ها يا حبيبتي عايزة بكرة ساندوتشات إية معاكي؟ مش عايزة لأ لازم عشان أجيبلك لعبة كبيرة لو كلتي ساندوتشاتك كلها طيب يعني لو كلت ساندوتشاتي هتجيبيلي قطر كبييييير أوووي؟؟ آه يا حبيبتي طيب عايزة ساندوتش جبنة لاڤاش كي ري وعايزة كمان معايا تفاحة وچوس مانجة مع آخر لحظات في اليوم وبعد الحوار ده أخدت بنوتي حبيبتي إديتها الدوش المتين أو زي ما الناس الشيك بتقول عليه (شاور) وبعديها عملتلها شعرها الذهبي ضفيرة وقريتلها آية الكرسي وغمضت عينها ونامت. قمت أنا عشان ألحق أجهز حاجاتها اللي هاتخدها معاها بكرة إن شاء الله في المدرسة.. نسيت صحيح أقولكم إن بنتي بكرة (اللي هوا النهاردة) هيكون أول يوم ليها في (كي جي 1).. المهم قمت رحت المطبخ.. فتحت التلاجة.. وطلعت طلبات بنوتي.... دخت جدا فقعدت. الدوخة بتزيد جدا.. وفجأة.. حسيت نفسي رحت في عالم تاني..آه والله زي مابقولكم كدة.. الخيال والمشاعر اللي جوايا غلبت الواقع وضربته كتفته وسجنته جوايا.. فالواقع بقى تهيآت والخيال بقي واقع.. وقتها فرحت لأن أخيرا انتصر خيالي على الواقع المزعج. عارفين شفت ساعتها إيه؟ شفت نفسي وأنا قايمة من بنج الولادة وبسأل وأقول (بنتي فين.. بنتي فين؟.. طيب هي حلوة ولا وحشة؟ ونبي هاتوها هاموت أحضنها..هي فين؟) وبعد حوالي 15 دقيقة كانت أول مرة أشوفك فيها عالحقيقة..وقتها عمرك كان 3 ساعات..شلتك وحضنتك أوي.. من كتر مانتي كنتي صغيرة كنت حاسة إني حضني ليكي هيكسرك.. كنتي لابسة سلوبيت أبيض في بينك.. شعرك كان نازل مغطي جبينك الصغير.. عينيكي كانوا مقفولين.. قربت من ودنك وفضلت أوشوشك. قعدت أقولك بحبك أوي وطلبت منك إنك عمرك ما تبعدي عني وتسبيني.. طلبت منك تبقي حبيبتي وصاحبتي وأمي. شفتك.. والله شفتك وإنتي عندك 3 ساعات. شفت نفسي كمان وأنا واقفة في مكاني في نفس المطبخ واقفة بعملك في "البيبرونة" لبن.. شايفة نفسي في المطبخ واقفة بضربلك التفاح في الخلاط عشان سنانك مكنتش لسة جت.. شايفة نفسي وأنا بعقملك "التيتينة" اللي كان عليها ميكي.. شايفة نفسي وأنا واقفة بعملك "سيريلاك" في المطبخ، شايفة نفسي وأنا عاملة لقيمة وسهنة وبحطلك لبن كتييييير عليه من حبي فيكي كنت عايزاكي تكبري وتاكلي حلو.. شايفة نفسي وأنا بعملك شوربة خضار وبضربهالك في الخلاط ولأني برضو سهنة كنت بحطلك "كوكو" جواها وأهي كانت بتضيع وسط الكوسة والجزر.. شايفة نفسي وأنا واقفة برضو في نفس مكاني في المطبخ وكانت أول مرة ليكي تِحْبي.. وقتها جيتي من أوضتك لحد المطبخ وشديتي هدومي وقلتيلي (ماااه)..دخلتك عليا بسطتني أوي خلتني أبكي من كتر الفرح.. عارفة كمان شايفة إية؟ شايفة نفسي وأنا ماسكة إيدك عشان تاخدي أول خطوة برجلك الجميلة.. مشيتي يا حبيبتي.. مشيتي وكبرتي. ودلوقتي ماشية ورايحة المدرسة.. دلوقتي بقيتي تاخدي سندوتشات وتفاحة كبيرة مش مضروبة في الخلاط.. دلوقتي مبقتش أعرف أحطلك الكوكو وسط الأكل ولا حتى اللبن أخبية وسط حاجة.. كبرتي يا حبيبتي. فضلت أحاول أحرر الواقع اللي خيالي سجنه جوايا بس مقدرتش.. مقدرتش لأني خايفة.. خايفة عليكي من بكرة يا بنتي.. خايفة لأني عارفة إن السنين بتجري ووقفتي النهاردة اللي بعمل فيها ساندوتشات (كي چي 1) كمان شويتين هتبقى وقفة تحضير شنطة سفرك لشهر العسل.. خايفة عليكي من بكرة وبعده ومن سنين كتير لسة هاتيجي.. خايفة عليكي ونفسي تفضلي جوه حضني وأفضل أحميكي من أي حاجة وحشة تضايقك.. عايزة أفضل طايلة خدك عشان لو دمعة نزلت من عيونك ألحقها قبل ما توجع خدودك.. عايزاكي في حضني لإني خايفة عليكي لتكبري وحضن الدنيا يأذيكي ويبكيكي. حبيبتي عايزاكي تكبري طبعا أكيد.. بس بشرط إني ألاقي اللي يضمنلي إن: ميتوجعش قلبها ولا خدها تغرقة دموع عينيها. متقابلش حبيب تحبه فيغدر بيها أو يبكيها. متجيليش في يوم جوزها هاينها. ولا ترجع متعورة وشها مليان كدمات من ضرب جوزها. متقابلش صديقة تحبها وتخلصلها فتغدر بيها وتتكلم عليها من ضهرها. متتعلمش الكدب ولا النفاق ولا التمثيل ولا الحاجات اللي أنا أمها إتعلمتها. وأخيرا عايزة ضمان إن الحزن ميعرفلهاش عنوان أو حتي طريق مختصر. ها ممكن تضمنولي كل اللي فات؟ أكيد مستحيل..... 7 الصبح رن المنبة الواقع مسك خيالي هزأه قالة إنت فاكر نفسك هتكسب! تبقي عبيط الواقع مسك خيالي وقيده..وقيدني معاه بنفس الرباط داس عليا وعليه بجزمته مشي عليه وعليا مشي علينا... ومسك إيد بنتي ومشيوا.. لبست بنتي لبس المدرسة ونزلنا مامي جيبتيلي الچوس والتفاحة آه يا حبيبتي مع السلامة يا حبيبتي..لا إله إلا الله