أرسل إليك صديقك الفرنسى يسألك عن تفسير لصورة تظهر فيها قطعان من الأبقار والجاموس والخراف عند بوابات مدينة الإنتاج الإعلامى، فكيف سترد عليه؟ أمامك ثلاث طرق، أولًا أن تقطع علاقتك به منعًا للإحراج، أو تتقمَّص شخصية عمرو مصطفى، وتقنعه أن الصورة فوتوشوب، والطريق الثالث أن تتصل بأسامة هيكل رئيس المدينة ومَن سبقوه فى هذا المنصب، وتطلب منهم العون، وتسألهم بمنتهى الوضوح، فى ماذا يفكِّرون عندما يدخلون باب المدينة كل صباح والبقر يرعى بكل نشاط فى المساحة الخضراء المجاورة للسور الرئيسى. هل استرعى الأمر انتباه رئيس المدينة، أو أى من الموظفين الكبار، أم كان يحمد الله أنه دخل دون أن يمنعه البقر؟ ولماذا كنا غاضبين إذن من اعتصام حازم صلاح أبو إسماعيل، على الأقل كانوا يذبحون ليأكلوا، لا يتركون أشجار المدينة نهبًا لرعاة البقر الذين يرفضون على ما يبدو ما يخرج من قنوات تستوطن استوديوهات المدينة، فقرروا الانتقام على طريقتهم. ما المبرر الذى يجعل مسؤولًا عن صرح كهذا يسمح بأن يأتى الرعاة بمواشيهم ليأكلوا من المزروع أمام باب المدينة، ولو فرضنا أن المسطحات الخضراء تابعة لطريق الواحات التابع لمحافظة الجيزة، كلنا نعلم أن المحافظ تحوَّل إلى متحدث إعلامى يدافع عن نفسه فقط، فما دور مدينة الإنتاج والقنوات الموجودة بداخلها أمام هذه المهزلة، التى تجعل القادم من الواحات أو الذاهب إليها يتصوَّر أن باب المدينة يخرج منه العاملون بها والبقر فى نفس الوقت (!!)، وبالتدريج انتشر الرعاة فى كل المسطحات الخضراء التالية لمدينة الإنتاج، وباتوا أصحاب أرض وسطوة، وإلى جوارهم بائعو الخضر والفاكهة، ولم تعد ترى فرقًا بين مدخل مدينة الإنتاج الإعلامى ومدخل سوق الجملة، التى تبعد عنها مئات الأمتار، العيب ليس على الرعاة، فى ظل غياب الدولة يفعل المواطن ما يريد، يأتى بقطعان الأبقار والماشية ويتجوَّل كما يحلو له ومعه دائمًا «حمار واحد»، حتى ينطبق عليه المثل القائل «سكتنا له دخل بحماره»، لا ترسل شيئًا إلى صديقك الفرنسى، فلن يفهم أى تبرير، أنت المخطئ لأنك صادقت شخصًا من فرنسا أصلًا.