كان الهجاء لفترة طويلة أداة للنقد السياسي في الولاياتالمتحدة ودول العالم، ويمكن تتبع السخرية السياسية لمرحلة ما قبل الرئيس الأمريكي بنيامين فرانكلين.. ثقافة الحرية التي بنيت عليها الولاياتالمتحدة جعلت المسئولين هناك معما علت مكانتهم لا يرون في الهجاء السياسي أكثر من أحد طرق النقد وابراز السلبيات، ولا يأخذون الأمور بحساسية مفرطة مثلما يفعل زعماء دول أصغر قليلا وعقول أصغر بكثير. من أشهر الساخرين السياسيين فى الولاياتالمتحدةالامريكية بو برنهام وديف تشابيل وديفيد كروس وساشا بارون كوهين وجاي لينو، وستيفن كولبير ودوجلاس كوبلاند، وسكوت ديكرز، وبريت ايستون ايليس، ومايك جدج، وليني بروس، وبيل ماهر ولويس بلاك وجورج كارلين وجيسيكا هولمز .. كلهم مؤدين موهوبين أدائهم الفني يقترب من نجوم هوليوود، ويتخذون من النقد السياسي مهنة وتوجه عام. ليني بروس لفت الانتباه في الخمسينات والستينات بأسلوبه الجرئ فى الهجاء، وقد بحث مواضيع محرمة فى ذلك الوقت مثل المخاوف العنصرية والتخيلات الجنسية، والتوترات بين اليهود والمسيحيين والرؤساء وكان مبدعا ومدافعا عن حرية التعبير لدرجة أوصلبته الى ان توجه له تهمة الفحش مرات متعددة، وألقى البوليس القبض عليه مرة واحدة. بداية المقدم الساخر جورج كارلين كانت فى الستينات، ولكن في 1970 استطاع كارلين توسيع هامش حرية التعبير في الاعلام الامريكي، وتحدث بشكل ساخر عن كل شيء بداية من الدين إلى السياسة الى الجنس، وأصبح معروفا بكونه الرجل الذي قال "السبع كلمات البذيئة" التي كان من المستحيل سماعها على التليفزيون في مونولوج ساخر عام 1972. (الكلمات السبع البذيئة التي حررها كارلينج للتليفزيون الامريكي ونحاول تحريرها الآن للصحافة المصرية هي: براز، بول، نكاح، ابن العاهرة، ثدي، مهبل، شاذ) بينما بقي حتى الآن جاي لينو من أشهر الاعلاميين الساخرين فى برنامج "ذا تونيت شو" على قناة ان بي سي الامريكية منذ عام 1992. جون ستيوارت .. ساخر بالفطرة ولد جوناثان ستيوارت ليبوفيتش فى 28 نوفمبر 1962 في مدينة نيويورك، وهو اعلامي ساخر وكاتب وممثل وبدأ فى تقديم برنامج ذا ديلي شو على قناة كوميدي سنترال في أوائل عام 1999وهو أيضا يكتب ويشارك واحد منتجى البرنامج التنفيذيين. بعد انضمام جون ستيوارت اكتسب البرنامج شعبية كبيرة واشاد به الكثير من النقاد. وولد جون ستيوارت وكان والده دونالد ليبوفيتش، أستاذ الفيزياء في كلية ولاية نيو جيرسي من عام 2001 حتى عام 2008؛ وعائلة ستيوارت هاجرت إلى الولاياتالمتحدة من أصول تعود الى بولندا وأوكرانيا، وروسيا البيضاء. بعد تخرجه من الجامعة، تنقل ستيوارت بين عدة وظائف، منها مخطط طوارئ لإدارة ولاية نيو جيرسي للخدمات الإنسانية، ومسؤول عن جامعة مدينة نيويورك، ومصمم العرائس للأطفال ذوي الإعاقة، ونادل. وكان صديقا لعضو الكونجرس السابق انتوني وينر - وهو يهودي الديانة مثل ستيوارت- وقد نفى ستيوارت كثيرا ان لديه أي أجندة سياسية متعمدة، وقال ان الهدف الاساسي لديه هو الترفيه والكوميديا، ووفقا لقائمة مجلة فوربس للمشاهير، فإن ستيوارت يكسب 14 مليون دولار في السنة، ونتيجة لمواقفه السياسية البارزة قالت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية ان ستيوارت يعد "قوة سياسية" بدلا من مجرد مقدم برامج كوميدي ساخر. برنامج ذا ديلي شو .. قاهر الرؤساء ذا ديلي شو مع جون ستيوارت، هو برنامج اميركي على قناة كوميدي سنترال، هو أطول برنامج يعمل على كوميدي سنترال، وفاز بأكثر من 18 من جوائز إيمي التليفزيونية. برنامج ذا ديلي شو يستخدم الكوميديا والسخرية من الأحداث السياسية، والشخصيات السياسية، والمنظمات وايضا من بعض شبكات الإعلام، والبرنامج يفتح عادة مع مونولوج طويل للاعلامي جون ستيوارت يتناول فيه آخر المستجدات المتعلقة بالوضع السياسي، ويتبادل مع واحد أو أكثر من المراسلين الحوار والذين يتبنون الموضوعات بشكل مبالغ فيه وبخفة دم تعليقا على الأحداث الجارية، ثم يخصص الجزء الأخير لمقابلة مع أحد المشاهير بدءا من الممثلين والموسيقيين لكتاب القصص والشخصيات السياسية. ويتمتع هذا البرنامج بشعبية كبيرة بين جماهير الشباب، وأكد مركز بيو للأبحاث أن 80٪ من المشاهدين العاديين ما بين 18 و 49عاما يتابعونه، وأن 10٪ يعتبرونه مصدرا حقيقيا الأخبار، و43٪ يشاهدونه للترفيه. وقد تناول ستيوارت فى برنامجه الشهير الكثير من الشخصيات الهامة بشكل ساخر مثل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ونائب الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر والرئيس السابق بيل كلينتون والرئيس السابق جورج بوش، ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير والوزير جوردون براون، والرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف، والرئيس البوليفي إيفو موراليس، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المكسيكي السابق فيسنتي فوكس، وأعضاء سابقين وحاليين في الإدارة الامريكية ومجلس الوزراء وكذلك أعضاء الكونجرس، والعديد من المرشحين للرئاسة خلال حملاتهم، بما في ذلك جون ماكين وجون كيري وباراك أوباما في 2006، ومن اهم القضايا التى تناولها البرنامج هجمات 11 سبتمبر وبداية الحروب في أفغانستان والعراق وهى الموضوعات التي أظهرت جون ستيوارت كشخصية وطنية موثوق بها، وبحلول سبتمبر 2008، بلغ مشاهدى البرنامج ما يقرب من مليون مشاهد في الليلة الواحدة و في 27 أكتوبر 2010، كان حوالي 3.6 مليون مشاهد يتابعون "ذا دايلي شو" ، بينما أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما مؤخرا عن اعجابه بالبرنامج، رغم تعرضه للانتقادات المستمرة من جانب جون ستيوارت، خاصة في مواسم الانتخابات الرئاسية.