قال الشيخ نشأت زارع "خطيب الجمعة بمسجد سنفا بمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية: إن الله يريد منا الحد الأدنى من العبادات والحد الأقصى من المبادىء والقيم والأخلاق الراقية والإنسانية، لكن المشكلة الكبيرة أن الكثير فعل العكس مع أن 25 % من آيات القرآن تتكلم عن العبادات و75% تتكلم عن المعاملات، والأخلاق والقيم والمبادئ والرقى والسمو الإنسانى، متسائلا لماذا لانهتم بما اهتم به القرآن؟. وأضاف الخطيب خلال خطبة الجمعة، التي حملت عنوان " أخلاق الصائمين وسلوكهم " أن مدرسة الصيام يدخلها المسلم لمدة شهر كل عام وتعتبر دورة لتعليم سمو الأخلاق لكى تتربى وتتعلم الإنسانية وانضباط السلوك واللسان العفيف قائلا: "إعلم أنك إذا خرجت من دورة مدرسة الصيام ولم تتعلم الأخلاق فأنت راسب وأنت ممن ينطبق عليهم قول النبي صلى الله علية وسلم (( رب صائم ليس من صيامه إلا الجوع والعطش )) لأنه هناك فرق بين الصائم والجائع الكل يجوع ولكن ليس الكل يصوم. وقال زارع: إن الدين جاء لمصلحة العباد وجاء لكى يربى الأخلاق ويسمو بالإنسان إلى الرقى والإنسانية والتعايش مع الآخرين والتعارف على الآخرين واحترام عقائد الآخرين، وأن تكون نافعا لنفسك ولوطنك وأمتك بل ونافعا للبشرية بأكملها لأن من مقاصد وجودك على الأرض عمارة الأرض (( هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها أي طلب منكم عمارتها لذلك القرأن الكريم قدم القول الحسن للناس جميعا على إقامة الصلاة فقال (( وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة )). وأكد أن الإسلام جعل مكارم الأخلاق غاية ومقصد من مقاصده العليا بل مقصد من إرسال النبي للبشرية لهذا الهدف مستشهدا بحديث الرسول(( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )) وقال إن العبرة ليست بالامتناع عن الأكل والشرب العبرة أن تصوم بالفعل والابتعاد عن كل الرذائل والمنكرات والأخلاق السيئة، فالنبي يقول (( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ))