كثيرا ما يساور العديد من السيدات القلق حول تأخر الإنجاب، خاصة في الفترات الأولى من الزواج، وكل منهن يذهب إليها عدد من الأفكار السيئة التي من الممكن أن تصيبها بالاكتئاب والتوتر الشديدين، لذلك يحدثنا الدكتور إبراهيم حسنين، أخصائى أمراض النسا والتوليد، عن أسباب تأخر الإنجاب لدى الفتيات، قائلًا: إن العلامة الرئيسية في عقم النساء هي انعدام القدرة على الإنجاب، وهناك أسباب كثيرة لتأخر الإنجاب، ولكن يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أسباب رئيسية، ومن الممكن أن يكون سبب العقم عند النساء غير قابل للتشخيص، ولا يكون العلاج ضروريا دائما، لأن نحو نصف السيدات اللائي يعانين من العقم (أو نقص الخصوبة) ينجحن في الإنجاب بعد سنتين من المحاولة، ولذلك إذا مضى وقت طويل لم يستطع الزوجان الإنجاب، يجب عليهما استيضاح السبب الذي يعيق ذلك، وأسباب تأخر الإنجاب متعددة، أولها أسباب متعلقة بالزوج، مثل النقص الشديد في عدد الحيوانات المنوية للزوج، ولذلك تقول منظمة الصحة العالمية (WHO): إن العدد لا بد أن يكون أكثر من عشرين مليون في المليمتر المكعب، وكذلك قد يكون هناك ضعف في الحركة أكثر من 50٪ من الحيوانات، أو زيادة في الأشكال غير الطبيعية التي لا يجب أن تزيد عن 30٪ من العدد الكلى للحيوانات المنوية. من الطبيعى أن تتم ملاءمة علاج العقم عند النساء للمسبب الرئيسى للحالة، ومن الممكن أن يكون هذا العلاج علاجا أحادى العقار (باستخدام نوع دواء واحد) أو علاجا متعدد العقاقير، اعتمادا على صعوبة المشكلة، ويجب أن نضع دائما في الحساب سن المرأة، حيث تنخفض خصوبة السيدات بشكل طبيعى بداية من سن 30 تقريبا، ويحدث انخفاض في كمية ونوعية البويضات، ويقسم العقم عند المرأة إلى نوعين: عقم الأولى وهو العقم الذي يصيب المرأة منذ بداية حياتها الجنسية أو زواجها، والذي تعود أسبابه عادة لأمراض غدية أو هرمونية، أو لعدم نضوج الأعضاء التناسلية لأسباب تكوينية، وترتفع نسبة العقم الأولى في البلدان الباردة، وثانيا العقم الثانوى، وهو الذي يصيب المرأة بعد إنجاب طفل أو طفلين، أو بعد إجراء عملية إجهاض لها، وقد ينجم عن مضاعفات الولادة أو الإجهاض وجميع الالتهابات التي قد تصيب الرحم والأنابيب، كذلك وجود عيب في قنوات فالوب، إما بالانسداد بعد عملية جراحية أو نتيجة التهاب سابق في الحوض والأنبوبتين، أو عيوب خلقية في الأنبوب يمثل 30٪ من حالات تأخر الإنجاب، يلى ذلك الاضطراب وعدم انتظام التبويض، وذلك يمثل نحو 25٪ من الحالات، وأشهر أسباب عدم انتظام التبويض هي وجود تكيسات على المبيض، ويشكل نحو 80٪ إلى 90٪ من أسباب عدم انتظام التبويض، إضافة إلى ذلك فإنه يوجد بعض الأسباب الأخرى الأقل أهمية، إضافة إلى وجود عيوب خلقية في الرحم، مثل غياب الرحم كلية، أو غياب المبيضين بالكامل، أو وجود أجسام مضادة للسائل المنوى، سواءً في سائل الزوج أو في دم الزوجة أو الإفرازات الموجودة في الجهاز التناسلى الأنثوى، وأخيرا يأتى مرض بطانة الرحم، وفى هذه الحالات يوجد بعض من بطانة الرحم خارج المكان الطبيعى لها، وهو تجويف الرحم، مثل وجودها على المبيضين، أو على الحوض أو على أربطة الرحم، وهى تؤثر على الإنجاب بطرق مختلفة، وهناك من تعانى من تأخر الإنجاب ولا يوجد لديها سبب واضح لتأخر الإنجاب، هذه المجموعة الأخيرة من الحالات ترجع لإرادة الله عز وجل. من النسخة الورقية