تناول كبار كتاب المقالات بالصحف المصرية اليوم الجمعة، العديد من الموضوعات والقضايا التي تهم الرأي العام. ففي مقاله "خواطر" بصحيفة "الأخبار" وتحت عنوان (في انتظار لجنة وطنية لمباشرة الترويج لعضويتنا لمجلس الأمن) قال الكاتب جلال دويدار إنه تناول منذ شهور مضت أهمية بدء حملات واتصالات ولقاءات الترويج لتفعيل قرار ترشح مصر للحصول علي عضوية مجلس الأمن العام القادم ولمدة عامين ممثلة لدول شمال إفريقيا. وأوضح أنه كما هو معروف فإن الرئيس عبدالفتاح السيسي أشار إلي هذا التوجه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية سبتمبر الماضي، كان خطابه قد تضمن مطالبة دول العالم بتأييد الطلب المصري، مؤكدًا أن حصولها علي عضوية مجلس الأمن سوف يساند الدور الذي تضطلع به علي الساحة الدولية لصالح إقرار السلم والأمن العالميين. وأضاف دويدار أنه في إطار ما هو مطلوب لضمان فوز مصر بهذه العضوية أصدر سامح شكري وزير الخارجية قرارًا بتشكيل لجنة علي مستوى الإدارات المختصة بالوزارة لمباشرة مهمة التواصل مع دول العالم للحصول علي تأييدها للمطلب المصري، وأن هذه الجهود تواصلت علي المستوي الافريقي خلال القمة التي عقدت مؤخرا وقد أثمرت هذه الجهود بإعلانها مساندتها للترشح المصري. وأشار الكاتب إلى أنه بالطبع فإن الأمر لن يقتصر علي هذه النوعية والتحرك ولكن من المتوقع أن تقوم بعثات دبلوماسية علي أعلي مستوى بزيارة العديد من الدول لتحقيق هذا الهدف. من ناحية أخري.. يقول الكاتب جلال دويدار، إنه على نسق ما سمعته ولمسته من أنشطة للدول التي كانت مرشحة لدورة 2014-2015 فإن مساندة طلب مصر يحتم القيام بالعديد من الأنشطة التي تستهدف القاء الضوء علي المكانة التي تتمتع بها تاريخيًا وتراثيًا. وأشار إلى أنه من المؤكد أن ما حققته الدولة المصرية في مسيرتها بعد ثورة 30 يونيو يعد عاملًا إيجابيًا في اكتساب هذه العضوية لا جدال أن استكمال مصر لبنائها المؤسسي وفق خريطة المستقبل لثورة 30 يونيو بإنهاء استحقاق انتخابات مجلس النواب سوف يمثل عنصرا داعما في نظر العالم الخارجي فيما يتعلق باتمام المسيرة الديمقراطية المصرية. وطالب الكاتب في ختام مقاله رئيس الوزراء إبراهيم محلب بضرورة تشكيل لجنة تضم ممثلين لوزارتي الثقافة والسياحة وكل الأجهزة التي لها صلة باعلاء صورة مصر علي المستوي الدولي لتشارك وزارة الخارجية جهودها في مهمة الترويج لقبول عضوية مجلس الأمن هذه اللجنة ستكون مطالبة وبمعاونة الجالية المصرية في أمريكا بإقامة المناسبات الاجتماعية والثقافية في الأوقات المناسبة بنيويورك قبل جلسة التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل اقناع الأعضاء بأهمية اختيار مصر لعضوية مجلس الأمن. وفي مقاله "بدون تردد" في صحيفة "الأخبار" وتحت عنوان (الأزمة اليمنية) أعرب الكاتب محمد بركات عن أمله في أن يكون الإعلان من جانب دول التحالف عن انتهاء عملية عاصفة الحزم، وبدء عملية إعادة الأمل في اليمن ، إشارة حقيقية وصادقة، تدل علي رغبة الأطراف اليمنية في حدوث انفراجة ، تتيح توقف الصراع الدامي هناك، وانتهاء حالة الاقتتال الداخلي والحرب الأهلية التي اشتعلت نتيجة سعي الحوثيين للسيطرة علي السلطة، وأطماع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، التي لم تتوقف في العودة للحكم من جديد هو وولده. وأضاف الكاتب أنه سواء جاء انتهاء العاصفة في إطار طلب من الرئيس اليمني الشرعي " هادي " فقط ، أو أنه تم في إطار توافق إقليمي ودولي لانتهاء الأزمة ، ودعم الشرعية ووضع حد للقتال الداخلي، ووقف التدخلات الأجنبية في الشئون اليمنية، وخاصة إيران، فإن الفائدة كبيرة بالنسبة للشعب اليمني والأمة العربية في ذات الوقت، هذا بالإضافة إلي الفائدة المحققة للمنطقة والإقليم وقبل هذا وبعده هناك عائد إيجابي يصب في صالح التحالف. وأوضح بركات أن الفائدة التي تعود على الشعب اليمني مؤكدة في عودة الشرعية، شريطة وقف الاقتتال الداخلي والصراع الدموي بين الأهل والقبائل ، ووقف التسلط الحوثي علي اليمنيين وعودتهم إلي حجمهم الطبيعي كمكون من مكونات المجتمع اليمني، لا يزيد في حجمه علي عشرين أو خمسة وعشرين بالمائة من المجتمع، على أن يتم تمثيلهم في إطار حكومة تضم كل القوى. وأشار إلى أن الفائدة بالنسبة للأمة العربية تتمثل في إطفاء النيران المشتعلة في إحدي دولها، وإعادة الاستقرار إلي هذه الدولة بجهد عربي، وهو ما يعطي أملا في إمكانية تكرار ذلك وحدوثه في دول عربية أخري تشهد صراعا متفجرا ومشتعلا وهو ما يساهم بالتأكيد في استقرار المنطقة ونزع فتيل الأزمات القائمة والمتفجرة في الإقليم بصفة عامة. واختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن العائد بالفائدة أو الإيجاب علي دول التحالف فكثير، حيث إن هذه هي المرة الأولي منذ سنوات عدة، التي يتم فيها التوافق بين مجموعة من الدول العربية، علي الوقوف صفا واحدا قويا ومتماسكا كي تكون تحالفا عسكريا صلبا يسعي للتدخل لإنهاء أزمة عربية، ويسعى لدعم الشرعية وإنقاذ الشعب في هذه الدولة من هوة الانقسام والاقتتال الداخلي وهذا بالفعل عائد كبير بالنسبة لليمن والأمة العربية شريطة أن يعود الحوثيون إلي طريق الصواب ويجنحوا للسلم وهو ما أشك فيه. وفي مقاله "على بركة الله" بصحيفة "الجمهورية" وتحت عنوان (سيناء أرض الشهداء) قال رئيس التحرير فهمي عنبة يطلقون عليها أرض الفيروز .. ومسري الأنبياء والقديسين والصحابة.. والبوابة الشرقية.. وفي سمائها يبشر الحمام بالسلام حاملاً أغصان الزيتون.. وفي مياه شواطئها عند عريشها شفاء للأمراض في "أربعة أيوب".. وعندما تغوص تري المناظر الخلابة من المرجان وألوان الأسماك.. هي كل ذلك.. ولكنها بالتأكيد هي الحضن الدافئ لدماء وأجساد شهداء مصر وحماتها عبر التاريخ. 33 عاماً منذ أن انطلق صوت شادية "سينا عادت تاني لينا" ونحن ننتظر عودتها.. قلب كل بيت مصري معلق بها.. فكل أسرة لها جندي أو ضابط حارب علي أرضها.. ودفع ضريبة الدم.. أو تاه في صحرائها بعد نكسة 1967 أو عبر القناة وحطم دبابات العدو وانتصر في 1973 فمن يريد كتابة تاريخ هذا الوطن فبداية الصفحات ونهايتها هنا في سيناء التي نعشقها.. ولكننا للأسف لا نعرفها.. ولم نفعل شيئاً لتنميتها وتعميرها .. وتركناها لتتحول جبالها وتلالها وأنفاقها إلي أوكار تعشش فيها "طيور الظلام".. وتنعق فيها جيوش أعداء الحياة. وأضاف لقد تركنا سيناء.. وتركنا أهلها .. وأهملناهم 33 عاما.. وأخرجناهم من جميع مخططات التعمير والتنمية الحقيقية.. خاصة مناطق الشمال.. لذلك احتلها كل من لا يريدون الخير لهذا الوطن.. آلاف من المساجين الهاربين بعد ثورة 25 يناير .. فروا إلي هناك وتحصنوا في الجبال والتلال والخنادق.. مئات من المهربين للسلاح والمخدرات.. تجمعوا مع عشرات من التكفيريين من جميع المنظمات والمسميات.. هدفهم زعزعة استقرار هذا الوطن.. والأرض هناك أفضل ساحة لحرب العصابات.. والانفاق والسراديب تحت الأرض لا يمكن حصرها.. ولمدة 4 سنوات من 25 يناير 2011 حتي بداية العام الحالي تم تخزين السلاح وتدريب الهاربين والمهربين والإرهابيين.. وبدأت الحرب علي جنودنا وضباطنا. ابتداءً من كرم القواديس وإلي اليوم. ورأى الكاتب فهمي عنبة أن الدولة تأخرت كثيراً في النهوض بسيناء .. فاستغل الفرصة كل من يريدون العبث بالأمن القومي لمصر من أعدائها في الخارج الذين اتحدوا مع شياطين الداخل.. وبدأوا حربهم اللا أخلاقية.. وكلما ضاق عليهم الخناق قاموا بعملية تفجير تؤكد أنهم في النفس الأخير. ولفت الكاتب في ختام مقاله إلى أن القوات المسلحة تقوم بأعمال بطولية لم تعلن عنها ولا تريد، لأن أبناءها لا يلتفتون إلا للدفاع عن وطنهم وأداء واجبهم.. ولكن عندما تنتهي عملية تحرير سيناء من الإرهابيين سنعرف الكثير من البطولات والتضحيات سواء من الجنود والضباط أو من أبناء العشائر والقبائل في سيناء الذين يواجهون الإرهابيين ومن يساندهم من كل أعداء الوطن والمخابرات الأجنبية ويمدونهم بالتمويل والسلاح، ولكن هناك إصراراً كبيراً علي استعادة أرض الشهداء بالكامل لتعود سينا تاني لينا. وفي مقاله بصحيفة "الأهرام" وتحت عنوان (تصحيح صورة الدين في الخارج) يقول الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن من خصائص هذا الدين العظيم أنه دين رحمة وهداية للناس أجمعين فالقرآن الكريم مبدوء في أول سور منه بالحمد لله رب العالمين، وقد وصف الله سبحانه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وهذه الإشراقة القرآنية الخالدة لا تشير فقط إلى عموم الرسالة الخاتمة وانفتاحها على الناس كافة بل وتشير إلى كونيتها وأنها رسالة تحظى في عمومها وشمولها إلى آفاق كونية لا نهاية لها ولا حدود. وأوضح أنه إذا تأملنا الخطاب القرآني لوجدنا أن توجيه الخطاب إلى الناس كافة بقوله تعالى (يا أيها الناس) والتي تشمل المسلم وغيره قد تكررت في القرآن الكريم عشرين مرة بينما تكرر لفظ الناس وحده مائة واثنتين وسبعين مرة من سورة البقرة إلى قوله تعالى في نهاية الكتاب الكريم (قل أعوذ برب الناس) فالله تبارك وتعالى ليس ربا للمسلمين وحدهم وليست رحمته قاصرة عليهم ، بل إن رحمته وسعت كل شيء كما أكد القرآن الكريم. وأكد علام أنه علينا أن نسأل أنفسنا في زحمة اللغط والجدال الذي يصل أحيانا إلى حد التطاحن الإسلامي الإسلامي ماذا قدمنا لهذا الدين خارج أرضه؟ ما الذي صنعته وسائل إعلامنا لتوصيل صورة الإسلام الصحيح إلى الدول الغربية الأوربية وإلى الهند والصين والأمريكتين، وإذا كا نعتقد بأن رسالتنا هي رسالة رحمة للعالمين فهل عملنا على توصيلها صحيحة موثقة نقية غضة طرية لمن أراد على أقل تقدير أن يفهم صورة الإسلام فهما صحيحا . واختتم الدكتور شوقي علام مقاله بالتأكيد أنه لو نظرا لوجود بعض الأدوار السلبية والأفكار الشاذة التي علقت بقضية التجديد والتي تتمثل في وجود بعض الأصوات التي تحمل بعض الأفكار الشاذة فقد أوضح السيد الرئيس بما لا يدع مجالًا للشك أن مؤسسات الدولة الدينية هي وحدها المنوط بها تجديد الخطاب الديني، مشددًا على أن الجميع عليهم التعاون مع المؤسسات الدينية أن يوجهوا الطاقات الكبيرة إلى تصحيح صورة الإسلام إعلاميًا ودعويًا بمختلف الألسنة واللغات، بدلًا من حالة الإثارة واللغط.