ثقافة تبدو جديدة على عالم القراءة والكتب، فالمعهود فى ذلك العالم، عالم الكتب، هو القراءة، أما الجديد الآن فهو «الكتاب المسموع». مبادرة «اسمع كتاب» تهدف إلى الدخول إلى القارئ والكتاب من باب جديد بعيدا عن التصفح، تقوم على فكرة السماع، فقليلًا ما يمكنا العثور على «كتاب مسموع»، ربما لأننا نعانى أصلًا من ضعف إقبال قراء الكتب المطبوعة على القراءة، عن تلك المبادرة وثقافتها، وشرائح الكتاب الذين تستهدفهم، وردود فعل المجتمع تجاهها، وطموح مؤسسيها كان ل«التحرير» حوار مع خالد الفحام، مؤسس مبادرة «اسمع كتاب».. فى البداية يقول الفحام: «عانى الكتاب الورقى من بطء عملية التصنيع بدءًا من القبول، ثم التنسيق، ثم التصحيح، وغلو الطباعة، وقلة المطابع، وطمع بعض الناشرين، ونفور كثير من القارئ، واستغلال المكتبات، إضافة إلى كل ذلك تغير نمط وظروف المعيشة، فضلا عن اتساع انتشار التليفون الذكى والأجهزة اللوحية، كل ذلك يدفعنا إلى أن نقول إن الوقت حان لإنتاج الكتاب العربى المسموع بشكل تجارى وليس مقتصرًا فقط على خدمات المكفوفين». وعن طموح المبادرة وآليات عملها يقول الفحام: «نهدف إلى الوصول للمستمع العربى فى كل مكان: مصر وشمال إفريقيا والخليج والعراق وسوريا واليمن وأستراليا وأوروبا وكندا وأمريكا. وبيع الكتب العربية المسموعة، وإنشاء أكاديمية لتدريب قارئى وقارئات الكتب، وتسجيل أكثر من 100 صوت وترجمة بعض الأعمال المصرية إلى الإنجليزية. ونقوم بعرض الكتب على لجنة قراءة واختيار الأصلح منها للتعاقد على تحويله لملفات صوتية وبيعه على التطبيق سواء تلك التى أرسلها مؤلفوها أو دور النشر الراغبة فى تحويل كتبها إلى كتب مسموعة». ويضيف الفحام: «نحاول اختيار كتب مشوقة وغير مكررة بقدر المستطاع، بحيث لا يمل المستمع العربى الذى لم يعتد بعد على سماع ساعات مطولة من السرد، كذلك نهتم بشعر العامية المصرية، والقصص القصيرة المشوقة والهادفة». ويرد الفحام على منتقدى «اسمع كتاب» بأن معظم الكتب ليست مجانية، ويتم عرض عينات صوتية من الكتاب فقط، ولا يستطيع الزائر سماع الكتاب كاملًا إلى بعد شراء الكتاب عبر التطبيق، قائلا «إنهم حاولوا فى بداية الأمر طرح الكتب مجانًا، لكن ذلك لن يؤدى إلى زيادة المبيعات التى يحتاجونها بشدة كى تستمر المبادرة». موضحا أن «هناك عدة مبادرات لتسجيل الكتب المسموعة، التى تعرض كتبًا مجانية، أغلبها إما تراثية أو تم انتهاك حقوق ملكيتها الفكرية، لم تأخذ هذه المبادرات جانب الاحتراف والتزمت المحدودية والهواية والبيع المجانى الذى لن يؤدى فى رأينا إلى تطور تلك الصناعة المستقبلية الهامة، أما نحن فنتعاقد مع الكتّاب ونلتزم بعدم انتهاك تلك الحقوق ولا ننشر أعمالًا إلا بعد موافقة أصحابها، لذا وجدنا أنه من الأفضل طرح عينة مجانية لكل كتاب صوتى، كذلك قمنا بتخفيض أسعار بيع الكتب الصوتية بحيث أصبحت أقل سعرًا من الكتب المقروءة رغم التكلفة العالية، كل ذلك من أجل نشر ثقافة الاستماع للكتب بين الشباب». ويختتم الفحام حديثه قائلا: «أخذنا زمام المبادرة فى (اسمع كتاب)، وقررنا خوض المعركة بكل تفاصيلها وعوائقها وتكلفتها مهما كانت النتائج، فنحن من نتكفل بكل شىء بدءًا من تسجيل النص، مرورا بالإضافة والتعديل والتنقيح والمؤثرات، ثم عمل غلاف خاص ب(اسمع كتاب) ثم التسويق والدعاية والتحميل على التطبيق، ومن ثم البيع، بعدها يشاركنا الكاتب فى جزء من الأرباح».