يعرف جون ستيوارت ، مقدم البرنامج الأمريكي، "ذا دايلي شو ، نفسه على أنه مجرد كوميدي وليس مذيع أخبار كما أن برنامجه هو برنامج أخبار مزيفة، وتعلو مدخل استديو البرنامج بنيويورك، لافتة تقول "اتركوا الأخبار خارجاً"، إلا أن ذلك لم يمنع ما يقرب من 3.6 مليون مشاهد أمريكي من اعتبار برنامجه مصدرًا رئيسيًا للأخبار المحلية والدولية. يعرض برنامج ستيوارت يومياً من الإثنين إلي الخميس، علي قناة كوميدي سنترال، واستلهم منه باسم يوسف فكرة برنامجه "البرنامج". أصبح ستيوارت، الذي بدأ في تقديم برنامجه الناجح "ذا دايلي شو"، في يناير 1999 ظاهرة عالمية، إذ تنتشر مقاطع برنامجه ذي ال22 دقيقة، علي الإنترنت انتشار الفيروسات كما يصفها البعض، أحدث ستيوارت الذي يصر علي أنه ليس مقدم ولا مذيع أخبار، ثورة في عالم تقديم النشرات الإخبارية وأثبت أنه يمكن تقديم الأخبار للناس بشكل مختلف، ساخر ولاذع دون إدعاء أي مزاعم حول موضوعية أو حيادية. يبدأ ستيوارت برنامجه الذي استضاف فيه رموزا بارزة كالرئيس الأمريكي باراك أوباما وبيل كلينتون والممثلة الأمريكية كاثرين زيتا جونز، بمونولوج طويل يقدمة ستيوارت ويتبادل فيه الحديث مع مراسل أو أكثر، وتخصص الفقرة الثانية لحوار مع شخصية مشهورة في مجال السياسة أو الفن. لا يعرف كثيرون أن برنامج "ذا دايلي شو"، الذي يقترن بإسم ستيوارت قد بدأ في العام 1996 مع المذيع الأمريكي كرايج كيلبورن، الذي اختلف مع الإدارة واضطر لترك البرنامج أواخر عام 1998، وتولي ستيوارت البرنامج من يناير 1999، وقدم حتي الآن 2232 حلقة، علي مدار تلك الفترة التي لم يتوقف فيها سوي مرة واحدة في الفترة ما بين نوفمبر 2007 إلي فبراير 2008 بسبب إضراب الكتاب في أمريكا. وشارك كتاب "ذا دايلي شو"، في الإضراب الذي شارك فيه 12 ألف كاتب يمثلون كتاب التليفزيون والسينما والمسرح، مطالبين خلاله برفع أجورهم ومنحهم مقابل مادي عادل، يتلائم مع ما تحصل عليه الاستديوهات الكبري من أموال ضخمة. واستطاع ستيوارت ، تحويل البرنامج بعد توليه بفترة قصيرة إلى أحد اشهر البرامج، وزاد من تركيزه علي الأخبار الوطنية والسياسية المتعلقة بالولايات المتحدة، وبلغ عدد مشاهديه في 2008 حوالي 2 مليون مشاهد، بخلاف المشاهدين علي الإنترنت وبلغ عدد مشاهدي حواره مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 2010 حوالي 3.6 مليون مشاهد. يعمل مع ستيوارت خمسة مراسلين هم: سامنثا بي، آصف مانديف، جايسون جونز، جون أوليفر، روب ريجلي. وواجه برنامج ستيوارت ، الذي صوت للرئيس أوباما المنتمي للحزب الديمقراطي، في 2008، انتقادات في عام 2005 لكونه ينتقد الجمهوريين، الذين كانوا في الحكم حينها أكثر من الديمقراطيين، ورد ستيوارت علي ذلك بأن الأولي بالنقد هم من في الحكم، وليس من هم خارجه، إذ كان الجمهوريون يسيطرون علي الرئاسة والكونجرس، مضيفاً:"لو كان الديمقراطيون في الحكم لكان من السهل انتقادهم". كما واجه انتقادات أخري بضعف الحوارات السياسية التي يقدمها، لكن ستيوارت و"ديسك الأخبار المزيفة"، كما يسميه فريق عمله، أصروا علي ألا يكون هناك التزامات أو مسئوليات صحفية لديهم إذ أنهم مجرد "كوميديين"، يعملون لصالح هدف واحد وهو تقديم برنامج مرح. يعرف ستيوارت بانتقاده اللاذع حتي لضيوفه، في أواخر العام الماضي، انتقد ستيوارت الممثل البريطاني هيو جرانت بعنف الذي كان أحد ضيوف البرنامج، وقال إنه كالألم في المؤخرة، وأنه لن يستضيفه مجدداً. وقام ستيوارت في فبراير الماضي وفريق عمله بأداء رقصة هارلم شيك بشكل مضحك داخل استديو البرنامج وأذيعت في حلقة 14 فبراير. ومن مواقف ستيوارت المعروفة انتقاده الشديد لقناة "سي إن إن"، الإخبارية الأمريكية لتغطيتها المكثفة لحادث سفينة "كارنيفال تريومف"، في فبراير الماضي، والتي أصيبت بعطل في مولدات الكهرباء ما أدي لتعطلها في المياه وقامت القناة بتغطية الواقعة منذ الصباح وحتي فترة بعد الظهيرة تقريباً، وعرضت لقطات لفتاة تلوح لأمها من السفينة. وانتقد ستيوارت القناة بعنف موجهاً كلامه لهم قائلاً": لستم أبطالاً، هذه ليست حادثة اختطاف" واتهم ستيوارت حينها القناة بالتعمية علي القمة الإسلامية التي عقدت بالقاهرة وناقشت قضيتي سوريا ومالي.