ألقت أجهزة الأمن القبض على رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، عصام دربالة، في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء، بمحافظة قنا، حيث كان موجودًا في اجتماع تنظيمي مع قواعد الجماعة، لإقناعهم بعدم الانسحاب من تحالف دعم الإخوان، والتصويت على ذلك في الجمعية العمومية القادمة للجماعة، التي كانت ستعقد بمحافظة المنيا، يوم 24 من هذا الشهر، وفق مصادر أمنية. وأكدت مصادر خاصة ل"البوابة نيوز"، اليوم، أن الاجتماع دام أكثر من 6 ساعات، عقب إعلان أمير الجماعة بالمحافظة بدرى مخلوف انسحابه وانشقاقه، لإقناعهم بالبقاء في تحالف دعم الإخوان، وكان من المنتظر أن يتوجه إلى محافظة الأقصر، ومنها إلى محافظة أسوان، لنفس الغرض، عقب الثورة العارمة لقواعد الجماعة عليه، لاستبداله بكرم زهدى، إلا أن الأمن ألقى القبض عليه هو وسائقه الخاص أثناء توجههما للأقصر. وتولي دربالة، مسئولية الجماعة عقب الانقلاب الأبيض المخطط له على القادة الإصلاحيين، وهو لا يكثر الحديث ولا الظهور في الإعلام ويفضل أن يكون في خلفيات الأحداث المفصلية ويترك لغيره القيام بتلك المهام مع رسم الخطوط العريضة للتحرك. وخلال الفترة الماضية حافظ دربالة على استمراره في دعم الإخوان، واستطاع المناورة مع الداخلية التي أعطته فرصة كبيرة للانسحاب، إلا أنه نجح في الإبقاء على ولاء قيادات الجماعة الوسطى له ولم يتخذ أي موقف من تصريحات القيادات الهاربة إلى تركيا وقطر، وترك الحرية كاملة للمحرضين ودعاة الصدام مع الدولة حتى اشترك بعض أبناء الجماعة الإسلامية في عمليات عنف وأحيلوا إلى القضاء بعد اشتراك الجماعة العنيف في اعتصامات رابعة والنهضة. كان دربالة، قد نجح في إيهام أجهزة الأمن، أنه سيقوم بعمل ندوات ضد داعش والتكفير، كما سيقوم بإقناع قواعد الجماعة بالانسحاب من دعم الإخوان، وممارسة المعارضة سلميًا، إلا أنه خالف المتفق عليه. وأكدت مصادر خاصة، أن الأجهزة الأمنية رصدت، تلقى دربالة لتمويلات ضخمة، دفعته لشراء مقرات للبناء والتنمية، كما رصدت اتصالاته مع رفاعي طه، ومحمد شوقى الإسلامبولى، الهاربين إلى تركيا، واللذين يتنقلان إلى سوريا. وأضافت المصادر أن دربالة وجدت معه نسخ من مجلة جديدة تصدرها الجماعة الإسلامية، ويشرف هو على تحريرها، بعنوان (بناء)، تحض على ممارسة العنف ضد أجهزة الدولة، وأن عبود الزمر، اتصل ببعض الأجهزة السيادية للإفراج عن دربالة إلا أن ذلك قوبل بالرفض. ومن المتوقع أن يتولى أسامة حافظ قيادة الجماعة، لفترة مؤقتة لحين استكمال عقد الجمعية العمومية يوم 24 من هذا الشهر. وتوقعت المصادر أن تقوم أجهزة الأمن بإلقاء القبض على صقور الجماعة الرافضين للاتجاه الإصلاحي، أو أن يكونوا معارضين للدولة بشكل سلمى، ومنهم رجب حسن أمير الجماعة بالمنيا، وأحمد الإسكندرانى، أمين البناء والتنمية بدمياط.