قد يتصور البعض من عنوان المقال أنني أهاجم وبطريقة صفيقة زملائي الصحفيين والإعلاميين في مدينة الإنتاج الإعلامي، وقد يقوم البعض فور قراءته للعنوان، بنشره على صفحات الفيس بوك وتوير، تحت عنوان “,”وشهد شاهد من أهلها“,”.. ولا أنكر أن هناك قنوات في المدينة، تضم قطعانًا من البقر ومن الخراف، ساهمت بصورة رئيسية فيما آلت إليه مصر من أحداث، قنوات لم تعرف يومًا واحدًا معنى الإعلام، قنوات كان كل ما يشغل أصحابها والعاملين فيها بث أكبر قدر من الفتنة والكراهية بين المصريين، قنوات لا يعرف أحد منا كيف خرجت إلى النور؟ من منحها ترخيص مزاولة المهنة؟ من دفع لها أموالاً طائلة لكي تستمر إلى أبد الآبدين؟ وجاءت ثورة 30 يونيو لتعيد بعض الأمور إلى نصابها، بإجراءات تصنف تحت بند “,”تعسفية“,”، “,”ديكتاتورية“,”، “,”فاشية“,”، إلى آخر هذه المصطلحات والمسميات.. إجراءات أغلقت بعضًا من هذه القنوات، منعت من تأجيج الفتنة المشتعلة أصلاً، قنوات كان همها “,”مسح“,” أدمغة المشاهدين، وإعادة هيكلتها من جديد، يقوم عليها بعض المرتزقة، من مطلقي اللحى، وأرباب زبيبة الجبهة، ونحمد الله على نعمة اختفائهم من الشاشات، وندعوه عز وجل أن يتم نعمته علينا، ويمنع بقية من على شاكلتهم.. وجاءت أيضًا ثورة 30 يونيو، لتنهي سخافة اعتصام خرفان “,”أبوسمعين“,” أمام المدينة، ولتعطي تحذيرًا شديد اللهجة، لكل شخص يفكر مرة أخرى في محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي، وتهديد الإعلاميين، وقطع الطريق، وتحويل الحدائق إلى مراحيض عامة.. أما “,”بقر“,” مدينة الإنتاج الإعلامي، فهم متواجدون يوميًّا، يمرحون بجوار أسلاك القوات المسلحة الشائكة، ووسط المدرعات والحواجز، تشاهدهم دائمًا بجوار البوابة رقم 2 على طريق الواحات السريع.. تتساءل فور مشاهدتهم.. أين المسئولون عن هذا العبث؟ مدينة بحجم الإنتاج الإعلامي، الأكبر في إفريقيا والشرق الأوسط، تم تشييدها بمليارات الجنيهات، ولا نجد شخصًا يحاول منع هذا العبث؟ قطعان من الأبقار تلهو وترعى يوميًّا في الحدائق المحيطة بالمدينة، أمام أعين الكافة، ولا نجد أحدًا يسأل؟ يوميًّا أحاول أن أرى أي شخص، يقف في وسط القطيع لألصق به هذه التهمة، لكني لم أجده، فقط أبقار تمضي وتجول لوحدها، دون صاحب أو رابط، وعندما بدأت في السؤال، كانت الإجابة: البدو والعرب من سكان المنطقة الصحراوية المجاورة للمكان، ولا يستطيع كائن من كان مجرد الاقتراب من الأبقار..!! إذا كان هذا يحدث أمام منشأة حيوية للدولة، وفي حراسة قوات الأمن، فماذا لو قام نفس القطيع، أو قطيع آخر، بالدخول إلى “,”كومباند سكني“,” والتغذي من حدائقه، والإقامة فيه؟ ماذا لو وجدت هذه الأبقار أن حشائش الجزيرة الوسطى من طريق الواحات ألذ طعمًا من تلك المحيطة بالمدينة، وقامت بقطع الطريق لتكمل غذاءها؟ هل ننتظر كارثة مرورية تقع لكي يتحرك المسئولون؟ السيد محافظ الجيزة، الذي أفلت من حركة تغيير المحافظين للمرة الثالثة، ألم يمر من هذا الطريق من قبل؟ ألم يخبره أحد المواطنين بذلك؟ أم أن حرم مدينة الإنتاج لا يتبع محافظة الجيزة؟ أم أن راعي قطيع البقر من الشخصيات الهامة التي لا يستطيع المحافظ الاقتراب منها؟!!