أحيا الأرمن أمس ذكري الابادة التي ارتكبها الأتراك العثمانيون بين1915 و1917 ضدهم, في احتفال رسمي شارك فيه خصوصا الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرنسوا هولاند الذي دعا تركيا الي الاعتراف بالإبادة الأرمنية, فيما دعت الحكومة الألمانية تركيا وأرمينيا للتصالح, حيث قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت أمس في برلين إن ألمانيا تعتزم دعم الطرفين في التقارب. وسارت تظاهرات وتجمعات في ذكري الضحايا في عدد من العواصم والمدن الكبري في العالم بما في ذلك اسطنبول حيث تجمع رمزيا حوالي مائة شخص امام سجن قديم احتجز فيه الارمن في24 ابريل1915 في العملية التي دشنت المجازر. وفي خطاب امام وفود من60 بلدا اجتمعوا في يريفان امام نصب ضحايا الابادة, دعا هولاند رئيس اول دولة اوروبية تعترف بالإبادة الأرمنية في2001, تركيا الي الاعتراف بهذا الطابع للمجازر. وقال الرئيس الفرنسي ان تركيا قالت كلاما مهما عن الابادة الارمنية لكنه ينتظر منها كلاما اخر بينما ترفض انقرة الاعتراف بالابادة. واضاف صدر عن تركيا كلام مهم لكن ينتظر منها الادلاء بكلام اخر ليتحول تقاسم الحزن الي تقاسم للمصير. من جهته, اكد الرئيس الروسي ان لا شيء يمكن ان يبرر المجازر الجماعية ضد الارمن, وذلك خلال مراسم احياء الذكري في يريفان و اليوم نقف بخشوع الي جانب الشعب الارمني. وكان قادة من العالم وقفوا في يريفان دقيقة صمت علي ارواح ضحايا الابادة الارمنية غداة اعلان الكنيسة الارمنية الضحايا الذين يقدر الارمن عددهم ب5,1 مليون شخص قديسين رغم انتقادات تركيا التي ترفض وصف هذه المجازر بالابادة. من جانبه, عبر الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان عن شكره للقادة الحاضرين وبينهم بوتين وهولاند اللذان وضعا اكاليل من الورود علي نصب الضحايا علي تلال يريفان. وبعد الاحتفال الرسمي, شارك مئات الآلاف من الارمن بمسيرة الي النصب التذكاري لوضع شموع وورود امام الشعلة الخالدة. وتنظم الجاليات الارمنية في عدد من دول العالم تجمعات في هذه الذكري خصوصا في لوس انجلوس وستوكهولم مرورا بباريس وبيروت. وفي ايران تجمع اكثر من الف شخص أمس للاحتجاج امام السفارة التركية في طهران للمطالبة بالاعتراف بالابادة الارمنية بينما شارك نحو500 شخص في قداس في القدسالمحتلة قبل ان يتوجهوا الي القنصلية التركية هاتفين عار علي تركيا. وطالب الأرمن العالم أمس باحياء الذكري المائة لبداية الابادة الجماعية ضد شعبهم علي يد الامبراطورية العثمانية وهي الدعوة التي تضع تركيا في خلاف تاريخي متزايد مع الكثير من حلفائها. في الوقت نفسه, أحيت تركيا برئاسة رجب طيب اردوغان امس الذكري المئوية لمعركة جاليبولي في مراسم ضخمة ترمي الي المصالحة لكن يغطي عليها الجدل حول مئوية مجازر الأرمن. ولبي حوالي20 قائدا من دول العالم, بينهم من خصوم الماضي, دعوة انقرة لاحياء ذكري عشرات الآلاف من جنود السلطنة العثمانية وقوة بريطانية فرنسية مشتركة سقطوا في معركة من تسعة اشهر انتهت بهزيمة فادحة لحلفاء الحرب العالمية الاولي. ومن بين المشاركين في المراسم التي تجري علي ضفة مضيق الدردنيل ولي العهد البريطاني الامير تشارلز ورئيسا وزراء استراليا ونيوزيلندا. ومساء أمس الأول, أعلن المسئولون الاتراك امام ضيوفهم عن طابع الاحتفالات التي ترمي كافة الي السلام والمصالحة. وصرح اردوغان ان جميع الجنود الذين شاركوا في هذه المعركة يستحقون احياء ذكراهم باحترام وشجاعة. وصرح رئيس الوزراء احمد داود اوغلو خضنا حربا قبل100 عام لكننا اليوم مجتمعون لنبني السلام معا ونرفض خطاب الكراهية. لكن رسالة السلام التي سعي اليها القادة الاتراك شهدت تشويشا كبيرا نتيجة الانتقادات التي وجهت الي تركيا لرفضها الاعتراف ب ابادة الارمن. وامتنع عدد من رؤساء الدول والحكومات عن تلبية دعوة تركيا من بينهم الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرنسوا هولاند, وفضلوا التوجه الي يريفان لاحياء ذكري مئات الآلاف من الارمن الذين قتلوا بيد العثمانيين اعتبارا من24 ابريل.1915