تسبب قرار اتخذه جهاز "مستقبل مصر" التابع للقوات الجوية التابعة بدورها للقوات المسلحة في مصر بمنع الصيد في بحيرة البردويل باعتبارها منطقة بين 14 منطقة أخرى أسند لهم السيسي إدارتها بقرار لم تجر مناقشته من أي جهة تشريعية أو رقابية في غضب الصيادين وأسرهم بل وتحول نحو 1500 صياد إلى الإضراب العام بعدما حاول الجهاز السماح لعدد محدود من الصيادين ب"السرح" أو بالصيد دون غيرهم. وكان جهاز "مستقبل مصر" قد قرر "إدارة بحيرة البردويل"؛ بإيقاف جميع أعمال الصيد في بحيرة البردويل حتى إشعار آخر وأضاف "سوف يتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المحرضين على الوقفات الاحتجاجية .. ". وأهابت "إدارة بحيرة البردويل" جميع الصيادين بعدم الاقتراب من المسطح المائي للبحيرة حتى لا يقع تحت طائلة القانون".
إلا أنه استثنى بعض الصيادين الذين يبدو أنهم خضعوا قسرا لشروطه. فبعد ساعات من الدعوات سمحت إدارة "البحيرة" لنحو 150 صيادا كتبت أسماؤهم بمعرفة "مشايخ اتحاد القبائل" ببير العبد وقاطيه ونجيلة بسيناء "وافق جهاز مستقبل مصر علي سروحهم في بحيرة البردويل من مرسي النصر".
مساومات المشايخ
وبدأت المساومات بعد عقد عدد من مشايخ الصيادين (بدو سيناء) اجتماعات يطالبون بفك "الإضراب" و"الصمت" وعدم رفع الصوت بالاعتراض على قرار جهاز الجيش.
وعقد برعاية اتحاد قبائل سيناء مؤتمر قبائل بديوان قرية "نجيلة" بشمال سيناء عصر الاثنين 19 مايو قال إن مخرجاته كانت أن "ما حدث من إضراب في بحيرة البردويل هو تصرف غير لائق لعرض المطالب "! وأن جميع الحضور أجمعوا على عدم تعطيل العمل ورغبتهم في مباشرة اعمال الصيد ببحيرة البردويل والاتفاق على عرض المطالب المطابقة للوائح وقوانين على ادارة بحيرة البردويل". وقال الاجتماع إنه تواصل "مع السادة قادة ادارة البحيرة وأبدوا استياءهم مما حدث من تصرفات فردية من بعض الناس"، مشيرين إلى أن "السادة" سيتخذون القرار ويطلعون "مشايخ" القبائل عليه!
الشيخ محمد نافل ونحو 96 سيناويا وصلتهم الدعوة على مواقع التواصل الاجتماعي لوقف "تصعيد الأمور بخصوص بحيرة البردويل وحرصاً على عدم تفاقم الأمور وعدم البلوغ لمرحلة لن يخسر فيها الا كل صاحب رزق سواء تجار او صيادين".
وترجى "من الجميع التزام الصمت وعدم التطرق الى ما يزيد الموقف احتقانا الى ان نقرب وجهات النظر ونرفع الامر لاهله".
الشيخ "سالمان ابو حسن " وجه رسالة لمدير (بحيرة البردويل 2025 – مستقبل مصر) قائلا: "..بصفتي صيّاد سابق ليس لي مصلحة الا الصياد وان تنجح ادارتكم في تولي الامور وانتم من منبع الوطنية القوات المسلحة وفي يدك زمام الامور .. اعلم سيادة اللواء ان هؤلاء الصيادين ليس لهم مهنة الا البحيرة وهم من الناس البسطاء وان الاختلاف بسيط ولا يستدعى التدخل من احد .. نتمنى ان تنظروا لابنائكم الصيادين وانتم ولاة الامر بعين الشفقة ولا تتركوهم ونطالبكم بالاتى :
اولا.. تسريح غزل الشنشولة العائم والغاطس المحذي من الاسفل غزل واسع من الرصاص (ذهبانة.. جمبري) لان الجمبري في السنوات السابقة يعادل اكثر من 50 في 100 من انتاج البحيرة ثانيا… المندوب الداعم الاول للصياد من مكنة للغزول له حق تصريف السمك ثالثا…. صياد ( القدم او الرجلي) يسرح له الصيد بالشنشولة على الشاطئ وتسليم المراسي رابعا…. للمخالفين لنظام الصيد وهذا وارد تخفيف العقوبة من مصادرة الحاجة المخالفة وأضاف أن "التوقيف لا يتجاوز اسبوعين ونتمنى ان يتم تجاوز الازمة في اسرع وقت ". معتبرا أنها "طلبات مشروعة وليس لها تأثير على البحيرة". إضراب مبكر وكان غالبية صيادي البحيرة قد توقفوا عن العمل احتجاجًا على شروط وإجراءات جديدة فرضها الجهاز مع انطلاق موسم الصيد في 25 أبريل الماضي. ويشكل هذا الموسم أول تجربة لإدارة مستقبل مصر التي تسلمت مسئولية البحيرة نوفمبر الماضي، بناءً على قرار من السيسي بهدف: تطوير الموارد السمكية بالبحيرة وتحسين الظروف الاقتصادية للصيادين، وذلك عبر تطوير مراسي الصيد والبنية التحتية وتقديم مساعدات اجتماعية، وفقًا لبيان رسمي من رئاسة مجلس الوزراء . وخصصت حكومة السيسي 14 قطعة أرض بمنطقتي رابعة وبئر العبد في محافظة شمال سيناء، لصالح جهاز "مستقبل مصر" التابع للقوات الجوية، لاستخدامها في أنشطة الاستصلاح والاستزراع.. واعتبر المراقبون أن ما حدث مشهد عبثي جديد من إدارة بحيرة البردويل وجهاز "مستقبل مصر" في حرمان الصيادين بشروط مجحفة من حقهم في الصيد وقرر الجهاز تقليل كميات الصيد وفرض شروط معقدة ويتدخل في بيع السمك وكأنها بورصة نيويورك ويفرض رسوما على كل كيلو سمك، وبات رجوع الصيادين من البحر ومعهم صافي خسارة مادية ومعنوية لا صافي ربح..