تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال لقائه أول أمس الأربعاء، مع كيم داروك، مستشار رئيس الوزراء البريطانى لشئون الأمن القومى، وفى حضور السفيرة فايزة أبوالنجا، مستشار الرئيس لشئون الأمن القومى، والسفير البريطانى بالقاهرة جون كاسون- دعوة رسمية من الحكومة البريطانية لزيارة لندن خلال الفترة المقبلة. تأتى أهمية تلك الدعوة من أنها جاءت فى توقيت هام بعد صدور أحكام بالإعدام على الرئيس المعزول محمد مرسى، وعدد كبير من قيادات الصف الأول بجماعة الإخوان، والهجوم الشرس الذى يشنه «التنظيم الدولى» للجماعة على مصر، فى جميع دول العالم، وفى مقدمتها بريطانيا. ورغم أهمية زيارات الرئيس السيسى الأخيرة إلى ألمانيا والولايات المتحدة فى سبتمبر الماضى لحضور اجتماعات الأممالمتحدة، وجولاته الأوروبية الناجحة فى إيطاليا وإسبانيا وفرنسا واليونان وقبرص والمجر، إلا أن بريطانيا تبقى دولة لها خصوصية وأهمية كبيرة، وزيارته لها ستكون بمثابة ضرب لآخر «معاقل الإخوان» القوية فى أوروبا. وجعلت العلاقات التاريخية بين المخابرات البريطانية وجماعة الإخوان ومؤسسها حسن البنا من «لندن» ملاذا آمنا لقياداتها خلال الفترة الماضية. وكشفت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية أن «لندن» تستضيف المقرين الرئيسيين لأنشطة الإخوان فى أوروبا، وهما «ويست جيت هاوس» و«كراون هاوس»، اللذان يضمان مقار أكثر من 25 منظمة تابعة للجماعة فى أوروبا وتحصل على دعم وتمويل قطر و«التنظيم الدولى». كما تعد «لندن» مقرًا لجمعية ثالثة تدعى «إنتربال» الخيرية ذات الصلة القريبة بالإخوان، وتعتبرها عدة دول أوروبية والولايات المتحدة منظمة إرهابية، ويعد مديرها عصام مصطفى، من أهم وأبرز قيادات الجماعة، وكان عضوا سابقا باللجنة التنفيذية لحركة حماس، إلى جانب «مؤسسة قرطبة» التى يرأسها أنس التكريتى، وتقع فى مبنى «ويست جيت هاوس»، وتلعب دور المتحدث الرسمى باسم التنظيم فى بريطانيا. وإلى جانب تلك الجمعيات التابعة للإخوان فى بريطانيا، يوجد أيضًا ما يسمى ب «منتدى المنظمات الخيرية الإسلامية»، الذى يمثل مظلة لنحو 10 منظمات بريطانية غالبيتها ذات صلة بالإخوان، ومنها «ائتلاف الخير» الذى يترأسه يوسف القرضاوى، الداعية الإخوانى الهارب فى قطر، و«أكاديمية التعليم والبحث الإسلامى» و«الائتلاف العالمى للحقوق والحريات»، و«منظمة نجدة لحقوق الإنسان». وأمام كل هذه المنظمات والجمعيات والمؤسسات التابعة للتنظيم، تجد الحكومة البريطانية نفسها فى موقف صعب للغاية، نظرا لكم الضغوط التى تمارس عليها من جانب التنظيم، فضلا عن الدور الذى تلعبه قطر صاحبة الاستثمارات الضخمة فى بريطانيا، والتى تضغط على حكومة ديفيد كاميرون لصالح الإخوان. وكانت «الدوحة» صعدت من لهجتها ضد الحكومة البريطانية إلى حد تهديدها بإغراق بريطانيا فى الظلام إذا اتخذت أى إجراءات ضد تنظيم الإخوان، أو أصدرت التقرير الذى يعتبرها تنظيما إرهابيا، فضلا عن مطالبتها بعدم رفع مستوى علاقتها بالحكومة المصرية الحالية.