أبرمت محكمة الاستئناف في طهران حكما أصدرته محكمة الثورة الإسلامية بحق فائزة هاشمي رفسنجاني والقاضي بسجنها لمدة 6 أشهر وحرمانها من النشاط السياسي والثقافي والصحفي لمدة 5 سنوات وهي تنتظر تنفيذ الحكم حاليا. وفائزة هاشمي رفسنجاني، الصحفية والنائب السابق في البرلمان، هي بنت علي أكبر هاشمي رفسنجاني الرجل القوي في عهد الخميني والرئيس الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران. وقد أصدرت محكمة الثورة الاسلامية (الشعبة 15 ) قبل أشهر حكما بالسجن لمدة 6 أشهر على فائزة رفسنجاني بتهمة الدعاية ضد النظام الإيراني ومنعتها من الانتساب إلى الأحزاب والمجموعات السياسية والجمعيات المدنية والانترنت والنشاط الاعلامي والصحفي لمدة 5 سنوات. سبق وان اعلن غلام علي رياحي محامي فائزة رفسنجاني انه قدم لائحة للطعن في الحكم الصادر غير ان محكمة الاستئناف رفضت ذلك وابرمت الحكم الصادر من المحكمة الابتدائية. رد فعل فائزة رفسنجاني على الإساءات التي استهدفتها وقد اعربت فائزة رفسنجاني في مقابلة مع صحيفة "روز" المعارضة في مايو الماضي انها آسفة من "هيمنة السفلة والاوباش واشباه الرجال على شؤون الدولة" في ايران. واضافت: "ان هؤلاء الاشخاص اصبحوا على قدر من القوة لا يمكن لأحد ان يواجههم". ووفقا لصحيفة "روز" كانت فائزة رفسنجاني ترد على اساءات سعيد تاجيك ورفاقه الاعضاء في قوات التعبئة "الباسيج" التابعة لقوات الحرس الثوري الايراني حيث وجهوا اليها ووالدها علي اكبر هاشمي رفسنجاني السباب والشتائم قبل اشهر. وقد تم توزيع الفيلم الخاص بالسباب والشتم والاعتداء على فائزة رفسنجاني على مستوى واسع في الانترنت مما اوجد ردود فعل واسعة ضد المتشددين وتعاطفا مع فائزة رفسنجاني في المجتمع الايراني. في اعقاب ذلك وإثر الاحتجاجات التي شملت حتى بعض المحافظين والمسؤولين الحكوميين، اعلن المدعي العام للبلاد والمتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين محسني ايجئي انه تم القاء القبض على سعيد تاجيك، غير انه وبعد ايام اتصل تاجيك بصحيفة "روز" معلنا اطلاق سراحه من السجن. وقد قام في اتصاله هذا بتكرار شتائمه ضد فائزة رفسنجاني موجها اليها التهم. وقبل ذلك اشار مرشد الجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي ضمنيا الى انتشار الفيلم المسيئ الى ابنة رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في ايران قائلا: " مع الاسف يعتقد بعض الشباب المؤمن والمخلص والجيد ان هذه الاعمال هي من واجبهم لكن هذا السلوك هو خلاف الواجب". وردا على تصريحات المرشد علي خامنئي، قالت فائزة رفسنجاني:" كان الفيلم مسيئا وغير قابل للدفاع الى حد، اضطروا بعده ان يردوا على الرأي العام" الايراني. غيرانها انتقدت قوله الذي وصف فيه هؤلاء الاشخاص ب"المخلصين والملتزمين والشبيبة الحريصة" قائلة ان ذلك يتناقض وتنديده لهم. وذكر موقع صحيفة القدس ان فائزة رفسنجاني قالت "ان العناصر التي تقوم بالاعتداءات وتكيل الشتائم ضدنا وضد الاخرين في عائلة هاشمي رفسنجاني ليسوا مارقين؛ اذ لم تنحصر هذه الاعمال ضدنا فقط بل شملت الجميع وهي تتم بصورة مخططة وهم يريدون اما نسايرهم واما نصمت واما لانكون في البلاد". واضافت فائزة رفسنجاني التي تم اعتقالها مرتين خلال المظاهرات الجماهيرية التي اعقبت الانتخابات الرئاسية المختلف على نتائجها في العام 2009 اضافت: "ان الذين يأمرون بقمع الناس هم الذي يخططون لمثل هذه الاعتداءات.. اذ يدير هؤلاء السفلة والاوباش واشباه الرجال حاليا شؤون البلاد". وتشير ابنة هاشمي رفسنجاني بذلك الى مرشد الجمهورية الاسلامية وقائدها علي خامنئي الذي كان رفيقا حميما لوالدها لمدة خمسين عاما من النضال ضد حكم الشاه وبعد الثورة، غير ان علاقاتهما تدهورت بعد ان ساند خامنئي الشاب الطموح والمتشدد محمود احمدي نجاد ضد هاشمي رفسنجاني في الانتخابات الرئاسية عام 2005. عناصر من المتشددين: سنحلق لحانا وكانت فائزة رفسنجاني نائبا في الدورة الخامسة للبرلمان الايراني 1996 – 2000 ورئيس تحرير صحيفة "زن" – المرأة – التي نقدت فيها تعدد الزوجات وطالبت بتساوي الدية بين الرجل والمرأة. اذ انها وبسبب مواقفها الاجتماعية والثقافية والسياسية اغضبت دوما التيارات الدينية المتشددة في النظام الايراني رغم ان والدها هو رجل دين وسياسي مخضرم لعب دورا هاما في استقرار نظام الجمهورية الاسلامية في ايران. وقد تصاعدت الضغوط عليها بعد ان ساندت ميرحسين موسوي في الانتخابات الرئاسية عام 2009 امام غريمه محمود احمدي نجاد المدعوم من قبل المرشد علي خامنئي، وكذلك مشاركتها في المظاهرات التي تلت تلك الانتخابات المشوبة بالتزوير وفقا لتصريحات لها، حيث وصفت ماقام به المتشددون من تلاعب بالاصوات بالانقلاب على الشرعية الدستورية. وقد تم اعتقالها عدة مرات عام 2009 غير انها لم تمكث كثيرا في السجن. وقد إنتظر المتشددون وخاصة عناصر "التعبئة" – الباسيج - التابعة للحرس الثوري بفارق الصبر محاكمتها ومحكوميتها. وسبق الاعلان عن صدور الحكم ضد فائزة رفسنجاني، تصريحات لمدير صحيفة "جمهوري اسلامي" رجل الدين مسيح المهاجري الذي اعلن فيها عن امتعاض اية الله علي السيستاني ازاء الاساءات التي تم توجيهها الى فائزة رفسنجاني. والسيستاني هو من اصل ايراني يقيم في العراق ويُعد حاليا اكبر مرجع تقليد شيعي في العالم. واشار مسيح المهاجري الى امتعاض اية الله علي السيستاني من الالفاظ النابية والبذيئة التي وُجهت الى فائزة هاشمي رفسنجاني في احد المناسبات الرسمية وتم تداول فيلمها في اوساط الناس. وقد اشارت عناصر من التيار المحافظ المعارض لرئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام علي اكبر هاشمي رفسنجاني الى نفوذه في السلطة، مبدين عن تشائمهم ازاء تنفيذ حكم السجن بحق ابنته فائزة. ومن هؤلاء سعيد قاسمي احد منظري تيار حزب الله الايراني حيث قال قبل صدور حكم الاعتقال بحق فائزة رفسنجاني "اذا صدر مثل هذا الحكم بحق فائزة هاشمي رفسنجاني واذا مكثت هذه السيدة نصف يوم في السجن انني ساقوم بحلق لحيتي".