القمع والاعتقالات العشوائية يحكمان البلاد.. و«متحجرون» يسيطرون على الحكم "الحرس الثوري" يسجن المواطنين دون اتهامات فرض النظام الإيرانى عقوبات غير معلنة على «أكبر هاشمى رفسنجاني»، الرئيس الأسبق لإيران، والذي يشغل حاليًا ثانى أعلى منصب في البلاد وهو رئيس «مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني»، وذلك بعد انتقاداته الحادة التي وجهها للنظام الحاكم في البلاد وسيطرة الحرس الثورى والعسكريين على إدارة الشئون الداخلية وقمع المواطنين. وكان رفسنجانى قد طالب في الخطاب الذي ألقاه في مراسم تأبين زوجة الخميني، بإجراء إصلاحات في البلاد، منتقدًا الظلم والقمع المستمر للمواطنين والاعتقالات العشوائية والسجن بدون محاكمة أو اتهام واضح، وهو ما أثار موجة غاضب عارمة بين أنصار النظام الذين طالبوا بمعاقبة رفسنجانى وعزله من مناصبه الحالية لأنه «يشكل خطرًا كبيرًا على البلاد». ورفضت جميع وسائل الإعلام والصحف الإيرانية، والتي تخضع لرقابة صارمة، نشر تصريحات رفسنجاني، واتهمه بعض النواب بالخيانة، إلا أن التصريحات انتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعى من خلال نشطاء إيرانيين، كما نشرتها بعض مواقع المعارضة بالخارج. وانتهز الرئيس الأسبق فرصة الكلمة التي ألقاها في ذكرى تأبين زوجة الخمينى ليتحدث علنًا عن تلك الخلافات والانتقادات، وقال «تشهد البلاد ممارسات سيئة مقرونة بالقمع بحق السجناء في السجون الإيرانية»، كما وصف من يديرون البلاد حاليًا بأنهم «متحجرون ومترددون»، وهو ما أثار المعسكر المتشدد الذي طالب بمعاقبته. وردًا على تلك التصريحات، شنت الصحف المحسوبة على المتشددين وكذلك التي يمولها الحرس الثورى هجومًا كبيرًا على رفسنجانى الفترة الماضية، ووصفت تصريحاته بأنها «تضليل للرأى العام». وقالت صحيفة «اعتماد» إن تصريحات رفسنجانى أغضبت كبار المسئولين العسكريين والقضاة وعددًا من النواب، كما وجه قائد الحرس الثورى الإيرانى محمد على جعفرى تهديدًا مباشرًا لرفسنجانى عبر صحيفة «جوان» التابعة للحرس الثوري، وقال فيه «عندما يريد النظام الإسلامى أن يطبق العدالة ويحاكم الرءوس الكبار أمام الرأى العام، فمن الطبيعى أن يقوم هؤلاء بالتظلم، إنهم يريدون أن يقلبوا العدل ظلمًا»، في إشارة واضحة إلى القضية التي يحاكم فيها نجل رفسنجانى «مهدي»، باتهامات تتعلق بالفساد، وهى القضية التي اعتبرها كثير من الإصلاحيين ملفقة من أجل الضغط على الرجل وتشويه صورته، ومحاولة منعه من الوصول لأعلى منصب دينى في البلاد وهو «المرشد الجديد للجمهورية الإيرانية» إذا توفى المرشد الحالى على خامنئى الذي يعانى من أمراض كثيرة، وتفاقمت معاناته من سرطان البروستاتا. ونقلت صحيفة «كيهان» عن عدد من نواب اليمين المتشدد والأصوليين في مجلس الشورى (البرلمان) وصفهم لتصريحات رفسنجانى بأنها «خيانة للثورة وتشكيك في النظام». ويرى مراقبون أن تصريحات رفسنجانى تأتى في سياق حملة دعائية لتعزيز موقعه والإصلاحيين لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة المزمع إجراؤها بعد 10 أشهر، وبالتالى تعزيز موقف الرئيس الإيرانى حسن روحانى، المتحالف مع الإصلاحيين. من النسخة الورقية