وجه نشأت زارع إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر اليوم الجمعة، خلال خطبته بعنوان "ماذا بعد الحج وعن أهمية التعليم"، كلمة لطلبة الجامعات قال فيها "نحن لدينا مايكفينا من العلم الديني، ولكننا فقراء في العلم الدنيوي ولن نتقدم وننتصر على الجهل إلا بالعلم، وأضاف أن إحياء علوم الدنيا فرض مثل الصلاة والصيام، لأننا نستورد طعامنا وعلاجنا وسلاحنا من الآخرين، وكان المفروض أن نكون نحن النافعين للبشرية، مرجعا أسباب ذلك إلى إهمال قضية العلم، وأضاف قائلا: انظروا إلى من يحصلوا على جوائز نوبل في الكيمياء والفيزياء والطب وينفعوا البشرية واقتدوا بهم واعلموا أن أفضل 500 جامعة في العالم ليس فيها إلا عدد محدود على أصابع اليد الواحدة من الجامعات العربية منها جامعة القاهرة، وأكد أن الأمم تتميز اليوم بالعلم ولامكان في عالم اليوم للجهل والأمية الثقافية فالأمي اليوم ليس أُمي القراءة والكتابة، ولكن أمي الثقافة وأمي ثورة العلم والنت وأمي فقه التعايش العالمي والإنساني فالعالم اليوم قرية صغيرة بفضل من ذلل ذلك وللاسف الشديد ليس لنا دور في ذلك، ولكننا عالة على العالم واقتدوا بأحمد زويل، وفاروق الباز ومصطفى السيد وهؤلاء العمالقة الذين ينفعون الإنسانية". وتابع قائلا: "أياكم أن يضحك عليكم أعداء الوطن ومحترفو الصراع السياسي والتصرف الهمجي بالاعتداء على جامعاتكم والتخريب فيها فهى ليست ملكا لكم، ولكنها ملك للشعب دفع من قوت يومه، وبنى لكم هذه الصروح العلمية لكى تتعلموا وتنفعوا أنفسكم وتنفعوا البشرية لانريد أن نرى المشهد الهمجي الذي حدث في العام الماضى فالجامعة محايدة، وأنت تأتي إليها لتتعلم وليس لتصفية حسابات سياسية أخرجوا الجامعة من الصراع السياسي. وأضاف قائلا: قارنوا إيها الطلبة بين إنسان في معمله أو في جامعته يسابق الزمن، ويستثمر وقته لكي ينفع الناس يبتكر أو يخترع أو يبدع في اكتشاف مايفيد الناس ويخفف عنهم أو يعالجهم وبين إنسان آخر يخرب ويحرق ويقتل ويضر الناس؛ ويسبب لهم الشقاء والألم والمعاناة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "خير الناس أنفعهم للناس". وأكد أن الجامعة لها قدسية المسجد فمن اعتدى عليها، وخرب فيها كمن خرب المسجد فالمسجد دار العبادة والجامعة دار العلم والحياة لاتسير إلا بالعبادة والعلم لأن الدنيا لها قوانين ونواميس وسنن لاتتبدل ولا تتغير ولا تجامل أحد، وأوضح أنه بعد الحج يجب أن تستفيد الأمة من الدورة التربوية الأخلاقية الإنسانية من فريضة الحج فلا عصبية ولا قبلية ولا طائفية ولا مذهبية فقد راينا السني بجانب الشيعي والعربي بجانب العجمي والغني بجانب الفقير والرئيس بجانب المرؤس لا ولاء لحزب ولا لقبيلة ولا فوارق الشعار الواحد"هو سماكم المسلمين". وتساءل: هل الأمة بعد الحج تعرف المقصد العظيم من فريضة الحج، وهو القضاء على الطائفية والمذهبية والتعصب البغيض القبلي لأنها محرقة الأوطان وكانت في الجاهلية أيضا نار تحرق الأخضر واليابس حيث الحروب الأهلية المدمرة للعباد والبلاد وقد وضع الرسول كل أمور الجاهلية، وحذرنا أن نقع فيها ولكن للأسف وقعت فيها الأمة، وأشار قائلا: نحن لانفقد الأمل في غدٍ مشرق لبلادنا ولبلاد المسلمين والبشرية بأكملها في أن يتعايش الجميع بأمان وسلام لعمارة الأرض كما أراد الله وعلينا أن نبدأ بهذا السلوك مع بعضنا البعض.