«ما أكثر الظلم في هذه الحياة، لقد أصبحت أعيش في غابة، الكبير فيها يأكل الصغير، لقد عشت حياة بائسة كلها ألم وخوف من المستقبل منذ أن كان عمرى 5 سنوات، فأنا لا أمتلك من حطام الدنيا سوى الضمير فهو رأس مالى.. واتضح أنه لا يساوى شيئا في هذه الدنيا».. بتلك الكلمات الحزينة التي تحمل من الألم والأسى بدأ الحاج العجوز «فاضل أبو الحسن قاسم» 65 سنة كلامه مستغيثًا بجريدة «البوابة» لتوصيل صوته للمسئولين لإعادة حقه من الظلم الواقع عليه. قال: «أنا راجل عجوز وتعبت من الدنيا دى والظلم اللى بيحصل فيها..أنا مقيم في 70 ش طلعت سيدى فرج روض الفرج القاهرة.. وكلى أمل أن يصل موضوعى لمن ينصفنى من الظلم الذي وقع عليا بسبب إنى أمى لا أقرأ ولا أكتب.. ودى سبب كارثتى.. اللى حصل أنى كان عندى كشك عبارة عن «فاترينة» في العقار رقم 62 ش شبرا أمام قطعة أرض كبيرة عبارة عن مخزن ملك الحاج حسنين فرج الصياد.. وأمتلك رخصة لها وأقوم بسداد رسوم النظافة والإشغالات وكل شيء قانونى والحمدلله.. ومنذ نحو 30 عاما قام ورثة الحاج «حسنين» ببيع المخزن إلى أحد كبار رجال الأعمال المليونير «جرجس.ح.م».. ومنذ أعوام قليلة بدأت المآساة.. فوجئت ببعض موظفى الحى يقومون بمضايقتى وإحباطى وسدوا عليا كل الطرق من حولى، في محاولة منهم لخدمة رجل الأعمال كى أترك مكانى المرخص القانونى من أجل عيون رجل الأعمال، حتى يستطيع أن يبنى البرج الاستثمارى، وكانت رسائلهم لى بضرورة ترك الكشك الخاص بى وإزالته حتى يتمكن رجل الأعمال من تنفيذ مشروعه.. جاءنى أحد الجيران اسمه «حمادة.م» الشهير ب «حكشة» صاحب محل «مفاتيح وكوالين سيارات» رقم 8 ش مسرة، وقال لى «إن المية ما بتجريش في العالى، والراجل عاوز يرضيك مقابل إنك تشيل الكشك بتاعك، وعاوز يديلك 10 آلاف جنيه وتمشى» فقلت له إن الكشك ده مصدر رزقى أنا وعيالى، أنا عشان خاطرك هاخد 50 ألف جنيه، فرد عليا وقال لى «ياعم تعالى ومالكش دعوة» اتفقنا على موعد، ذهبت فوجدت رجل الأعمال جالسا في سيارته فجلس هو بجواره وجلست أنا بالخلف، وقال لى إنه سيعطينى 30 ألف جنيه أنا رفضت، واتفقنا على 50 ألفا، وقلت له انت دفعت 3 ملايين للدكتور وجيه صاحب الصيدلية، ودفعت ملايين كتيرة للناس عشان تمشى وجاى عليا أنا الغلبان؟ المهم وافق.. وأخرج ورقة بيضاء قام بكتابة كلام فيها وأنا أُمى لا أقرأ ولا أكتب، وخدت الموضوع ثقة، وقال لى إمضى، وأخرج من شنطة السيارة الخلفية مبلغ 10 آلاف جنيه، وقال لى لما نروح الشهر العقارى هديك باقى المبلغ، لم أخون الرجل وقمت بالتوقيع على الورقة دون أن أدرى ما بها». يقول الحاج فاضل الشهير ب «حمام» بكل حسرة وأسى.. علمت عقب ذلك بأرقام المبالغ التي دفعها رجل الأعمال.. بأن حكشة قد حصل على مبلغ 75 ألف جنيه مقابل إخلاء محله.. وجارته صاحبة محل الملابس رقم 1 ش مسرة أخذت منه نفس المبلغ للإخلاء بالتراضى، وأيضا أحمد عبدالجليل وأخوته صاحب محل زجاج أخذوا مليونا و750 ألف جنيه منه بعد ما أقاموا قضية ضده، والحاجة أم إيهاب زوجة الحاج حسن البوطى صاحب محل مفاتيح رقم 3 ش مسرة أخذت 500 ألف جنيه ولولا مرضها لشهدت معى شفاها الله، وعربى سلامة صاحب محل «مكن خياطة» أخذ منه 350 ألف جنيه بعد دعوى قضائية أيضا؛ وسمير أحمد الحمصانى صاحب محل موبايلات أخذ 600 ألف جنيه؛ وسيد عبد اللاه صاحب محل مخزن قصب 3 ش مسرة أخذ بعد التقاضى والمشاكل 80 ألف جنيه، ومجدى الخطاط حصل على 60 ألف جنيه محل في بير السلم؛ وأولاد قرنى أصحاب محل سجائر رقم 1 ش مسرة أخذوا 170 ألف جنيه. اتفقنا على موعد للذهاب إلى الشهر العقارى لإتمام باقى الإجراءات على أن أحصل على باقى حقى وحق عيالى كى أبحث عن مصدر رزق نتقوت منه.. وفى الشهر العقارى أخذوا بطاقتى.. ونادي عليا الموظف قال لى «انت اتنازلت» فقلت له آه.. دون أن يسألنى قبضت الثمن أم لا؟.. المهم حتى هذه اللحظة لم أعطى أي خيانة لرجل الأعمال أو حكشة المرافق له اللى كان أبوه صديقى من زمان الله يرحمه.. مضيت وطلبت باقى المبلغ فقال لى رجل الأعمال «تعالى نروح البنك أجيب لك الفلوس وفى البنك «لطعنى» نحو ساعة ثم نادي عليا قائلا «أه نسيت أقولك يا حج حمام إن باقى فلوسك عند الحاج «أحمد حسنين فرج الصياد»، للأسف صدقته وعندما طالبت الحاج أحمد قال لى إنت اتنازلت لمين؟ فلوسك عند اللى اتنازلت له مش عندى. ومن شهر يناير 2008 وأنا في حيرة ومش عارف أعيش أنا وعيالى.. مع العلم بأن رجل الأعمال اتفق معى على الحصول على هذا المبلغ وكذلك نقل الفاترينة في مكان أعيش منه وأرزق منه للصرف على أولادى، لأن المبلغ الذي اتفقت عليه لا يكفى لتجهيز بنت واحدة من بناتى الإثنين، وأنا لم يدخل بيتى جنيه واحد ولا أعمل حتى وقتنا هذا، كما أن زوجتى مُسنة ومريضة طريحة الفراش. وبالرغم من ذلك لم يصيبنى اليأس؛ أخذت تأشيرة من «رئيس نيابة روض الفرج لعمل تحريات اللازمة نحو الواقعة، لكنى فوجئت بمباحث روض الفرج تذكر أنه لا توجد أي أدلة على هذه الواقعة بالعلم أننى من عام 1970 أي ما يقرب من 44 عاما في هذه المنطقة، وكل الجيران يشهدون بذلك، ذهبت عدة مرات إلى رجل الأعمال كى أطلب حقى وفى كل مرة كان ينهرنى ويطردنى. تقدمت بشكاوى لكل من رئاسة الجمهورية في عهد المعزول «محمد مرسي»، والنائب العام، ووزارة الداخلية، والتظلم رقم 3993 لسنة 2013 للمحامى العام، وحررت المحضر رقم 957 لسنة 2013 إدارى بقسم شرطة روض الفرج، وحفظ في 26/3/2013 والشكوى رقم 48 سرى رئاسة الجمهورية لسنة 2013.. وأنهى حديثه عن المأساة التي يعيشها قائلًا «لم أجد أمامى إلا الله بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، وأتمنى أن يصل صوتى للرئيس «عبدالفتاح السيسى» هو الراجل ده اللى هيجيب لى حقى.. أنا ياريس عاوز كشك آكل منه أنا وعيالى ربنا يحفظك.. ومعايا الرخصة والأوراق الدالة على كل ما رويته». النسخة الورقية