فى مدينة الإسكندرية التى لم تكن تعرف القبح أو الإهمال، وُلد فنان الشعب سيد درويش، قبل 123 عاماً بالضبط، وبعد كل هذه السنوات، تحل ذكرى ميلاده بينما تحاصر القمامة منزله فى منطقة كوم الدكة، وتحوله إلى خرابة، رغم المناشدات المتواصلة لوزارتَى الثقافة والآثار لإنقاذه من الانهيار والدمار، فالرجل الذى وهب مصر لحن نشيدها الوطنى، يستحق تكريماً بسيطاً بتحويل منزله إلى متحف أو مزار ثقافى. وخلال الأيام القليلة الماضية ناشد مثقفو الإسكندرية وأهالى المدينة كلاً من وزير الثقافة الدكتور عبدالواحد النبوى، والمحافظ هانى المسيرى، ضرورة تجديد منزل فنان الشعب، وإنقاذه من الانهيار والإهمال والنسيان، بالتعاون مع الجهات التنفيذية بالمحافظة، وتحويل المنزل إلى مزار سياحى وثقافى يضم مقتنيات سيد درويش وصوره، وتخصيص أجزاء منه لتكون مزاراً ومقصداً للشعراء والفنانين الشباب. كان أهالى منطقة كوم الدكة احتجوا منذ أشهر على إصدار المحافظة ترخيصاً لأحد المقاولين بهدم العقار المبنى من الطوب «الأنترى»، والذى يدخل فى قائمة المنازل المحظور هدمها بسبب قيمتها التاريخية، وتبلغ مساحته 57 متراً، ويضم 3 غرف ومدخلاً مكشوفاً. وطُرحت فكرة تحويل المنزل إلى متحف يضم مقتنيات الفنان الراحل، وأبرزها العود، والعصا، والنوتات الموسيقية، فى عام 1992، خلال احتفالية بمناسبة الاحتفال بمئوية ميلاده التى نظمتها وزارة الثقافة وقتها، لكن أصبحت الفكرة فى طى النسيان. ومن جانبه، قال رئيس لجنة حماية التراث المعمارى، الدكتور محمد عوض، ل«الوطن» إن «منزل سيد درويش أحد المبانى التراثية القديمة المسجلة، وهو أحد العقارات التراثية التى تعرضت للهدم نتيجة فساد المحليات فى المدينة»، مضيفاً أن «اللجنة حاولت الحفاظ على المنزل، لكن صاحب الأرض رفع السعر الخاص به». وأوضح: «كانت هناك مفاوضات لاستغلال الأرض كمتحف لمقتنيات سيد درويش، بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، لكنها فشلت بسبب الفساد والإهمال وارتفاع سعر الأرض»، مشيراً إلى أن «المنزل حالته سيئة جداً، ولا يمكن تحويله إلى متحف فى الوقت الحالى، بعد هدم جزء كبير منه، حيث تم هدم أساسياته المعمارية التراثية».