تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم، اليوم، احتفالات الذكرى الأربعين لنصر أكتوبر وممارسات الإخوان المسلمين في عدد من المناطق خلال الاحتفالات والمنتظرة في موسم الحج. ففي مقاله بعنوان “,”بدون تردد“,” بصحيفة “,”الأخبار“,” أكد الكاتب محمد بركات أنه رغم الأحداث الجسام التي طرأت على مصر والمنطقة والعالم طوال السنوات الأربعين الماضية منذ عام 1973 وحتى الآن، سيظل نصر أكتوبر رمزا حيا للكرامة والفداء من أجل الوطن، ودليلا قائما على شجاعة وحكمة قادة وضباط وجنود مصر البواسل، الذين اتخذوا قرار حرب التحرير، وسط ظروف إقليمية ودولية بالغة الصعوبة والتعقيد، وخططوا لحرب النصر بكل الخبرة والعلم، وأداروا معاركها بكل الجسارة والاعجاز . وأضاف قائلا “,” ورغم ادعاءات العدو فقد جيء بشمس أكتوبر الساطعة ، تكشف كل أكاذيبه ، وتكتسح كل أوهامه، وتحطم كل الاساطير التي روجها عن قوته وقدرته ، وهو ما أجبر العالم كله على احترام مصر وجيشها والاعتراف بقدرة أبنائها على قهر الهزيمة وتحقيق النصر “,” . وتابع الكاتب “,” إذا كانت الغالبية منا نحن أبناء مصر، لم تعاصر هذه الملحمة الخالدة كما هو حال كل الشباب ، فإن الواجب على من عاشوها وكانوا شهودا عليها ، وخاصة من نالوا شرف المشاركة فيها ، أن يذكروا لهم ما جرى وما كان في تلك الملحمة الخالدة على مر الزمن، وتوالى السنين ، بمعاركها الشرسة وبطولاتها الرائعة “,” . واختتم بركات مقاله “,” إن حرب أكتوبر لم تكن مجرد معارك عسكرية ناجحة أو نصر مؤزر لجيش مصر الباسل فقط ، بل كانت في حقيقتها تأكيدا على وطنية أبناء مصر وعشقهم لترابها واستعدادهم في كل لحظة للتضحية بالروح في سبيل عزتها وحريتها واستقلالها “,”. وفي مقاله (وجهة نظر) بصحيفة “,”المصري اليوم“,”، قال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، “,”إنه في مثل هذه الأيام من عام 1973 سجل جيش مصر العظيم واحدة من كبرى الملاحم العسكرية في التاريخ، تعجز حتى أقوى أفلام هوليوود عن محاكاتها. ففي تمام الساعة الثانية وخمس دقائق من بعد ظهر يوم 6 أكتوبر بدأت عملية عبور لواحد من أصعب العوائق المائية في تاريخ الحروب، وقبل أن ينتصف ليل ذلك اليوم كانت خمس فرق كاملة من المشاة والمدرعات قد تمكنت من عبور هذا المانع بالفعل، وراحت تحاصر وتدمر المواقع الحصينة في خط بارليف، أحد أقوى خطوط التحصينات العسكرية الدفاعية في تاريخ الحروب. المذهل في الأمر أن خسائر هذه العملية الضخمة، والتي بدت متقنة الأداء كسيمفونية رائعة، لم تتجاوز 1% مما كان مقدرا لها، وهو أمر يعود الفضل فيه بالدرجة الأولى إلى نجاح خطة خداع استراتيجي بالغة الدهاء تمكنت من تضليل الموساد الإسرائيلي وأخفت ساعة الصفر عن عيونه الساهرة“,”. وقال الكاتب “,”لا جدال في أن الإنجازات التي تحققت خلال الأيام الأولى من هذه الحرب كانت من الضخامة بما يكفي لإثبات أن الجيش المصري سجل فيها نصرا كبيرا وحقيقيا وأسقط أسطورة (الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر) يكفيه أنه تمكن بعد ساعات قليلة فقط من بدء الحرب من كسر نظرية الأمن الإسرائيلي، ومن غسل عار هزيمة 67، التي قصمت ظهر شعب مصر وكسرت أنف زعيمه الخالد جمال عبدالناصر“,”. وأضاف الكاتب “,”أنه إذا كان من حق الشعب المصري أن يحتفل كل عام بهذا النصر الكبير، فعليه في الوقت نفسه أن يعي دروسه المستفادة، وأهمها في تقديري: أن شعب مصر قادر دائما على تحقيق المعجزات، حين تتوافر لديه الإرادة والتصميم، وحين يتسلح بالعلم والتخطيط، وحين تتقدم صفوفه قيادة وطنية شجاعة يمكنها الصمود في وجه التحديات، واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، والحرص على تغليب المصالح الوطنية الكبرى على المصالح الشخصية، وأن جيش مصر لا يخوض الحروب لمجرد إثبات شجاعة رجاله وقدرتهم على تعلم واستيعاب فنون وأدوات القتال الحديثة، أو حتى لغسل عار هزيمة سابقة، لكنه يخوض الحروب، حين تفرض عليه، من أجل تحقيق غايات أسمى تتعلق بتحرير الأرض، وللمحافظة على حرية واستقلال الإرادة الوطنية في كل الأوقات، ولتهيئة الأوضاع الداخلية والخارجية الملائمة لحشد وتعبئة الطاقات والموارد التي تمكن شعب مصر من الانطلاق على طريق التنمية والتقدم وتحقيق الرخاء لكل المواطنين“,”. وتابع “,”ليس بوسع أحد أن يدعي، اليوم، رغم مرور 40 عاما على هذا الانتصار العسكري المبين، أن أيا من هذه الأهداف الكبرى قد تحقق بالفعل. فسيناء، التي تحررت من قبضة الاحتلال الإسرائيلي، فرضت عليها ترتيبات أمنية خاصة تركت فراغا أريد للجماعات الإرهابية أن تملأه، فتحولت إلى شوكة في خاصرة الوطن، وباتت تهدد استقلاله ككل، وشعب مصر الذي ضحى كثيرا من أجل تحقيق هذا النصر، وتطلع إلى الرخاء بعد سنوات عجاف، يجد نفسه اليوم في حال أسوأ مما كان عليه قبل الحرب. فنصف السكان تقريبا يعيشون الآن تحت خط الفقر، وخدمات التعليم والصحة والمرافق وأحوال البيئة تدهورت إلى درجة مرعبة، ووصلت إلى مستويات متدنية لم تعرف لها مصر مثيلا منذ تأسيس دولتها الحديثة على يد محمد علي، بل أصبحت الإرادة الوطنية مقيدة وعاجزة عن القيام بأي دور إقليمي أو دولي أو حتى حماية استقلال مصر والأمن الوطني والقومي بالمعنى الحقيقي والكامل. فمن المسئول، ومن حول الانتصار الرائع إلى هزيمة ساحقة؟“,”. واختتم الكاتب مقاله قائلا “,”لقد عبر جيش مصر إلى الضفة الأخرى للقناة وتمكن من تدمير خط بارليف، محققا بذلك انتصارا عسكريا لا شبهة فيه في معركة 73، غير أن القيادات السياسية التي تعاقبت على حكم مصر منذ ذلك الوقت لم تستطع تحقيق النصر في الحرب الشاملة، لأنها لم تتمكن من العبور بشعبها من حالة التخلف إلى حالة التنمية، ومن حالة الجهل إلى حالة العلم، ومن حالة الفقر إلى حالة الغنى، ومن حالة المرض إلى حالة الصحة، ومن حالة الاستبداد إلى حالة الديمقراطية، ومن حالة التبعية إلى حالة الاستقلال. مصر لاتزال تنتظر العبور الحقيقي“,”. احتجاجات الإخوان: وفي مقاله بعنوان “,”هوامش حرة“,” في صحيفة “,”الأهرام“,” أكد الكاتب فاروق جويدة أن قيادات الإخوان المسلمين عاشت فترة طويلة من الزمن في المملكة العربية السعودية وقد وفرت لهم السعودية كل وسائل الحماية والرعاية ومنهم من حقق ثراء واسعا ومنهم من تحول إلى رمز ديني كبير ولم تمنع المملكة العربية السعودية أحدا منهم في أن يمارس نشاطه. وأضاف الكاتب “,” وانتقلت هذه الرعاية إلى دولة الكويت ثم دولة الإمارات وبقية دول الخليج.. وحين اقتحمت قوات صدام حسين الكويت هرولت قيادات الإخوان إلى بغداد وأعلنت تأييدها لصدام حسين وباركت احتلال الكويت وكان هذا رد الجميل من الإخوان لدول الخليج “,” . وتابع “,” والغريب في الأمر الآن أن التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين قرر أن يفسد موسم الحج هذا العام على المملكة العربية السعودية لأنها أيدت خريطة الطريق ووقفت مع الشعب المصري في إصلاح مساره السياسي ، حيث قرر الإخوان رفع أعلام وعلامات رابعة العدوية يوم عرفات وما يترتب على ذلك من مظاهرات وتجمعات لا تتناسب مع قدسية الحج “,”. وأوضح أن ما حدث في رابعة العدوية في مصر موقف سياسي بحت لا علاقة له بالإسلام الدين والعقيدة والصراع الدائر في مصر بين الجيش والشعب من جانب والإخوان من جانب آخر صراع سياسي لا علاقة له بالدين.. وهنا يجب ان يكون واضحا أن شعائر الحج تدور في دولة أخرى ولا علاقة للسلطات المصرية بما يحدث في عرفات وان ما يفكر فيه الإخوان من محاولة إرباك المشهد الديني الرائع في موسم الحج يعتبر تدخلا سافرا في شئون السعودية مما يعطيها حق الرد والتعامل معه بحسم. واختتم جويدة مقاله قائلا “,” إن هذه الدعوة التي أطلقها التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ضد موسم الحج وضد المملكة العربية السعودية سوف يؤثر بالسلب على علاقات قوية بين الدول الإسلامية والسعودية خاصة أن هذه الدول تتحدث عن الإسلام وتدعي إنها تدافع عنه ولا اعتقد أن هناك دولة أحق بالحديث عن الإسلام أو الدفاع عنه أكثر من السعودية دولة الوحي ومهبط الرسالة. “,” وفي مقاله (معا) بصحيفة “,”المصري اليوم“,”، قال الكاتب عمرو الشوبكي “,”أخطر ما تركه الإخوان لمصر بعد سقوط حكمهم هو ريبة مؤسسات الدولة من كل المؤسسات المنتخبة وانغلاقها على نفسها وخوفها من الاستهداف، ومن تآمر الرئيس المنتخب والبرلمان المنتخب والحكومة المنتخبة، بعد أن تآمر حكم الإخوان فعلا على القضاء والجيش والشرطة والإعلام من أجل التمكين والسيطرة وليس الإصلاح والتقدم“,”. وقال “,”إن نتائج مرحلة ما بعد حكم الإخوان تمثلت في عودة الدولة للعمل مرة أخرى بالطريقة القديمة التي لم تعرف غيرها (مع تحسن واضح في الأداء الأمني)، بعد أن كانت مهددة بالاختطاف والسقوط، ودون أن تجرى على مؤسساتها أي إصلاحات، وفي ظل حالة خوف داخلي وريبة من أي مؤسسة منتخبة، وفق التعبير الذي نشرته الشروق أمس الأول لمصدر عسكري: “,”الجيش ليس على استعداد أن يسلم رقبته لرئيس لا يعرفه“,”. وأضاف “,”لعل هذا الميراث الإخواني في حكم البلاد والمؤامرات التي لا تحصى من أجل خلخلة الجيش ومحاولة تغيير قيادته وفق معايير الولاء الإخوانية والتهديدات التي تعرض لها على يد حكم المرشد جعلته يتمسك باختيار المجلس الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع وليس الرئيس المنتخب، وهو أمر مستحيل أن نجده في أي دستور ديمقراطي لبلد نام أو متقدم في العالم“,”. وتابع “,”المفارقة أن الجيش قد قبل في دستور 2012 أن يختار رئيس الجمهورية وزير دفاعه، وقبل بوضع مصر في نقطة متقدمة على طريق الوصول لحكم مدني ديمقراطي تهيمن فيه المؤسسات المدنية المنتخبة على مؤسسات الدولة بشكل ديمقراطي، وجاء حكم الإخوان وأعاد مصر سنوات للوراء، وبدلا من أن يعمل على تقوية جيشه وتطوير قضائه وإصلاح شرطته، تآمر على الجميع وسعى بكل الوسائل إلى الهدم من أجل السيطرة والتمكين“,”. وأردف “,”لقد وضع إرث الإخوان الفاشل في الحكم مؤسسات الدولة في وضع أقوى بكثير من وضع القوى السياسية الجديدة والقديمة، وأضعف من قيمة المؤسسات المنتخبة لأن سقوط مرسي الحتمي والضروري ساوى إهدار نتائج 5 استحقاقات انتخابية مختلفة (برلمان واستفتاءات ورئاسة)، وهو ما عظم في النهاية من سلطة الإدارة وقلل من قيمة الانتخاب“,”. وقال “,”علينا ألا نبقى أسرى إرث الرئيس المعزول وجماعته، فمستقبل مصر لن تصنعه جماعة محظورة مرة أخرى، والشعب المصري قد يخطئ ويختار رئيسا فاشلا سياسيا، لكنه بالتأكيد لن يختار (ولن يسمح بوجود) رئيس يتآمر على دولته وجيشه، فإذا كانت محاولة الجماعة السرية الأكثر تنظيما في مصر قد فشلت فكيف نتصور أن يأتي من الأصل تيار أو رئيس وينجح في التآمر على هذا الجيش“,”. وأضاف “,”أن ما تركه الإخوان لمصر هو ليس فقط فقدان ثقة الدولة في المؤسسات المنتخبة، إنما أيضا فقدان ثقة كثير من المصريين في هذه المؤسسات، وأن الخوف من البرلمان ومن الرئيس جعل كثيرا من الناس يعودون لفكرة الرئيس البطل والمخلص أو المستبد العادل وغيرها“,”. واختتم الكاتب مقاله قائلا “,”إن استعادة الثقة في المؤسسات المنتخبة سيعني أولا بناء قوى سياسية جديدة قادرة على الدخول في نوع من الشراكة مع الدولة لعبور المرحلة الانتقالية، دون أن يعني ذلك التسليم بإدارة الدولة بنفس الطريقة القديمة دون إصلاح أو تغيير، إنما ستكون شراكة حقيقية هدفها إصلاح الدولة لا هدمها والتآمر، واستعادة الثقة بين الدولة والمؤسسات المنتخبة“,”. أ ش أ