"قداس" على أرواح الشهداء بحضور باباوات الكنائس المختلفة.. والمجتمع الدولى يساند «يريفان» ضد التجاهل التركي في مشهد مهيب، شهدت العاصمة الأرمينية يريفان، أمس الأول الجمعة الرابع والعشرين من إبريل، المسيرة المنتظرة في الذكرى المئوية لإبادة الأرمن على يد الحكم التركى العثمانى، وتوجه عشرات الآلاف من أرمن الداخل والمهجر والوفود الدولية والسياح، إلى نصب ضحايا المذبحة، ليلقوا الورود على النصب، وبعض المقابر الرمزية التي تمثل ضحايا المذبحة. وحمل المشاركون في المسيرة النهارية الورود المقلوبة، إذ تتجه الورود صوب الأرض بينما تنظر سيقانها إلى السماء، في إشارة واضحة إلى الحداد على ضحايا الإبادة الذين يبلغ عددهم مليونًا ونصف المليون قتيل. وشهدت المسيرة مشاركة من الوفد المصرى، وعدة وفود وجماعات أخرى، منها الوفد البريطانى، الوفد اللبنانى، وأعضاء جمعية المحاربين الأرمن القدامى، وهى الجمعية التي تضم الجنود الأرمن الذين خاضوا الحرب ضد أذربيجان بسبب إقليم نجورنو كارباخ المتنازع عليه. الكل يساند أرمينيا وكان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قد ألقى كلمة في منتدى مئوية الإبادة الأرمينية، أكد فيها أنه «لا توجد حجج تبرر الجريمة البشعة التي ارتكبها الأتراك في حق الشعب الأرميني»، مشددًا على أن الإبادة الأرمينية هي المأساة الأكبر في تاريخ الإنسانية، وأضاف بوتين «روسيا كانت من أوائل المتعاطفين مع المأساة الأرمينية، بل واعتبرتها مشكلة تخص الوطن الروسى، وقد حصل العديد من الأرمن على حق اللجوء إلى روسيا على خلفية تلك المذابح». وفى السياق ذاته، أكد الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند إن فرنسا تعترف بأن ما تعرض له الشعب الأرمينى هو عملية تطهير عرقى وإبادة جماعية، وقال هولاند: «فرنسا تندد بكل الجرائم الموجهة ضد الإنسانية، وحضورى هنا للدفاع عن كل الأقليات وخاصة مسيحيى الشرق». وأضاف هولاند في تصريحاته: « لن ننسى أبدًا ما عاشه الشعب الأرمينى، ولا ننسى أيضًا أن الجالية الأرمينية ساهمت في إعادة إعمار فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية». قداس على أرواح الضحايا وفى مدينة إتشميادزين، التي تبعد قرابة 22 كيلومترًا عن العاصمة الأرمينية «يريفان»، استضافت كاتدرائية المدينة، والتي تعد الأقدم على مستوى العالم قاطبة، قداسًا لتكريس ضحايا المذبحة، بحضور مجموعة كبرى من باباوات الكنائس المختلفة، وعلى رأسهم رئيس القداس، الكاثوليكوس كراكين الثانى. وانتهى القداس في توقيت الساعة 19.15، أي السابعة والربع، وهو توقيت رمزى يحيل إلى تاريخ العام 1915 الذي وقعت فيه المجازر العثمانية ضد الأرمن. وكانت كاثوليكية عموم الأرمن قد قامت في وقت سابق برفع ضحايا المذابح إلى رتبة القديسين، تخليدًا لهم وتكريسًا لذكراهم. مصر صاحبة موقف إنساني وفى تصريحات خاصة ل«البوابة»، أكد اللواء محمود خلف، كبير الياوران وقائد الحرس الجمهورى السابق، في عهد الرئيس مبارك أن التحركات المصرية الشعبية منها والرسمية لا تهدف إلى أي أمر سوى ترسيخ موقف إنسانى، ولا توجد أهداف سياسية من وراء الدعم المصرى لأرمينيا، وقال خلف: « مصر تتحرك حضاريًا وإنسانيا، ولا أهداف سياسية وراء ذلك، ولا حتى محاولة لتوطيد علاقة مع الظهير الروسى الذي يدعم القضية الأرمينية، مؤكدًا: «لا أحد يستطيع أن ينفى حجم الأضرار التي سببتها تركيا لمعظم الدول المحيطة بها، كما أن مصر عاشت أشد عصورها ظلامية في عهد العثمانيين». وأضاف خلف: «ما قامت به تركيا في حق الأرمن جريمة ضد الإنسانية، ومصر كانت من أوائل الدول التي احتضنت الأرمن، بل وأدمجتهم في نسيجها الوطنى حتى باتوا مواطنين مصريين يتمتعون بكل حقوق المواطنة وواجباتها». وواصل «خلف»: «لمنع تكرار مثل تلك المجازر لا بد من معاقبة الجانى، ولا بد أن يدفع تعويضات، صحيح أن خسائر الأرمن لا يمكن أن تقدر بثمن، لكن هذا لا يعنى أن تفلت تركيا بفعلتها، ومن جهتى أرى أن قانون العقوبات الدولية يعانى من قصور وعوار قد يؤديان لتكرار حدوث مثل تلك المآسي». من النسخة الورقية