صرح الدكتور أشرف لطيف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية التكنولوجية بأن العالم يترقب بفضل استخدام تليسكوب جيمس ويب الفضائى الذي سيوضع في مدار يبعد عن الأرض بنحو مليون كيلومتر "ينتظر" رؤية أعماق الكون فى عام 2018، وذلك بعدما أبصر ما هو متاح من هذه الأعماق بفضل تلسكوب هابل الفضائي، يستعد العالم عام 2018 لإبصار ما هو أبعد من ذلك بكثير بفضل تليسكوب جيمس ويب. وأضاف -فى تصريح خاص- أن تكاليف إنشاء هذا التليسكوب بلغت حوالي 5 مليارات دولار، وانه يعمل بالأشعة تحت الحمراء ليبصر ما هو أبعد فى أعماق الكون، وعلى هذا فإنه سيكون قادرًا على كشف أسرار نشأة الكون منذ انفجاره الهائل المعروف بال(بيج بانج)، كما انه سيكون قادرًا على دراسة الأغلفة الجوية للكواكب خارج المجموعة الشمسية والتي نسميها كواكب شبيهات الأرض. أشار إلى أن التليسكوب الفضائي الجديد هو أقوى تلسكوب فضائي أطلقه الإنسان حتى الآن، وأنه من المتوقع أن يسجل طفرة هائلة فى صناعة التليسكوبات فى العالم، لافتًا ألى أنه شارك فى إنشائه كل من وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الأمريكية ناسا وسمى بهذا الاسم تكريمًا لجيمس ويب المدير الثانى لناسا. وقال تادرس إن تليسكوب جيمس ويب الفضائي الجديد يعمل بالأرصاد في نطاق الأشعة تحت الحمراء، ويبلغ قطر مرآته 6,5 متر، وهي سداسية الشكل ولها قوة تفريق عالية جدًا، وهو بذلك يكون أكبر مائة مرة من تلسكوب هابل في قوته الرصدية، هذا التليسكوب الذى بدأ عمله في الفضاء فى عام 1990، وهو يعمل بالأرصاد في نطاق الأشعة المرئية، وقد أرسل للعالم صورًا غاية في الدقة والروعة للأجرام السماوية. وأضاف أن تليسكوب جيمس ويب الفضائي صمم لرصد الأجرام السماوية في نطاق الأشعة تحت الحمراء لأنها تستشعر حرارة النجوم مهما كانت بعيدة ومهما كانت خافتة وهى بذلك قادرة على رصد أنها حرارة جزيئات المادة طالما لم تصل حرارتها الى الصفر المطلق، لافتا الى أن أرصاد الأشعة تحت الحمراء تجعل تلسكوب جيمس ويب يرى أي قطعة ثلج كائنة في الفضاء على مسافة تقدر بمئات الملايين من السنين الضوئية. وأوضح رئيس قسم الفلك أنه سيتم وضع تليسكوب جيمس ويب الجديد في الفضاء على بعد 1,5 مليون كيلومتر من الأرض لتفادي أي شوشرة قادمة منها، وأيضًا لبقاء درجة حرارته منخفضة الى أقصى درجة ممكنة، ولذلك سوف يسبح في منطقة ظل الأرض دائمًا، وسيتم تزويده بتقنية تمنع وصول الأشعة تحت الحمراء القادمة من الشمس اليه وكذلك لخفض التشويش القادم منها بقدر الإمكان.