قد يكون " الباراسيتامول " الأكثر فعالية لدرء الألم، إلا أن الأبحاث الطبية الحديثة تشير إلى عدم فعاليته في تخفيف حدة آلالام العمود الفقرى، والذي تتضمن الرقبة وآلالام اسفل الظهر، هشاشة العظام، وهى من أهم الأسباب الرئيسية للإعاقة. وتوصى المبادىء التوجيهية السريرية بأن " الباراسيتامول " يعد الخط الدفاع الأول لعلاج الآلام، إلا أن الأدلة المتوصل إليها تدعم قلة فعاليته في بعض الحالات مع مخاوف تتعلق بالسلامة مع الجرعة الكاملة الموصى بها والتي تصل إلى 4000 ملج/ يوم. لذلك فإن التحرك الأخير من قبل " المعهد الوطنى للرعاية الصحية والتميز " في مدينة "نيس" الفرنسية يوصى بإن استخدام الباراسيتامول لعلاج هشاشة العظام مايزال مثيرا للجدل. وقد قام " جوستافو ماتشادو" من معهد جورج للصحة العالمية " في جامعة " سيدنى " بإجراء مراجعة منهجية ودراسة تحليلية لمدى فعالية وسلامة الباراسيتامول لعلاج آلالام أسفل الظهر وإلتهاب المفاصل الفخذ والركبة. وقد شملت الدراسة 13 دراسة أجريت في هذا الصدد حول تأثير استخدام الباراسيتامول مقارنة بعقار زائف، لتشمل الدراسات نحو 3.541 مريض تم تقييم مستويات هشاشة العظام وكسور الفخذ والركبة بينهم، فضلا عن 1، 825 مريض إستخدم مسكن في تسكين آلالام أسفل الظهر. وأظهرت الدراسة أن آلالام أسفل الظهر، عدم تمتع الباراسيتامول بأى تأثير ولم يقلل العجزاو تحسين نوعية الحياة بين مرضى اسفل الظهر مقارنة بالمرضى الذين إستخدموا عقارا وهميا، في الوقت الذي وجد بعض مرضى هشاشة العظام فوائد صغيرة، ولكن ليس مهمة سريريا مقارنة بالنتائج المتحصل عليها من الدواء الوهمى. كما أظهرت النتائج المتوصل إليها أن استخدام الباراسيتامول لعلاج آلام هشاشة العظام قد يساهم في ارتفاع إنزيمات وظائف الكبد بمعدل مايقرب من أربعة أضعاف مقارنة مع العقار الوهمى، إلا أن أهميته السريرية ماتزال غير مؤكدة. وقد خلص الباحثون – في معرض ابحاثهم المنشورة في العدد الأخير من المجلة الطبية البريطانية - إلى أن هذة النتائج تدعم إعادة النظر في توصيات استخدام الباراسيتامول للمرضى الذين يعانون من آلام أسفل الظهر وإلتهاب المفاصل الفخ أو الركبة والمبادىء التوجيهية الممارسة السريرية.