تسببت أزمة ميناء العين السخنة فى تكدس كميات كبيرة من السلع ومستلزمات الإنتاج المستوردة فى مخازن الميناء وهو ما أدى إلى تكبد عدد كبير من الشركات الصناعية والتجارية خسائر فادحة. كان إضراب العمال بميناء السخنة قد تواصل لليوم التاسع على التوالي، ما دفع كثيرًا من أصحاب الشحنات المستوردة في تحويل شحناتهم إلى موانئ أخرى. وقدرت مصادر بميناء السخنة الخسائر اليومية للشركة المشرفة على الميناء وهى شركة موانئ دبي بنحو 35 مليون دولار. وقال مصدرون ومستوردون إن ميناء السخنة يخصص لاستيراد الخامات ومستلزمات الإنتاج والسلع الوسيطة من دول جنوب شرق آسيا ومن الصين، بينما يخصص مينائي الدخيلة والإسكندرية لتصدير السلع المصرية الى دول أوروبا، ويخصص ميناء شرق التفريعة ببورسعيد للتصدير إلى السوق الأمريكية. وأكد المهندس مجدي طلبة رئيس المجلس التصديري السابق للملابس والمفروشات، أن الخسائر غير المباشرة لإغلاق الميناء تقترب من مليار دولار، مشيرًا إلى أن التأخير فى تصنيع بعض المنتجات المتعاقد على تصديرها إلى أمريكا وأوروبا يكلف الشركات المصرية غرامات تأخير باهظة. كما أن تحويل مسار بعض الشحنات المستوردة إلى موانئ أخرى يكلف الشركات الصناعية رسومًا إضافية ترفع من تكلفة المنتج المصري. وأوضح “,”طلبة“,” أن تكرار إغلاق الميناء يؤدي الى إحجام المستوردين الكبار فى مختلف الأسواق عن التعاقد للاستيراد من مصر نتيجة ارتفاع المخاطر، مؤكدًا أنها المرة رقم 14 التى يتم فيها إغلاق نفس الميناء، ما يشير إلى ضرورة تدخل الحكومة بشكل مباشر وسريع. وقال إن الأزمة تسببت فى زيادة رواتب عمال باقى الموانئ خاصة بعد أن تم رفع متوسط أجر العامل فى ميناء السخنة الى خمسة آلاف جنيه شهريًا. وأكد المهندس محمد شكري رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات أن تكرار تعطل الموانئ يساهم فى زيادة أسعار كثير من السلع الغذائية المستوردة، خاصة فى مجالات الزيوت والسكر واللحوم والتى يتم استيراد نحو 70% من حجم استهلاكها من الخارج. وقال إن الغرفة سبق وتلقت عدة شكاوى من أعضائها بسبب توقف العمل فى الموانئ وتلف بعض السلع المستوردة بسبب تأخر الإفراج عنها. وأكد هاني قسيس رئيس مجلس الأعمال المصري الأمريكى أن هناك عقودًا تصديرية بملايين الدولارات مهددة بالإلغاء نتيجة تأخر الشحن. وأشار إلى أن تكرار إغلاق الموانئ دون تدخل حاسم ورادع من جانب الجهات المسئولة يهز الثقة فى الاقتصاد والصناعة المصرية ويهدد بخروج الصادرات المصرية من عدة أسواق. وأوضح “,”قسيس“,” تخوفه من انتقال عدوى إضرابات ميناء السخنة إلى باقى الموانئ.. مشيرًا إلى أن ميناء شرق التفريعة ببورسعيد سبق وشهد إضرابًا لعدة أيام خلال نوفمبر الماضي، ما تسبب فى خسائر بالغة للصناعة والتصدير فى مصر.