماني السابق محمد أبو حامد والبرلماني السابق علاء عبد المنعم، وذلك بسبب رغبة مؤسس الحزب في الانفراد بالقرار وتهميش دور قيادات الحزب. ويسعى "ساويرس" في الفترة الحالية إلى السيطرة على زمام الانتخابات البرلمانية المنتظرة، للفوز بها بأي شكل من الأشكال وتشكيل أغلبية برلمانية، وذلك من خلال رصد الملايين والاستعانة بالمرشحين سابقين عن الحزب الوطني، في عدد كبير من المحافظات ممن لهم عصبية لضمان الفوز بمقاعد مجلس النواب المنتظرة. ويأتي في المرتبة الثانية رجل الأعمال أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين، والذي يختلف بشكل كبير عن سابقه، لكن يتفق معه في أنه الممول الأول والأخير للحزب، والذي ينفق عليه من جيبه الخاص، وصاحب الكلمة العليا فيه، ويسعى قرطام في الفترة الراهنة من خلال حزبه إلى خوض الانتخابات البرلمانية بعدد كبير من المرشحين، ناهيك عن دوره داخل قائمة "في حب مصر"، حيث يتولى الآن مسئولية التنسيق بين القوى السياسية لتشكيل قائمة وطنية موحدة، خلفا للواء سامح سيف اليزل، والذي خضع في الفترة الماضية لعملية جراحية دقيقة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. أما الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد، فيعد من أبرز رجال الأعمال مثيري الجدل في الحياة السياسية، نظرا للحالة التي وصل عليها الحزب في الأونة الأخيرة بسبب استقالة عدد كبير من قيادته نتيجة ديكتاتورية رئيس الحزب، ورغبته الدائمة في اقصاء معارضية، وعدم سماع أي أصوات مخالفة لرأية. وتضم قائمة أحزاب رجال الأعمال، موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد، والذي ظهر على الساحة بشكل كبير بجوار أيمن نور مؤسس الحزب في 2005 إبان قضية التزوير الشهيرة، وبعد الانشقاقات التي حدثت داخل الحزب، أصبح موسى الرئيس الفعلي للحزب، لكن منذ هذا الوقت وحتى الآن لم نرى أي دور واضح لهذا الحزب، بل أنه لم يظهر حتى الآن قيادات من داخل هذا الحزب، وسبق وفاز موسى في انتخابات الشورى قبل انهاير نظام مبارك، في انتخابات شابها التزوير، ويسعى موسى خلال الفترة الحالية لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة. من الأحزاب التي لم يعرف منها سوى اسمها، حزب مصر الحديثة الذي أسسه نبيل دعبس رجال الأعمال ومؤسس مودرن أكاديمي بالقاهرة، وسبق أن اتهم دعبس حزب المصريين الأحرار ومؤسسه نجيب ساويرس بسرقة 6 نواب منه في إطار عملية شراء المرشحين بعد أن قدم لهم إغراءات مالية. من الأسماء التي لم يسمع عنها من قبل واقتحمت دون أي مقدمات عالم السياسة رجل الأعمال تيسير مطر رئيس حزب الدستوري الحر منذ ديسمبر 2013، وهو الحزب الذي لم يقدم أي شيء على أرض الواقع حتى الآن. ومن جانبه عبر الدكتور عمرو هاشم ربيع، عضو لجنة إصلاح البنية التشريعية، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، عن رفضه دخول رجال الأعمال إلى عالم السياسة، مؤكدا أن ذلك من شأنه أن يفسد الحياة السياسية. وقال ربيع في تصريحات خاصة اليوم السبت: إن الحزب الذي يقوده رجال أعمال، تفرض عليه قيود قانونية وإدارية وأمنية، وهذه القيود أثرت على صلة الدولة بهؤلاء رجال الأعمال، مشيرا إلى تلك القيود وهى الاستيراد والتصدير والجمارك والعطاءات التنافسية وفرص الأعمال التجارية والروتين الإداري، فهذه الأمور تحتم وجود هذه الصلة. وأضاف ربيع ل" البوابة نيوز"، إن سيطرة رجال الأعمال على الأحزاب السياسية يجعل الحزب "يروح في الرجلين" على حساب الحزب، مشيرا إلى أن الكلمة العليا داخل الحزب أصبحت لرجال الأعمال. قال الكاتب الصحفي مصطفى بكري، رئيس تحرير جريدة الأسبوع: إن هناك بعض رجال الأعمال يسعون لاستغلال عملهم السياسي من أجل تحقيق مصالح اقتصادية وشخصية، في الوقت الذي لا يستطيع أحد أن يمنع مواطنا من دخول الحياة السياسية. وطالب بكري بعمل قانون يجعل رجل الأعمال بعيدا عن أعمالهم في حال دخولهم البرلمان بشكل مؤقت، وهو النظام المعمول به في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض الدول التي لا تريد أن يحدث زاوج بين السلطة والمال، مؤكدا أن هناك رجال أعمال يرفضون تولي أي سلطة سياسية. قال ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل الديمقراطى، اليوم السبت: إن قيادات رجال الأعمال للأحزاب السياسية ليس لها أي جدوى وتشكيلها ليس لها أي معنى سوى استغلال الأحزاب السياسية لحماية مصالحهم الشخصية والاقتصادية، مشيرا إلى أنهم لا يسددون ما عليهم من ضرائب. وأضاف الشهابى، أن الأحزاب التي تقودها رجال الأعمال ليس لها نشاط سياسي حقيقى في الحياة السياسية، معتبرا أنها أحزابا غير شرعية، ولكنها عبارة عن زواج غير شرعى للسلطة عن طريق البرلمان، مؤكدا أن ذلك يؤدى إلى توحش رجال الأعمال على حساب الشعب والمواطن البسيط. قال اللواء عادل عباس القلا، رئيس حزب العربي الاشتراكي، إن سيطرة رجال الأعمال على الحياة السياسية أدي إلى افسادها، مؤكدا أن الأحزاب السياسية عبارة عن تكتلات ومجموعات وكل مجموعة عبارة يكون لها مبادئها وأفكارها. وأضاف، أن رجال الأعمال في الخارج يدعمون الأحزاب السياسية لكن لا يشتركون في السياسة وهذا التصور صحيح، مضيفًا أن المال السياسي يلمع أحزابه مثل المصرين الأحرار الذين لا يملكون اراء ولا أفكار.