وأنت تحكى لأطفالك عن الكواسر وأشباح المدن المهجورة وجنيات البحر والأحراش وأكلة لحوم البشر.. احكِ لهم عن الإخوان، ليس باعتبارهم مخلوقات مخطوطة فى كتب الخرافة ولا تشبيها أو مجازا أو استعارة، بل لأنهم خبر فى نشرة الأخبار.. و«وثائقى» مفزع رفضت فضائيات الدول الأكثر طغيانا أن تبثه على شاشتها: مشاهد لإنسان إخوانى من سوريا يتناول أحشاء إنسان آخر من بلده.. هنا لا تحدثنى بعد الآن عن مصاصى الدماء ودود القبر.. بل ويصلبون بعضهم الآخر على باب القصر الحديدى المنيع.. القصر ذى الحجرات الكثيرة الملغزة المليئة بالدهشة والأسئلة. فى الحجرة الأربعين التى فتحتها الأميرة ست الحسن وكانت قد سمعت أنينا واستغاثات ورأت فيها ما روّعها وأرّق مضجعها: فالحجرة الواسعة كانت بها أكوام من الإنس والطير والحيوان بعضهم ما زال حيا وكان بعضهم الآخر قد أكل الغول منه جزءا وترك الباقى حين شبع.. تماما كما فى الخبر الذى بثته بعض الفضائيات مع فيديو يظهر إنسيا إخوانيا سوريا يشق بطن سورى آخر ويخرج كبده وقلبه ثم يلتهمهما!! يردنى ذلك لأزمنة الغيلان الأولى (جمع غول).. ربما، وربما يردنى لأزمنة كفار قريش مع المسلمين الأوائل يوم أن أكلت هند بنت عتبة كبد حمزة، عم الرسول، والدماء كانت تتساقط من بين شفتيها وهى تلتهم الكبد نيأة ساخنة لا تزال. أو تذكرك حكاية الغول بكل الغيلان الإخوان حول قصر الاتحادية وهم يقطعون أجساد المصريين من بنى وطننا.. بل ويصلبون بعضهم الآخر على باب القصر الحديدى المنيع.. ثم إخوان مالى وهم يرقصون كأهالى نمنم حول مكتبة العاصمة وقد أحرقوها وهى تحوى أضخم وأهم كتب التاريخ الإسلامى. لكن حكاية القصر أو حكاية مصر صارت لها بداية أخرى ونهاية لم تكتب بعد.. حكاية تقول إن القصر البهى أصحابه يضلون الطريق دوما إليه.. والإخوان الذين استأجروه من الغول راحوا يهدمون حجراته ال39 وأبقوا على الحجرة المعتمة التى بها بقايانا وبعض أيامنا القادمات وكل أحلامنا.. أما الغيلان أو الإخوان فقد سكنوا الخلاء واستوطنوا الخراب. فهم لا يسكنون القصور ولا بيوت الإنس ولا يمدون طريقا للوطن. ألا يردك هذا لأيام حازم أبوإسماعيل وصحبه فى صحراء مدينة الإنتاج الاعلامى، حيث لم يبنوا إلا الحمامات البلدى! بل وناموا فى العراء بجوار طعامهم المتبقى من الجمال والأبقار والخراف طبعا؟ لم يتخذوا من الصحراء الممتدة بيوتا، ولم يفعلوا شيئاً سوى الأكل والتغوط وبث الرعب لدى الإنس ساكنى البيوت، مخافة أن يلتهموا من الجوع كم مذيعا ومذيعة.. عن الذى فعله الغول فى القصر والذى فعله الإخوان فى مصر احكِ واروِ وقص.. عن حكاية شعب بدأ معركته مع المخلوقات شبه الإنسية لعودتها من جديد لطورها الأول: بكتيريا تسبح فى العدم. وتلك ليست كل الحكاية.. ثمة فصل جديد عن الرجل الذى باع البقرة واشترى خروف، أكيد حمار! وتلك حكاية أخرى لليالٍ أخرى اسمها ربيع الأضاحى.