يأتي خبر القبض على الدكتور عصام دربالة، رئيس الجماعة الإسلامية، ليكشف عن الحالة التي ستتعامل بها الدولة مع باقي قيادات الجماعة الفترة المقبلة، بعد حالة الترقب التي شهدتها العلاقة بين الطرفين عقب فض اعتصام رابعة. وقال مصدر ل"البديل" إنه في الساعة الواحدة بعد منصف ليل أول أمس، كان الدكتور عصام دربالة، رئيس الجماعة الإسلامية فى محافظة قنا، يحضر اجتماع تنظيمي ضمن جولته للحشد والإقناع بعدم الانسحاب تحالف جماعة الإخوان "دعم الشرعية"، تمهيدًا لعقد الجمعية العمومية يوم 24 مايو الجاري، وكان من المقرر أن يتجه للأقصر وأسوان لذات الغرض. وأضاف: نما إلى علم الجهات الأمنية المعلومات، والتي رأتها تحركًا مناهضًا لما تسعى إليه الدولة من عزلة جماعة الإخوان وتحالفها وتبرؤ الجميع منه، الأمر الذي أسفر عن إلقاء القبض عليه بعد الخروج من اجتماعه وندوته بزاوية أهلية بمدينة العمال، بتهمة التحريض على الخروج عن اتفاقية "نبذ العنف" التي وافقت عليها الجماعة في وقت سابق. «دربالة» عقبة انسحاب الجماعة الإسلامية من «دعم الشرعية» يقول ماهر فرغلي، الباحث في الشئون الإسلامية، إن العقبة الكبرى التى كانت تقف ضد الانسحاب من تحالف الإخوان، هو "دربالة"، حيث كان ينسق ويحرض على استمرار المواجهة مع الدولة. وأكد "فرغلى" أن "دربالة" تولى مسئولية الجماعة عقب الانقلاب الأبيض المخطط له على القادة الإصلاحيين "كرم زهدي، وناجح إبراهيم، وعلى الشريف، وفؤاد الدواليبي". وتابع: كانت الإشكالية الأساسية داخل الجماعة، في حجم التباين بين قيادات إصلاحية – تركت الجماعة – تتبنى النهج الإصلاحى التدريجى بالإسهام فى نهضة المجتمعات من خلال أدوار فكرية ودعوية، ومساهمات فى الشأن الاجتماعى، مع تصحيح علاقة الجماعة مع السلطة، ومع الحكام ومع الدولة، فى مقابل قيادات تتبنى التغيير الفوقى من خلال الوصول إلى السلطة والانفراد بالحكم، وأهمهم "دربالة". وأشار إلى أنه من المتوقع أن يتولى أسامة حافظ، قيادة الجماعة، لفترة مؤقتة لحين استكمال عقد الجمعية العمومية يوم 24 من هذا الشهر، عقب رفض الأمن الإفراج عن "دربالة" رغم وساطة عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة أمس. ورأى "فرغلي" أن فائدة القبض على "دربالة" هى خلخلة الجماعة، إذ أنه يمسك كل الأوراق بيده، من التمويل، والاتصال بالإخوان، وأعضاء الخارج، والقبض عليه سيؤثر بالطبع على تغيير كل السياسات، كما أنه من المتوقع أن تقوم أجهزة الأمن بإلقاء القبض على صقور الجماعة الرافضين للاتجاه الإصلاحي، ومنهم رجب حسن، أمير الجماعة بالمنيا، وأحمد الإسكندرانى، أمين البناء والتنمية بدمياط. «دربالة» في التحقيقات: الجماعة الإسلامية ملتزمة بمبادرة «نبذ العنف» من جانبه، قال عادل معوض، محامي الجماعة الإسلامية، إن التحقيقات مع الدكتور عصام دربالة تمت فى تمام الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف ليلة أمس، وقررت نيابة أمن الدولة استكمال التحقيقات باكر "ظهر اليوم"، وكان التحقيقات فى بلاغ كيدى تقدم به أحد الأشخاص يزعم فيه تخلى الدكتور عصام والجماعة عن مبادرة الجماعة الإسلامية. وأوضح "عوض" أن "دربالة" أكد في التحقيقات التى أجريت معه، تمسكه وتمسك الجماعة الإسلامية بكامل الالتزام منه شخصيًا ومن الجماعة الإسلامية قادة وأفراد على مبادئ مبادرة "نبذ العنف". ولفت إلى أن رئيس الجماعة الإسلامية أوضح في التحقيقات أنه يعمل جاهدًا على إنهاء الأحداث الحالية من خلال مصالحة وطنية شاملة لإنهاء حالة الاحتقان السياسى التى تمر بها البلاد من أجل الارتقاء بالوطن والحفاظ على كافة أبنائه وإرساء المبادئ الديمقراطية فى حرية الرأى والتعبير والتبادل السلمى للسلطة بين أبناء الوطن بجميع أطيافه. وأشار محامي الجماعة الإسلامية، إلى أن عصام دربالة طلب من النيابة العامة السماح له بتقديم بعض المستندات الدالة على التزام الجماعة بأهداف ومبادئ مبادرة وقف العنف التى أطلقت عام 1997. على الجانب الآخر، قال أسامة رشدي، القيادي بالجماعة الإسلامية والهارب حاليًا خارج البلاد، إن حزب البناء والتنمية يتعرض لضغوط من أجل الانسحاب من تحالف "دعم الشرعية"، مؤكدا أن عملية القبض على "دربالة" جاءت من أجل إجبار الجماعة على إتمام الأمر. وفى نفس السياق، يتوقع وليد البرش، مؤسس حركة تمرد الجماعة الإسلامية، أن يتولى أسامة حافظ، نائب رئيس الجماعة الإسلامية، زمام الأمور في الجماعة خلفًا للدكتور عصام دربالة، وارتداء لباس المعتدلين وإعلان التزام الجماعة بمبادرة وقف العنف ورفض التحالف مع الإخوان.