لجأت مكتبة أمازون دوت كوم، إلى ما يُعرف في فن التسويق باستمالة الجمهور عن طريق المشاهير؛ من أجل تحقيق نسب مبيعات أعلى للكتب والروايات دون خداع الجمهور، والاعتماد على رصيد المشاهير لديهم من أجل التسويق. من أول التجارب التي قامت باستخدام هذا الأسلوب في الترويج الموقع الإلكتروني "مكتبة أمازون دوت كوم" التي قامت بحملة ترويجية ضخمة لمنتجات شركتها الفرعية "أوديبل دوت كوم"، وهي مزود إنترنت لوسائل الترفيه السمعية المنطوقة، والمعلومات والبرامج التربوية، والتي تقوم ببيع الكتب الصوتية والبرامج الإذاعية والتليفزيونية، وكذلك إصدارات منطوقة للمجلات والصحف؛ فقامت بتأسيس "الكتاب المسموع"، وبدأت الفكرة في البداية كنوع من أنواع تيسير القراءة على المكفوفين، فكان الكتاب الصوتي حتى وقت قريب يأتي بمرتبة متأخرة في عالم النشر بعد الكتاب الورقي ويليه الكتاب الإلكتروني، خاصة في بريطانيا، وهذا التسويق الجيد للفكرة أدى إلى نجاح كبير، فأصبح الكتاب المسموع هو الأعلى والأفضل مبيعًا نظرًا لسهولة تداوله، فمن الممكن أن تسمعه أثناء قيادة المركبات، أو أثناء التسوق أو الترجل. واستغلت الشركة في فكرتها تماهي الخطوط الفاصلة بين أنواع الميديا والدعاية بعد الثورة التكنولوجية الكبيرة التي حدثت في مجال الوسائط المتعددة، حيث أصبحت أجهزة الهاتف الذكية تعرض المرئي والمسموع والمقروء في آن واحد، على عكس ما كان يحدث في الماضي. وبدأت شركة "أوديبل دوت كوم" في البداية بإسناد الكتاب إلى ممثلين مغمورين لقراءة النص، ولجأت أيضًا للاختصار؛ ولكن مع نجاح الفكرة استطاعت الشركة التعاقد مع كبار ممثلين هوليود، وشيئًا فشيئًا اشترطت الشركة التعاقد مع الممثلين الحاصلين على أوسكار، حتى تضمن التسويق الجيدة للكتاب. وبالفعل لاقت الفكرة رواجًا كبيرًا بعد أن تقدَّم 12 ممثلًا معروفا طالبين أن يكونوا رواة مدفوعين بالفرصة التي يتيحها الكتاب الصوتي لقراءة عمل نال إعجابهم، بينهم 7 نجوم حازوا على جوائز أوسكار؛ مثل نيكول كيدمان، كيت وينسلت، دستن هوفمان، كولن فيرث، صامويل جاكسون، سوزان سوراندن، والنجمة الشابة آن هاثاوي؛ حيث طالبت وينسلت منذ فترة بقراءة رواية إميل زولا المثيرة "تريز راكان" وتحويلها إلى كتاب مسموع، بعد أن فشلت في إقناع منتجي هوليود بتحويلها إلى فيلم سينمائي، لأن هذا أفضل بديل لديها، كما روت كيدمان كتاب وولف "المنار"، إضافة إلى فيرث الذي اختار رواية جراهام جرين "نهاية العلاقة" لتحويلها إلى كتاب مسموع. وأشارت الحملة الدعائية إلى أن هناك قراءات خاصة مبتكرة لكتب الأطفال ستكون ذات جاذبية هائلة للصغار، وكان الشعار الرسمي للحملة هو "استمع للبست سيلر في أي وقت وفي أي مكان"؛ وكانت النتيجة مفاجأة بكل المقاييس، فبعد أن علم الجمهور أن نجوم هوليوود تعاقدوا على تحويل كتاب ما إلى كتاب مسموع حقق هذا العنوان مبيعات عالية وازدادت الطلبات عليه في المكتبات، وساهمت الفكرة في الترويج الحقيقي للكتاب دون تزييف أو، خداع من قبل الناشرين أو المكتبات.