تصور أعمال النحت العارية للشخصيات الإغريقية الأسطورية ما يعتقدون أنها النسب الجمالية النموذجية للبشر فيما لا تزال هذه المنحوتات تبهرنا بعد مرور آلاف السنين.. وهو الأمر الذي ظهر جليا في أحدث معرض إقامه المتحف البريطاني. يضم معرض "التعرف على الجمال" تشكيلة مذهلة من الأعمال النحتية والخزفية التي تشتمل على بعض من أشهر أعمال الفن الإغريقي. ويعقد المعرض مقارنات أيضا بين كيف تعاملت الثقافات والحضارات الأخرى مع نموذج الجسم البشري ومواقفها تجاه فكرة العري بدءا من حضارة المايا وحتى الدولة الاشورية. وقال إيان جنكنز أمين المعرض "ابتكر الاغريق الكائن البشري" في إشارة إلى الفلسفة والأساطير الإغريقية والديمقراطية وليس مجرد جماليات فن النحت التي تهيمن على المعروضات. وافتتح المعرض بمشهد خلفي عار لافروديت إلهة الحب والجمال عند الإغريق وعندما يدور الزوار حول التمثال تلاحقهم نظراتها النفاذة الحذرة. ورغم أن افروديت من آلهة الاغريق إلا أن النسخة المعروضة تنتمي للعصر الروماني وهناك أيضا تمثال رامي القرص للنحات مورون الذي يمثل دراسة في القوة والاصرار وفكرة "توازن التناقضات" إلى جانب تماثيل أخرى ضمتها جنبات المعرض. لكن المتحف عرض أصولا إغريقية ثمينة للمنحوتات وهي مثار لجدل قديم مع اليونان إذ تطالب حكومة اثينا مرارا باستعادة التماثيل الرخامية التي كانت في معبد البارثينون الاغريقي وخرجت من اليونان عام 1816. وتقدمت اليونان باحتجاج غاضب في نهاية العام الماضي عندما أعار المتحف أحد هذه التماثيل المرمرية لروسيا. وضم المعرض تماثيل أخرى لديونيسوس أو باخوس اله الخمر.