فى مشهد متناقض بين إحياء عدد من الفنانين ذكرى ميلاد مطرب الشعب"سيد درويش" ال 122وإقامة إمسائية غنائية تحيها جمعية"سيد درويش" بقصر الأمير طاز بالقاهرة، تكريماً له، ولما قدمه من أعمال فنية وأوبرتات قد عبرت عن البسطاء قبل الأغنياء، وأغاني وطنية ارتبطت بقضايا الشعب وألامه، وتحول منزله الذي ولد به في منطقة كوم الدكة بالإسكندرية عام 1892 ، إلى مستنقع للقمامة، وجحور للفئران، وسط مطالبات من أهالي كوم الدكة بتحول منزله إلى متحف فني يضم مقتناياته.
وقد صرح الدكتور حسن البحر درويش حفيد الفنان"سيد درويش" في تصريحات خاصة لبوابة الفجر، أنه قد ناشد منذ سنوات ماضية عدد من المسئولين لإقامة متحف تكريماً له ولما قدمه من أناشيد وألحان وطنية تغني حتى اليوم وغيرت مجرى الحياة الفنية في مصر، إلا أن الدولة لم تستجب لتلك المطالب، مشيراً إلى أن أسرة الفنان"سيد درويش" قد أسست فرقة كورال"سيد درويش" داخل أوبرا الإسكندرية، إحياء للفن والأوبرتيات التي قدمها، وتكريماً لمشواره الفني.
وأكد أن جميع الدول الأوربية والمتقدمة تقوم بتحويل منازل الفنانيين والشعراء إلى متاحف تضم مقتناياتهم، تخليداً لدورهم الوطني والفني، إلا أن الدولة لم تهتم بتكريم أهم مبدعيها مثل"سيد درويش"، "بيرم التونسي"، بديع خيري"، كما أنها لم تقم بتكريمهم في عيد الفن الماضي. وفي زيارة ميدانية لمنزل فنان الشعب" سيد درويش" بكوم الدكة بمناسبة عيد ميلاده ال 122، قد رصدت عدسة بوابة"الفجر" تعرض المنزل للانهيار والتأكل نتيجة عدم الترميم والاهتمام به من قبل الدولة، بالإضافة إلى انهيار سقف المنزل وبقاء هيكل المنزل متأكل تحيطه القمامة والأخشاب، ويلهو بداخله الفئران والقطط، وقد أكد أهالي كوم الدكة أن أسرة"سيد درويش" قد قامت بإحاطة المنزل بسور، حفاظاً على البنيان من السقوط.
وقد قال محمد أبو دراع أحد أهالي منطقة كوم الدكة ومن المقربين لأسرة "سيد درويش" لبوابة"الفجر" أن اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية الأسبق قد قام بزيارة منطقة كوم الدكة منذ سنوات، وقد قام بزيارة المنزل ووجد ما تعرض له من تأكل وانهيار، وأن الأهالي قد طالبوه بالاهتمام بالمنزل، وجعله مزار سياحي أو متحف فني يضم مقتنياته، مؤكداً أن جميع أهالي "كوم الدكة" يحبون أسرة"سيد درويش"، فعند وفاته ظل نجله"محمد درويش" رحمه الله يعيش في منطقة كوم الدكة، وقد كان يقوم بإحياء عدد من الحفلات. وأشار الستيني أبو دراع: "كان والدي يشارك"محمددرويش" في احتفالته التي تقام في مسارح الإسكندرية، وأن الأهالي بكوم الدكة يحبون أسرة"سيد درويش"، ويقومون حتى الآن بتعليق صوره بجانب "جمال عبد الناصر-السادات" وتسمية القهوة القديمة المفضلة له بنفس الأسم"بورصة سيد درويش".
وأكد أنه ما زال حتى اليوم تتوارث حكاوي"سيد درويش" من جيل إلى أخر داخل منطقة كوم الدكة، حيث قد كان يروي عنه أنه قد كان بنيان الضخم وقد كان يقاوم الاحتلال الإنجليزي، وقتل عدد كبير منهم، وقام بدفنهم خلف منطقة كوم الدكة، وقد كان الأطفال فيما بعد يخرجون"جماجم الإنجليز"، وأنه حتى الآن يتباهي أهالي كوم الدكة بإنه قد كان أحد أبنائها.