البرامج السياسية الترفيهية نمط من البرامج التي اننتشرت بقوة في مصر بعد ثورة 25 يناير، ساعدتها على ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، وموقع اليوتيوب، لتكون بمثابة نقطة تحول في حياة البعض وتحويلهم لرموز ونجوم أصحاب جماهيرية عريضة جعلتهم يعتقدون أنهم مفكرون. المعروف أن برامج الترفيه السياسي موجودة في الولاياتالمتحدة منذ سبعينيات القرن الماضي ولها نجومها المعروفين كما تقول ورقة بحثية منشورة في الموسوعة الدولية عام 2013 عن ربط السياسية بالترفيه والإعلام وكيفية تأثير ذلك علي الرأي العام، ورصدت الدراسة أن نسبة كبيرة من الجمهور يعتبرون السياسة مادة تثير الأعصاب وتزيد من نسبة القلق والتوتر، وأن ربطها بالترفيه والسخرية يجعل منها مادة قابلة للمشاهدة.. وبطرح سؤال على الجمهور إذا ما كانت إضافة بعض الإفيهات والإسقاطات الجنسية ترفع نسبة المشاهدة كانت الإجابة بنعم ب 70 %، وأكد الكثير من الشباب أنهم مهتمون بمتابعة الفضائح الجنسية للمشاهير السياسيين وأن الكثير من الشباب لم يكونوا مهتمين بسياسيات بيل كلينتون عندما كان رئيس الولاياتالمتحدة ولكنهم اهتموا جدا بمتابعة فضحيته مع مونيكا لوينسكي موظفته في البيت الابيض، وفضائح الكثير من حكام الولايات لدرجة أن هناك موسوعة تصدر كل خمس السنوات عن الفضائح الجنسية، لذا كان بديهيا أن يكون استنتاج الدراسة عن الخلطة السحرية لرفع نسب المشاهدة هي ربط الجنس بالترفيه والسياسة. من أبرز نجوم هذه المدرسة جون ستييورات، وهو شخصية كوميدية معروفة عالميا خصوصا بعد أن أصبح الشخصية صاحبة الدور الأساسي في برنامج (ذا دايلي شو) والذي يعتبر أحد أهم البرامج التابعة لقناة كوميدي سنترال، يعرف بانتقاده الكوميدي للأوضاع السياسية الراهنة في برنامجه، وبطريقة ساخرة يعرض آخر أخبار الساعة. كما حصل ستيوارت على الدور الأساسي في البرنامج منذ عام 1999م ولا يزال يعمل في البرنامج إلى الآن، كما حصل على الكثير من جوائز الإيمي ويعتبر إحدى الشخصيات الكوميدية الأمريكية المرموقة. نأتي أيضا لستيفن كولبير تكتب بالإنجليزية كولبرت، مواليد 13 مايو 1964، وهو ممثل، وكاتب وكوميديان أمريكي حائز على ثلاثة جوائز إيمي معروف بأسلوبه التهكمي خاصة في المجال السياسي. كولبير درس ليصبح ممثلا لكنه اهتم بالكوميديا عندما قابل عميد أكاديمية سكوند سيتي دل كلوز عندما التحق بجامعة نورث ويسترن. أول أدواره كانت عندما كان ممثلا بديلا للمثل ستيف كارل في أكاديمية سيكوند سيتي في شيكاغو مع بول دانيللو وأمي سيداريس، وقدموا معا البرنامج الكوميدي "أكزت 57." كولبير أيضا كتب ومثل في البرنامج الكوميدي القصير "ذا دانا كارفي شو" قبل أن يعود من جديد مع زملائه سيداريس ودانيللو لعمل المسلسل الكوميدي "سترانجر ويذ كانديزز" حيث أدى دور مدرس التاريخ المثلي تشاك نوبلت. ولكنه عرف بشكل أكبر عندما عمل مراسلا في البرنامج الكويدي الشهير "ذا ديلي شو". في عام 2005 ترك كولبير ذا ديلي شو ليعمل مستقلا في برنامجه "ذا كولبير ريبور" (تقرير كولبير) وعلى نفس نهج برنامج ذا ديلي شو السياسي الساخر، قام بتقليد برامج ذات آراء سياسية مستقلة كبرنامج "ذا اورايلي فاكتور" مع بيل أورايلي. منذ بدأ البرنامج والسلسلة في نجاح متواصل، جعلها واحدة من أكثر البرامج مشاهدة على قناة كوميدي سنترال، ورشح من خلاله لثلاث جوائز إيمي عام 2006 وأربع جوائز إيمي 2007. كذلك دعي كولبير لتأدية دور ممثل هزلي في البيت الأبيض عام 2006.. واعتبرته مجلة التايمز واحد من 100 شخصية مؤثرة في العالم عام .2006. نعم أفرطنا في التحليل والتعريف كيف بدأت برامج السياسي الترفيهي في الغرب ولكن كان هذا ضروري لكي تعلم أن نجوم هذه البرامج في مصر ليسوا مبدعين ولم يأتوا بجيد، إنما عبارة عن مجموعة فريق عمل ثقافته غربية واستغلوا الظرف السياسي وحالة الانفلات والفوضى، وعدم وجود رقيب، فأطلوا علينا من خلال القنوات وأصبح لهم برامج وينتقلون من قناة إلي قناة بمرتبات وعقود خيالية وحقوق رعاية إعلانية. والتفسير لهذه الحكاية بسيط وهي أن الشعب كان في حالة كبت لفترة طويلة من الزمان ويتنوع هذا الكبت بين السياسي والجنسي فيكفي أن أذكر لك أن عدد من يتعاطون الترامدول والحشيش في مصر وصل لأكثر من 10 مليون مواطن أغلبهم يستخدمون المخدرات اعتقادا خطا أنه تزيد من الفحولة الجنسية وتؤخر سرعة القذف ولكن للاسف انه يميت الحيوانات المنوية ويضعف الانتصاب ويضعف الرغبة لان يؤثر بعد استخدامه لفترة طويلة علي الاوردة والشرايين ويصيب بالفشل الكبدي والاكتئاب. باختصار يعني حوالي 10 مليون عاجز جنسيا ولذلك ازدادت معدلات الطلاق والخيانة الزوجية طبقا لدراسات عديدة اجراتها أقسام الطب النفسي والاجتماع وعلم النفسي في الجامعات المصرية مثل القاهرة وعين شمس وبني سويف وحلوان والزقازيق، والنظريات القديمة والحديثة تقول إن مريض الضعف الجنسي والسيدات اللاتي يشعرن بالحرمان الجنسي يحببن التحدث في الجنس كثيرا وسماع النكت الجنسية والإفيهات والقفشات وهذا يسمى في علم النفس كما قال فرويد التكوين عكسي، أي تصرف عكس ما تشعر به وتعيشه فالمحرومة تجدها تضحك ضحكة خليعة، وتشاهد هذه النوعية من البرامج وهي في منتهى السعادة، استمر باسم يوسف رائد هذه المدرسة في مصر بعد تمصيره لفكرة برنامجه الترفيهي السياسي في تقديم هذه النوعية لمدة ثلاثة سنوات في قنوات مختلفة هو وفريق عمله، ولأن الظرف السياسي تغير وبدأت الناس تبحث عن الأمن والسكن والطعام وتأكدوا أن الإفيهات الجنسية والنكت الجنسية مجرد مخدر سينتهي مفعوله بعد فترة قليلة، وتأكد المعلن والمستثمر في الإعلام أن باسم يوسف ورقة محروقة، فبدأوا في البحث عن البديل وكان أول بديل أكرم الشرقاوي الذي سمى برنامجه "عرض كبير" واسم برنامج يحمل إسقاطا للفظ جنسي، ولكن البرنامج سقط ولم يصمد بعد 5 حلقات رغم أن القناة اتفقت على 13 حلقة في الموسم واكتشف المعلن أن أكرم لن يكون بديل باسم لأن هذه البرامج تعتمد على استطلاعات الرأي، والأبحاث التسويقية، فاتوا بالأبلة فاهيتا الدمية التي مثلت دور المومس العجوزة والمرأة اللعوب التي تعشق الشباب وإعلانات الآوت دور ملأت الشوارع ونزل تحذير للكبار فقط، التحذير الذي يجعلك تقبل علي المشاهدة وكان واضحا أن منتج البرنامج فهم سيكولوجية الشعب وعرف أن كلمة للكبار فقط هي المفتاح، ولكن أيضا لم تقنع التجربة المشاهد حتي الان، ثم جاء معتز الدمدراش ليتحول من مقدم متزن وحيادي لصاحب برنامج توك شو ساخر لا يخلو من بعض الإيحاءات الجنسية، وسقط معتز أيضا وذلك من خلال رصد الاستطلاعات وتعليقات المشاهدين على برامج التوك الشو وإطلاق اسم أسخف رجل في العالم بدلا من الاسم الأصلي للبرنامج "أخطر رجل في العالم". إذن فتيمة البرنامج الترفيهي السياسية لن تنجح في الأيام القادمة، غير أننا سنجد أن هناك تيمة أخرى حققت نجاحا غير عادي وهي الاستشارات الطبية الجنسية على الهواء وتلقي أسئلة المشاهدين، وخط ساخن للدكتورة هبة قطب المحجبة التي يستضيفها الإعلامي عمرو الليثي في برنامجه، وتتكلم عن الاضطرابات الجنسية بكل جرأة، ما جعل المشاهد يتابع والمواقع الإلكترونية تكتب واستغل الليثي هذه الحالة لصالحه بغض النظر عن المعلومات الطبية غير الصحيحة وأن هذه النوعية من الاستشارات تتطلب سرية تامة. باختصار الكل يلعب على الجنس والشهوات لا على الإنتاج والعمل والاستثمار والعلم.