سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. شبح الإهمال يسيطر على آثار المطرية.. أكوام القمامة والعمارات المخالفة تحول منطقة المسلة إلى عشوائيات.. التوابيت والأعمدة الأثرية في العراء وسط غياب المسئولين
المطرية من هنا سجلت صفحات التاريخ الفرعوني القديم تلك المنطقة باعتبارها جزءا من مدينة هليوبوليس القديمة "أون" كما تم إطلاق اسم المسلة على المنطقة لتوصيف مسلة الملك سنوسرت الأول الذي عثر عليها في المنطقة وما زال إلى يومنا الحاضر محاولات لاكتشاف المنطقة ومعرفة ما بها من كنوز مصرية قديمة. "البوابة نيوز" كانت هناك لكشف مظاهر الإهمال داخل المنطقة حيث يوجد العديد من التوابيت الخالية والتي بعضها مكسور والبعض الآخر سليم كما وجدنا عددا من الأحجار والعواميد المكسورة والتي تحتاج إلى ترميم وهو الأمر الذي يثير تساؤلات عديدة حول ما حدث لتلك التوابيت والأحجار وهذه كانت أول علامة استفهام. علامة الاستفهام الثانية كانت في السور المكسور عند مدخل المنطقة التابعة للآثار والذي يسهل دخول المنطقة، علاوة على تراكم اكوام القمامة أمام السور الأمر الذي يفتح الباب أمام الشك في وجود رقابة فعالة على المنطقة، وكانت علامة الاستفهام الثالثة من نصيب العديد من العشوائيات المنتشرة بمحيط الجراج والتي تحتوي على الكثير من القمامة والكلاب المنتشرة بمحيط المنطقة، في الوقت الذي توجد فيه موقف ميكروباصات أمام مسلة سنوسرت الأول مباشرة، ناهيكم عن الطرق غير المرصوفة. في البداية أكد الأسطي حسن، صاحب ورشة سيارات، أن المطرية وعين شمس تشتهر بوجود الكثير من الآثار فيها حتى أن الأهالي داخل منازلهم يقومون بالتنقيب أسفل منازلهم وهناك من يجد منهم آثارا ويبيعها بصورة غير شرعية في حالة عدم وقوعه في يد الحكومة. ويضيف "لو دخلت كل بيوت منطقة عرب الحصن هتلاقي كل واحد حافر تحتيه عشان يطلع الآثار والحكومة عارفة وبتسيبه لحد ما يتقطع نفسه ثم تلقى القبض عليه في حالة عثوره ومحاولة بيعه للآثار، مستنكرا بناء عمارة تصل إلى 14 طابقا أمام مسلة سنوسرت الأول والتي من المقرر أن تزداد إلى الطابق الخامس عشر الأمر الذي يغطي على رؤيتها بالنسبة للسياح أو المواطنين الوافدين للسياحة الداخلية مشيرا إلى أنه من المفترض أن رخصة البناء المعمول بها هنا ألا تتجاوز خمسة أدوار فقط فكيف يتجاوز الأمر ليصل إلى ذلك العدد من الأدوار المخالفة قائلا "المطرية كلها فيها بناء مخالف". لافتا إلى أن عدم التخطيط العمراني الجيد للمنطقة يجعل الأهالي يتحملون أخطاء البناء حينما يتقرر إزالة ذلك البناء المخالف حيث أنه أولا يهدر الدولة أموالا وتكاليف للردم ويثير حنق الأهالي الذين يتعرضون للطين والتراب والصوت المرتفع الناتج عن اللودرات التي تقوم بعملية الردم للبناء مرة أخرى بعد بنائه. الجراج: سعد عبدالمنعم، أضاف أن الوضع في المنطقة غير مقنن حيث تم اكتشاف آثار في مزرعة سجن المرج قبيل قيام ثورة 25 يناير الإ أنه بعد الثورة تحولت المنطقة إلى عبارة عن ساحة جراجات ومقاهي وملاهي أيضا وهو أمر من المفترض أنه غير قانوني حيث لا يمكن لكل شخص أن يستولي على مساحة معينة يفعل فيها ما يريد. فيما نفي عدد من المواطنين وجود تأثيرات سلبية للجراجات مؤكدين أنها حماية للمنطقة ففي حالة غيابها فسيعمل ذلك على زيادة الضغط على الشوارع بشكل كبير الأمر الذي سيؤثر على الوضع العام للمنطقة ويعمل على تكدس الطرق وإحداث أزمة في الطريق العام علاوة على ذلك فالمساحة الكبيرة للجراجات "أمان" لعدم وجود البلطجة والسرقات وخاصة أن المنطقة مساحتها واسعة مما يجعل المجرمين يخافون من فعل أي جرائم. أوضاع المنطقة: مصطفى حافظ، صاحب محل اتصالات، أشار إلى أن المشكلة داخل منطقة المسلة تتعلق بعدم وجود رقابة عليها الأمر الذي يؤدي إلى إنتشار الكير من السلبيات التي من بينها تجارة المخدرات وهي تنتشر على نطاق واسع داخل المنطقة قائلا "كله بيبيع برشام" مشيرا إلى أن المنطقة تحتاج إلى تواجد أمني بشكل كبير حتى يكون هناك أمن وأمان ويتم مواجهة المظاهر السلبية. وضع السياحة: "ولا سائح واحد ييجي" هكذا أضاف حافظ، مؤكدا على أن المطرية والمسلة وشجرة مريم من المناطق السياحية التي كان يتوافد إليها السياح بكثرة قبل ذلك، وهو الأمر الذي لم يعد له وجود بسبب البلطجة والمظاهر السلبية التي أصبحت منتشرة بسبب عدم وجود الرقابة والأمن داخل المنطقة. حيث توجهت البوابة نيوز إلى العاملين في المسلة الذين رفضوا التصوير بسبب التعليمات عليهم وأكدت أحدي العمالات أن المنطقة مخططة عمرانيا بشكل سيء مشيرة إلى وجود مخالفات عديدة في البناء داخل المنطقة، قائلة "عرب الحصن كلها مخالفات". ماذا قال المسئولون؟ من جانبه أكد يوسف خليفة، رئيس قطاع الآثار بوزارة الآثار، أن العمارة تم رفع أكثر من قضية لإزالتها وبالفعل تقرر إزالتها إلا عدم اتخاذ قرار إزالتها إلى الآن أمر سلبي بالتأكيد ويجب أن يتم تمهيد الطرق لكي يتم إزالتها مشيرا إلى أن الأمر يتوقف حاليا على وزارة الداخلية التي يجب أن تعطي الأمر بإشارة البدء في الإزالة مضيفا أن المشاكل الأخري المتعلقة بوجود موقف ميكروباصات وانتشار العشوائيات بمحيط المنطقة أمر يعود إلى المحليات الممثلة في حي المطرية فهم المسئولين عن تقنين ذلك الوضع السيئ وليس هناك سلطة للآثار في المناطق الأخرى، مضيفا أنه فيما يتعلق بالتوابيت الأثرية الفارغة الموجودة بمنطقة المزرعة والتي رصدتها البوابة فهي مسجلة ومرقمة ولا يمكن نقلها من مكانها لأنه هو مكانها الرئيسي.