على طريقة الجماعة الإرهابية، بدأ حزب النور السلفى فى إقامة معارض لبيع السلع الاستهلاكية فى محافظاتالإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ والغربية والشرقية والقليوبية بأسعار مخفضة، وهى ورقة يستخدمها الحزب فى رمضان، ليستعيد من خلالها ما فاته، كما يقيم العديد من موائد الرحمن، ليستعرض فيها برنامجه الحزبى. ويركز الحزب، فى مخططه على محافظات الصعيد من خلال تسيير قوافل طبية لطبقات محدودة الدخل، فضلًا عن القيام بجولات على منازل الفقراء لتوزيع شنط رمضان وداخلها مطبوعات بها نبذة عن الحزب، كما يستغل الحزب سلسلة الدروس الدينية خصوصًا خلال صلاة التراويح، للتأكيد على دعم الحزب للدولة فى مواجهتها لنزعات العنف والإرهاب. فى السياق ذاته استنكر دعاة التيار السلفى، والباحثون فى الجماعات الإسلامية، استغلال احتياج الفقراء فى رمضان لما وصفوه ب«الصدقة السياسية»، وإعطاءها لهم للحصول على دعمهم فى المنافسات المختلفة. وقال الأباصيرى، فى تصريحات ل«البوابة»، إن استخدام جميع الأحزاب السياسية فى مصر لأسلوب الدعاية من خلال توفير الغذاء للمواطنين وتقديم الأعمال الخدمية، هو أمر ابتدعته جماعة الإخوان منذ نشأتها، ثم ابتدعت مسألة «الصدقة السياسية» التى لا أصل لها فى الدين الإسلامى باعتبارها غير خالصة لوجه الله تعالى، وأن الهدف من ورائها الحصول على منفعة. وأشار الداعية السلفى، إلى أن استخدام جميع الأحزاب المصرية سواء الليبرالية والعلمانية والإسلامية، لهذه الطريقة يعد استغلالا للدين وشرائعه. وذكر الأباصيرى، أن حزب النور، الذراع السياسية للدعوة السلفية خالف تعاليم الدين التى يدعو بها بسلوكه هذا الطريق، باعتبارهم لا يعظمون شعائر الله، ولا يرجون لله وقارًا، ويصنف ذلك فى باب المتاجرة بالدين، مستغلين جهل البسطاء بالأمور الشرعية. وتابع: «أتحدى لو مفيش انتخابات بعد شهر رمضان ما كنشى حد قدم أعمالا خيرية للمواطنين بهذا الشكل، وإذا أرادوا كما يقولون وجه الله بتوفير السلع للمواطنين، لماذا يضعون صورهم وشعار أحزابهم، وصور قياداتهم عليها، فالرسول دعا عند الصدقة ألا تعلم يمينك ماذا قدمت يسارك، فما بالك بمن يضع صوره على ما يقدمه، الغرض من كل ذلك وجه الصندوق الانتخابى وليس رضا الله». كما استنكر الداعية السلفى أسامة القوصى، تنظيم أى حزب لحملات دعاية انتخابية فى شهر رمضان المبارك لخدمة مصالحهم بهدف تقديم الصدقات للمواطنين. وقال القوصى، إن لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، ودار الإفتاء عليهما عبء كبير فى إنكار هذه الأعمال التى تتيح للأحزاب استخدام الشعائر الدينية فى مصالح حزبية وسياسية ضيقة، أو جعلها أمرًا حلالًا بحجة خدمة المواطنين الفقراء، وتسهيل صعوبات الحياة وتوفير الغذاء لهم. وذكر أن الأحزاب السياسية خاصة الإسلامية تصدر التبريرات المستمرة حول ذلك العمل، وهم يعلمون أنها أعمال خاطئة، مشيرًا إلى أن هناك طرقًا أخرى يتم استغلالها فى شهر رمضان مثل صلاة التراويح.