أكد عدد من الخبراء في الاقتصاد السوداني على التأثير الايجابي لزيارة رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت للخرطوم والسماح بانسياب النفط مرة أخرى على حركة الاقتصاد السوداني . وكان ئيس جنوب السودان سلفا كير قد وصل إلى العاصمة السودانية الخرطوم يوم الثلاثاء الماضي واستقبله نظيره السوداني عمر البشير قبل أيام قليلة من انتهاء مهلة السودان الذي حددها لوقف نقل النفط من دولة الجنوب عبر خطوط أنابيب مهمة . وسمح الرئيس البشير بانسياب نفط الجنوب مرة أخرى عبر الانابيب الشمالية بعد قراره السابق في يونيو من العام الحالي بإغلاق الانابيب الناقلة لنفط الجنوب ومنع تصديره . وجاء قرار البشير بعد أن جدد سلفا كير التزام بلاده بعدم إيواء المجموعات المتمردة وتقديم الدعم لها وقال “,” نحن لا نأوي ولا نقدم الدعم للمتمردين ضد حكومة السودان ويمكن التحقق من ذلك وأضاف “,” سأتخذ الإجراءات اللازمة إذا ثبت دليل أو برهان علي ذلك “,”. ولم يتحدث الرئيسان عن أي ضمانات من شأنها تجنب تكرار وقف تصدير وتقل النفط عبر انابيب السودان . ويسعى السودان لسد فجوة الإيرادات التي خلّفها انفصاله عن الجنوب منذ يوليو 2011، حيث فقدت الخرطوم نحو 75% من إيراداتها النفطية، فضلا عن خسارتها لنحو 3 مليارات دولار من توقف ضخ نفط الجنوب، وفق مسؤولين . ويقدر الخبراء العائدات الناتجة عن تصدير النفط من جنوب السودان ونقله عبر السودان بمليارات الدولارات وهي عائدات يحتاج اليها البلدان. وأصبحت جنوب السودان دولة مستقلة في يوليو 2011 وأدى التقسيم الى حصوله على 75% من المخزون النفطي في حين بقيت البنى التحتية النفطية من مصاف وأنابيب في الشمال . وقال استاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم محمد الجاك إن لقاء البشير وسلفا جاء في ظروف ملائمة بوجود شبه اتفاق على القضايا العالقة والتي حالت دون انسياب النفط . وأضاف الجاك أن الاتفاق سيدعم حصيلة الاقتصاد السوداني من النقد الاجنبي من خلال صادرات النفط وفتح المعابر بين البلدين . وانعكس اعلان استمرار النفط على سوق النقد الاجنبي وانخفض سعر الدولار أمام الجنيه السوداني إلى 7,4 – 7,3 مقارنة ب 7.5 جنيه قبل الزيارة . ويأمل عدد من تجار السوق الموازي في أن يعمل قرار استمرار انسياب النفط على إحداث انفراج اقتصادي كبير، وقال أحد تجار العملة بالسوق الموازي- فضل حجب اسمه- إن هناك شحا في عرض النقد الأجنبي مع وجود طلب متزايد من قبل المستوردين . وقال التاجر لمرسلة الأناضول إن ذلك يتطلب من بنك السودان ضخ مبالغ كبيرة من النقد الاجنبي لإحداث استقرار في اسعار الصرف وانعكاسه على أسعار السلع . و أ كد الجاك ان تجديد الدولتين العمل بالاتفاقيات الموقعة في مارس من العام الحالي سيعمل على فتح الأبواب أمام القطاع الخاص السودان، مضيفا أن الاتفاقيات الاقتصادية ربما تثني الدولة عن الاصلاحات الاقتصادية التي تعتزم تطبيقها خلال الأيام القادمة . وكان وزير المالية السوداني قد اعلن عن عزمه تطبيق اصلاحات اقتصادية من ضمنها رفع الدعم عن المحروقات والقمح . واوضح الجاك أن الاتفاق يعطي الجنوب فرصة توفير مواده الاستهلاكية من السودان بعد فتح المعابر وانسياب الحركة التجارية . وقال البشير بعد اللقاء مع سلفا كير إنهما اتفقا على قيادة الشعبين لأفاق أرحب من التعاون المشترك وإزالة العقبات التي تعرقل انسياب العلاقات بينهما، مضيفا أن الحدود ستكون مفتوحة امام حركة البضائع والسلع وستكون العلاقة بين الدولتين نموذجا في أفريقيا, مشيرا إلى أن الاتفاق تضمن انسياب بترول جنوب السودان عبر المنشآت السودانية وميناء بورتسودان . ووفقا لاتفاق النفط فإن جوبا ستدفع للخرطوم ما بين 9 – 11 دولار للبرميل الواحد حسب الحقل المنتج منه فضلا عن دفع ثلاث مليارات دولار على مدار ثلاث سنوات ونصف ضمن رسوم تصدير النفط . الأناضول