أحمد نبيل العريني يكتب فى عيدها.. أنتِ ملكة

البنت اللي فقدت معنى الحياء فقدت تلقائيًا، ثقتها بنفسها، فيه بنات كتير جدًا بتفرّط في نفسها عشان تسعد اللي حواليها، و بنات كتير بتحافظ على نفسها علشان تكون ملكة في عيون اللي حواليها، النوع الأول في تزايد مستمر، و النوع الثاني بيقل لكنه موجود، مشكلة إنك تكوني ملكة وسط ناس بتنهش فيكي كل يوم و كل دقيقة و كل ثانية، ناس شايفاكي عبارة عن غرض بسببه بيحسوا بالرجولة، و الكبرياء، الناس في بلدي - إلا من رحم ربي طبعًا - بيحاولوا يداروا الحلو علشان الوحش يكتر؛ فبدأنا نشوف ملكات الجمال شكليًا فقط، و جوهريًا لا يوجد، أنتِ ملكة، حاولي تحافظي على جمالك الداخلي علشان تنوّري و تحسي بالقوة اللي تخليكي تعدّي أي صعب.
فيه فرق كبير بين بنت طول الوقت عاوزة تبان حاجة كبيرة في عيون الناس، و بنت طول الوقت شايفة نفسها كبيرة في عيون نفسها و مع الوقت هتكبر في عيون الناس علشان نفسها أولى من حُكم الناس عليها، الناس بتستنى أي موقف عشان تسيب بصمة/ علامة، معظم الناس بتحكم بس لكن ما بتحبش حد يحكم عليها.
بقينا بنشوف في الأفلام و المسلسلات بنات من نوع آخر، من عالم تاني.. بنات كل همها تلبس و تسهر و تعلّي صوتها على أهلها، بمعنى أكثر وضوحًا.. بنشوف بنات بتحاول تثبت إنها الرأي الأول و الأهل و اللي حواليها ما يتكلموش بعدها، فيه اندهاش بيحصل تلقائيًا لمّا بلاحظ إن فيه بنت بتعلّي صوتها على والدتها مثلًا و أحيانًا بتعايرها، بحس إن فيه خلل ما، فيه ضعف، فيه حالة من الغرور و التكبُّر بتبان في عيون البنت اللي شايفة إن أهلها مالهومش لازمة في حياتها، الحالة دي بتصغّرها مش بتكبّرها.
عارفة؟ إنتي لازم تثبتي لنفسك قبل ما تثبتي للناس إنك ملكة، قاومي نفسك، حاولي تتحدي ضعفك و غرورك، ما تسيبيش نفسك تجري ورا التيار، اسبقي التيار و كوني نفسك، أخلاقك بتثبت للي حواليكي إنك ملكة، اهتمي بأخلاقك، أسلوبك في الكلام/ طريقة لبسك/ حياءك كل الحاجات دي بتقوي قلبك و بتخليكي عايشة في عالم لوحدك، صحيح إنتي وجودك نادر لكن قلبك الطيب بيثبت لكل اللي حواليه إنك لسه موجودة، و قلبك الطيب قادر يظهر في أحسن صورة.
أنتِ ملكة، حاولي ماتغيريش من نفسك عشان تعجبي الناس، غيّري من نفسك عشان نفسك و طول ما إنتي بترضي الله، هتحسي بالرضا و الأمان في حياتك، طول ما إنتي ماشية صح يا طيبة طريقك هينوّر بوجودك.