للأسف الشديد تحول منزل سيد درويش الكائن بكوم الدكة بالإسكندرية إلى خرابة، لم يبق من المنزل غير السور، أصحاب البيت هم أصحاب القهوة التي تقع بجواره هدموا سقف المنزل وقامت الأمطار بهدم باقي المنزل. وذلك على الرغم من قرار المحافظة بحظر هدم المنزل نظرًا لقيمته، إلا أنها تركته للإهمال فتحول إلى خرابة، هذا المنزل الذي لا يتعدى مساحته 57 مترًا إلا أنه شهد ميلاد موهبة الطفل سيد درويش، وشهد فيه أحلامه وكفاحه ونجاحه وألحانه الخالدة، ولا يقل سيد درويش الإسكندرية شأنًا عن بيتهوفن في ألمانيا، ولكن شتان الفارق بين المنزلين، فالأخير تحول منزله إلى متحف يزوره سنويًا أكثر من 100 ألف سائح، ويتم تنظيم معرض خاص به تحت عنوان " أحداث مؤثرة"، أما منزل سيد درويش تحول إلى خرابة كعهدنا الدائم برموزنا وتراثنا، وأصبح المنزل مجرد جدران متهالكة، ينشر الجيران غسيلهم على أحد جوانبها، وسقف متهدم، وباب خشبي يغلقه جنزير. وفي هذا السياق أوضح اللواء محمد عبد الرازق رئيس حي وسط التابع إليه منزل سيد درويش بكوم الدكة، أن وزارة الثقافة هي المعنية بالمنزل وليس الحي، ونحن ننتظر منذ زمن طويل أن تأخذ الوزارة هذه المبادرة، ولكن الوزارة لا تقوم بذلك ابدًا رغم تعدد النداءات بتطوير هذا المنزل. وأكد رئيس حي وسط الإسكندرية، أنه في حالة عدم تقدم الوزارة بالمبادرة سأتقدم بمذكرة إلى وزارة التنمية المحلية لتطوير المنزل، مضيفًا أنه مستعد لتقديم كل التسهيلات لوزارة الثقافة في حال أن تتقدم هي بطلب لتطوير المنزل. وفي نفس السياق قال الكاتب والقاص أحمد الخميسي أن أصحاب أرض المنزل يعرضون المنزل والأرض للبيع بمبلغ 150 ألف جنيه، مؤكدًا أنه عرض على وزير الثقافة السابق جابر عصفور، شراء المنزل على أن يتبع وزارة الثقافة فيما بعد، إلا أنه لم يحدث، لأن وزارة الثقافة لا تمتلك من الإحساس –على حد وصفه- بقيمة هذا الأثر الكبير. وأضاف الخميسي، أننا أمام حالة من التجاهل التام لكل ما هو مأثور وتراث، وأن الحال لا يختلف كثيرًا عن منزل عرابي بالشرقية ومنزل السيدة هدى شعراوي، مضيفًا "للأسف أصبح كل ما هو تراث ومأثور قيد التجاهل والإهمال".