أحمد موسى: زيارة الرئيس السيسي لمركز قيادة الدولة الإستراتيجي «رسالة مهمة»    النفط يسجل مكاسب أسبوعية وسط مخاوف الإمدادات بالشرق الأوسط    رصف الطرق الحيوية بمدينة البلينا جنوب سوهاج    «الفرصة الأخيرة اليوم».. طريقة حساب فاتورة الغاز لشهر «أبريل 2024»    انطلاق مسيرة ضخمة تضامنا مع غزة من أمام مبنى البرلمان البريطاني    إدخال 4000 شاحنة مساعدات لغزة من معبر رفح منذ أول أبريل    الزمالك يفوز على طلائع الجيش ويتأهل لنهائي كأس مصر للطائرة رجال    لمكافحة الفساد.. ختام فعاليات ورش عمل سفراء ضد الفساد بجنوب سيناء    مسعود يتابع الاختبار الشفوي لطلبة التمريض بالشرقية    أسستها السويسرية إيفلين بوريه، قصة مدرسة الفخار بقرية تونس في الفيوم (فيديو)    وسط حشد جماهيري كبير.. أحمد سعد يشعل أجواء حفله بولاية هيوستن الأمريكية|صور    مدبولى يشارك فى المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض نيابة عن الرئيس السيسى    حزب "المصريين" يُكرم هيئة الإسعاف في البحر الأحمر لجهودهم الاستثنائية    تعرف على أفضل 10 مطربين عرب بالقرن ال 21 .. أبرزهم الهضبة ونانسي والفلسطيني محمد عساف (صور وتفاصيل)    توقعات عبير فؤاد لمباراة الزمالك ودريمز.. مفاجأة ل«زيزو» وتحذير ل«فتوح»    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    وكيل صحة الشرقية يتابع عمل اللجان بمستشفى صدر الزقازيق لاعتمادها بالتأمين الصحي    استهداف إسرائيلي لمحيط مستشفى ميس الجبل بجنوب لبنان    طارق يحيى مازحا: سيد عبد الحفيظ كان بيخبي الكور    المصريون يسيطرون على جوائز بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية للرجال والسيدات 2024 PSA    سؤال برلماني عن أسباب عدم إنهاء الحكومة خطة تخفيف الأحمال    حكم الاحتفال بعيد شم النسيم.. الدكتور أحمد كريمة يوضح (فيديو)    بالفيديو .. بسبب حلقة العرافة.. انهيار ميار البيبلاوي بسبب داعية إسلامي شهير اتهمها بالزنا "تفاصيل"    بعد جريمة طفل شبرا الخيمة.. خبير بأمن معلومات يحذر من ال"دارك ويب"    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    الرضيعة الضحية .. تفاصيل جديدة في جريمة مدينة نصر    كيفية التعامل مع الضغوط الحياتية.. لقاء تثقيفي في ملتقى أهل مصر بمطروح    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    رئيس الوزراء الفرنسي: أقلية نشطة وراء حصار معهد العلوم السياسية في باريس    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    خطة لحوكمة منظومة التصالح على مخالفات البناء لمنع التلاعب    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    التحالف الوطني للعمل الأهلي.. جهود كبيرة لن ينساها التاريخ من أجل تدفق المساعدات إلى غزة    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة جراء سوء الأحوال الجوية    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    مدير «تحلية مياه العريش»: المحطة ستنتج 300 ألف متر مكعب يوميا    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    بالصور| "خليه يعفن".. غلق سوق أسماك بورفؤاد ببورسعيد بنسبة 100%    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    قطاع الأمن الاقتصادي يواصل حملات ضبط المخالفات والظواهر السلبية المؤثرة على مرافق مترو الأنفاق والسكة الحديد    وزير التعليم ومحافظ الغربية يفتتحان معرضًا لمنتجات طلاب المدارس الفنية    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    أبو الغيط من بغداد: جريمة الإبادة في غزة ألقت عبئا ثقيلا لا يمكن تحمله    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    خبير أوبئة: مصر خالية من «شلل الأطفال» ببرامج تطعيمات مستمرة    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العالم يحتفل بعد غد باليوم العالمي للأرصاد الجوية
نشر في البوابة يوم 21 - 03 - 2015

يحتفل العالم بعد غد باليوم العالمي للأرصاد الجوية 2015 تحت شعار "المعارف المناخية من أجل العمل المناخي" وهو فرصة لتقييم المعارف المناخية التي تكوّنت في العقود الأخيرة كأساس جوهري لدعم السعي إلى أداء عمل أكثر طموحًا من ذي قبل للتصدي لتغير المناخ وتقلباته.
وتؤدي المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وهي المنظمة الخلف للمنظمة الدولية للأرصاد الجوية المنشأة في عام 1873، رسالة تتمثل في جوهرها في مساعدة بلدان العالم في تقديم خدمات أرصاد جوية وخدمات هيدرولوجية لحماية الأرواح والممتلكات من الكوارث الطبيعية المتصلة بالطقس، والمناخ والماء، وفي حفظ البيئة، والإسهام في تحقيق التنمية المستدامة. ولا يمكن لهذا أن يتحقق دون إجراء عمليات الرصد والبحوث والعمليات اللازمة لتطوير فهم الطقس والمناخ وزيادة المعرفة بهما. ومنذ عام 1961 تحتفل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) باليوم العالمي للأرصاد الجوية لتحي ذكرى بدء نفاذ الاتفاقية التي أنشئت بموجبها المنظمة في 23 مارس 1950، وتسلط الضوء على الإسهام الحاسم الذي تقدمه المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا في سلامة ورفاه المجتمع.
وأشار ميشيل جارو الأمين العام للمظمة العالمية للأرصاد الجوية في رسالتة بهذه المناسبة إلى أن تغير المناخ يشكل شاغلًالنا جميعًا، فهو يؤثر على كل القطاعات الاجتماعية والاقتصادية تقريبًا، من الزراعة إلى السياحة، ومن البنية الأساسية إلى الصحة. كما أنه يؤثر على الموارد الإستراتيجية مثل الماء والغذاء والطاقة، فضلًا عن أنه يحد من وتيرة التنمية المستدامة بل يهددها.
وهذا الأمر لا يقتصر على البلدان النامية وحدها بالطبع. وتكلفة التقاعس مرتفعة بل أنها ستزداد إرتفاعًا ما لم تتخذ إجراءات فورية وحازمة. وأضاف جارو أن المعلومات المتوافرة عن الطقس والمناخ وتقلبتهما وتغيرهما تظهر بوضوح في حياتنا اليومية (من التنبؤات اليومية بالطقس إلى التنبؤات الموسمية بالمناخ) إلى حد إننا ننسي أحيانًا بسهولة كم عمليات الرصد والبحوث والحاسبات والتحليل التي تمكن وراء هذه النواتج اخاصة بالطقس والمناخ.
فمتوسط التنبؤ بالطقس اليوم ومدته 5 أيام، ويبلغ من الدقة ما كان علية التنبؤ بالطقس لمدة يومين قبل 25 عامًا. كما أن التنبؤات المناخية الموسمية قد أصبحت متزايدة الدقة. وقد تسني تحقيق هذا الإنجاز بفضل التقدم المحرز في الاستشعار عن بعد، بما في ذلك بواسطة الأقمار الصناعية، وبفضل التحسينات الكبيرة في العلوم والزيادة الهائلة في قدرة الحواسيب. إن التقدم العلمي المشهود في الأرصاد الجوية وعلم المناخ خلال 50 عامًا الماضية هو في الواقع واحد من أهم أوجه التقدم العلمي المحققة في كل فروع العلوم.
وذكر جارو أن المعارف المناخية المحصلة خلال العقود السابقة إنما هي مورد ثمين وشرط لازم لاتخاذ القرارات والإجراءات المناخية. وثمة مجموعة أدلة متعددة من ارتفاع درجات الحرارة إلى تقلص الأنهار الجليدية، ومن ارتفاع منسوب البحار إلى الظواهر الجوية المتطرفة، تجعلنا واثقين بدرجة من أن المناخ آخذ في التغير، وأن هذا التغير يرجع بدرجة كبيرة إلى الأنشطة البشرية لا سيما انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تصل كل عام إلى مستويات قياسية مرتفعة. غير أن العلم يمنحنا أيضًا ثقة عالية في أنه لا يزال بوسعنا تغيير مجري الأمور والتخفيف من حدة تغير المناخ ليصل إلى مستوي يمكن التعامل معه. ولا يطعن اليوم في الأدلة التي تشير إلى تغير المناخ وفي مسؤؤليتنا إزاء الأجيال المقبلة إلا قلة قليلة من الناس. والمعلرف المناخية يمكن بل ويجب أن تدعم هذه العملية من خلال مساعدة صانعي القرارات على كل المستويات في اتخاذ أفضل القرارات. وأضاف جارو أنه يجب تقديم المعارف المناخية لمن يحتاجونها في شكل يسهل فهمه واستخدامه.
ويمكن للنواتج والخدمات المناخية أن تساعد مخططي المدن في إعداد سياسات وخطط عمل يمكن أن تعزز المقاومة الحضرية في مواجهة الكوارث الطبيعية، وتدعم التحول إلى اقتصاد أكثر اخضرارًا. وتستخدم هيئات الصحة العامة التنبؤات المناخية لتعالج بشكل استباقي الآثار الصحية التي يمكن أن تترتب على الظواهر المتطرفة مثل حالات الجفاف وموجات الحرارة والفيضانات.
وبفضل التنبؤات بدرجات الحرارة وتوقعات الأمطار، يمكن للمزارعين أن يتخذوا قرارت صحيحة بشأن زراعة المحاصيل وحصدها وتسويقها. كما يستخدم مديرو موارد المياه المعلومات المناخية لحساب الإمداد الأمثل بالمياه وإدارة الفيضانات. هذا ويستخدم قطاع الطاقة المعلومات المناخية لتحديد مكان ونوع محطة القوى التي ينبغي تشييدها في مكان بعينه. والإطار العالمي للخدمات المناخية، وهومبادرة اتخذت زمامها منظومة الأمم المتحدة بقيادة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، قد صمم تحديدًا للغرض التالي: التمكين من تقديم الخدمات المناخية على نحو يسمح باتخاذ قرارات بالاستناد إلى أفضل معلومات متاحة. وهذا تحد خطير يواجه كل من البلدان النامية والبلدان المتقدمة، وأمام تلك البلدان فرصة كبيرة للاستفادة بأن يتعلم كل بلد من الآخر. ويمكن أن نشارك في الخبرات والتقدم المحرز في إعداد وتطبيق الخدمات المناخية كأمثلة للممارسات الجيدة ومساعدة البلدان الأخري عن طريق تعديل مسارها نحو التكيف مع المناخ. ودعا جارو أعضاء المنظمة وكافة الحكومات والمجتمع المدني أن يتقاسموا المعلومات المناخية ويطبقوها من أجل اتخاذ إجراءات مناخية قوية، والحد من مخاطر المناخ وتعزيز التنمية المستدامة.
ويؤثر المناخ على حياة الناس وسبل العيش في كل مكان. والاحترار العالمي يهدد المجتمع بطرق شتى، فزيادة الجفاف وطول أمده يمثل خطرًا مباشرًا على ملايين البشر. ويؤثر انخفاض المحاصيل الزراعية والاسماك على ملايين أخرى من البشر. وتسببت موجات الحرارة التي شوهدت مؤخرًا، لاسيما في المناطق الحضرية، في وفاة الآلاف من الناس، وبوجه خاص المسنين والمصابين بالعجز. ويعتمد اقتصاد كثير من البلدان، لا سيما البلدان الجزرية الصغيرة، على السياحة. وهذه البلدان تتأثر بشدة بارتفاع مستوى سطح البحر، وتآكل السواحل، وتسرب المياه المالحة، ونقص المياه الصالحة للشرب، وتدمير البيئة الطبيعية، وجميع الآثار الضارة الناجمة عن تغير المناخ. وفي شتاء 2007-2006، تكبدت منتجعات رئيسية كثيرة في جبال الألب الأوربية خسائر مالية بسبب نقص الثلوج الناجم عن دفء الطقس.
ويوفر المناخ أيضًا مصادر للطاقة المتجددة وغير الملوثة مثل الطاقة الشمسية والطاقة الريحية. ويمكن أن يساعد فهم المزارعين والصيادين وسكان الغابات للنظام المناخي في زيادة محاصيلهم ومخزوناتهم. وتدعم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية المنتديات الإقليمية للتوقعات المناخية التي يلتقي فيها أخصائيو علم المناخ من أجل التوصل إلى توافق في الآراء بشأن التنبؤات المناخية الفصلية، ثم تجمع المنظمة مجموعات مختلفة من المستخدمين في مجالات الوقاية من الكوارث، والصحة، والزراعة، والحراجة، ومصائد الاسماك، والسياحة، والطاقة من أجل مناقشة التأثيرات المحتملة. وثمة عدد كبير من الجهات العالمية المنتجة للتنبؤات المناخية، وأكثر هذه التنبؤات دقة تلك التي تستند إلى التنبؤات بظاهرة النينيو. كما تنسق المنظمة الجهود الرامية إلى تلبية الاحتياجات من المعلومات المناخية، مثلًا لمراقبة المناخ، وإدارة البيانات المناخية، والكشف عن تغير المناخ، والتنبؤات المناخية التي يتراوح مداها بين النطاق الفصلي ونطاق ما بين السنوات، وتقييم آثار تغير المناخ.
ويعزز البرنامج العالمي للتطبيقات والخدمات المناخية في إطار برنامج المناخ العالمي، التطبيق الفعال للمعارف والمعلومات المناخية لصالح المجتمع، وتقديم الخدمات المناخية بما في ذلك التنبؤ بالتقلبات المناخية المهمة الطبيعية منها والناجمة عن الأنشطة البشرية على السواء. ويتناول مشروع خدمات المعلومات والتنبؤات المناخية تطبيق الخدمات المناخية على نطاق العالم. والغرض من المشروع هو الاستفادة من قواعد البيانات الحالية ومن المعارف المناخية المتزايدة ومن تحسين قدرات التنبؤ من أجل الحد من التأثيرات السلبية لتقلبية المناخ، كما أن الغرض منه هو تعزيز أنشطة التخطيط استنادًا إلى تطور قدرات العلوم المناخية.
وعملية مراقبة المناخ حاسمة الأهمية لمواصلة تعميق فهمنا لتعقد النظام المناخي وإمكانية التنبؤ به. والاطلاع على البيانات والمعلومات المناخية المرتبطة بها، والتي يتم جمعها ونشرها على المستخدمين يبقي أصحاب المصلحة على علم بحالة المناخ والبيئة الطبيعية. وتؤدي برامج الرصد مثل النظام العالمي لرصد المناخ والنظام العالمي لرصد المحيطات دورًا رئيسيًا في تحسين جمع البيانات اللازمة من أجل تطوير التنبؤات المناخية والكشف عن تغير المناخ.
وتعزز المنظمة وشركاؤها من خلال البرنامج العالمي للبحوث المناخية، الفهم العلمي الأساسي للنظام والعمليات الفيزيائية اللازمة لتحديد إلى أي مدى يمكن التنبؤ بالمناخ وإلى مدى تأثير الإنسان على المناخ. وتقوم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التي أُنشئت في عام 1988 والتي تشارك المنظمة في رعايتها بتقييم المعلومات العلمية والفنية والاجتماعية الاقتصادية المتصلة بفهم مخاطر تغير المناخ الناجم عن فعل الإنسان، وتأثيراته المحتملة، وخيارات التكيف معه والتخفيف من آثاره. وتعد المنظمة أيضًا بيانًا سنويًا عن حالة المناخ. وتساعد أنشطة إنقاذ البيانات المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا، وبوجه خاص المرافق الوطنية في البلدان النامية، على النفاذ إلى البيانات التاريخية لأغراض مختلفة. وتقوم المنظمة بتوحيد وتنسيق أنشطة الحد من مخاطر الكوارث مع المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية الأخرى، كما تقوم بتنسيق الجهود التي تبذلها المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا من أجل الحد من الخسائر في الأرواح والممتلكات من خلال تحسين خدمات التنبؤ والإنذار المبكر وتقييم المخاطر، وكذلك من أجل إذكاء وعي الجمهور.
وينصب التركيز في عملية الحد من مخاطر الكوارث على أن استثمار دولار واحد على التأهب للكوارث يمكن أن يحول دون وقوع خسائر اقتصادية متصلة بالكوارث قدرها 7 دولارات وهو عائد استثماري كبير. وتهدف المنظمة إلى تخفيض متوسط عدد الوفيات التي حدثت بسبب الكوارث الطبيعية المتصلة بالطقس والمناخ والماء في السنوات 10 المنقضية بين عام 1994 وعام 2003 بنسبة 50 % بحلول عام 2019. وتحدث الأخطار الطبيعية على نطاقات زمنية ومكانية مختلفة، وكل منها فريد في طبيعته. فتتسم أعاصير التورنيدو والفيضانات الخاطفة بأنها ظواهر قصيرة المدة ولكنها عنيفة تؤثر على مناطق صغيرة نسبيًا.
وبخلاف ذلك، فالجفاف مثلًا يستشري ببطء ولكنه يمكن أن يؤثر على معظم أنحاء قارة من القارات وعلى جميع السكان لشهور أو حتى لسنوات. ويمكن أن تنطوي ظاهرة جوية متطرفة على أخطار عديدة في آن واحد، أو تنطوي على أخطار متعددة سريعة التعاقب. ويمكن أن تؤدي العواصف المدىية، وكذلك الرياح الشديدة والأمطار الغزيرة إلى حدوث فيضانات وانهيالات وحلية. وفي خطوط العرض المعتدلة، يمكن أن يكون الطقس القاسي في فصل الصيف (العواصف الرعدية والبرقية أو أعاصير التورنيدو) مصحوبًا ببرد كثيف وفيضانات خاطفة. وقد تسهم أيضًا العواصف الشتوية المصحوبة برياح شديدة وثلوج غزيرة أو أمطار متجمدة في حدوث تيهورات في بعض المنحدرات الجبلية وفي حدوث جريان سطحي وفيضانات شديدة لاحقة في موسم الذوبان. ويقع على عاتق بعض المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا والمراكز المتخصصة مسئولية تقصي الأخطار الجيوفيزيائية، بما في ذلك الانفجارات البركانية (الرماد المنقول عن طريق الجو) والأمواج السنامية والمواد الخطرة المحمولة جوًا (النويدات المشعة والمواد البيولوجية والكيميائية) والتلوث الحضري الحاد. والسبب الأساسي لأي حالة جفاف هي قلة هطول الأمطار. فالجفاف يختلف عن غيره من الأخطار، فهو يمتد ببطء وأحيانًا على مدى سنوات، ويمكن أن تستتر بدايته وراء عدد من العوامل. وقد يكون للجفاف آثار مدمرة: منها نضوب مصادر المياه، وتوقف نمو المحاصيل، ونفوق الحيوانات، وسوء التغذية، واعتلال الصحة، التي تصبح أمورًا واسعة الانتشار.
وتقدم المنظمة المساعدة لأعضائها من أجل إنشاء نظم منسقة على المستويين الوطني والإقليمي تضمن الحد بأقصى درجة من الخسائر في الأرواح الناجمة عن الأعاصير المدىية والممتلكات. وتنشأ الأعاصير المدىية في مناطق ذات ضغط جوي منخفض جدًا فوق المياه المدىية وشبه المدىية، فتكوِّن رياحًا قوية ودائرية وعواصف رعدية يصل نطاقها إلى مئات الكيلومترات. وقد تصل سرعة الرياح السطحية إلى 200 كيلومتر في الساعة أو أكثر. ويمكن أن يؤدي الاقتران بين الأمواج المدفوعة بقوة الرياح والضغط الجوي المنخفض لعاصفة مدىية إلى حدوث عرام ساحلي للعاصفة – أي أن كمية كبيرة من المياه تغمر الشاطئ وتندفع بسرعة كبيرة وبقوة هائلة يمكن أن تكتسح كل شيء في طريقها.
ففي بنغلاديش، خلف "عرام" عاصفة كبير، وقع في الأراضي الساحلية الرطبة، 300 ألف قتيل في عام 1970. وتتشكل نحو 80 عاصفة مدىية سنويًا. ويعتمد تسمية العواصف المدىية على مكان حدوثها: فتسمى بأعاصير التيفون في شمال غربي المحيط الهادئ وجنوب بحر الصين؛ وبأعاصير "الهاريكين" في المحيط الأطلسي والبحر الكاريبي وخليج المكسيك وشمال شرقي المحيط الهادئ ووسطه؛ وبالأعاصير المدىية في المحيط الهندي ومنطقة جنوب المحيط الهادئ.
ويوفر برنامج الأعاصير المدىية التابع للمنظمة معلومات بشأن هذه الأخطار، كما يوفر مركز معلومات الطقس القاسي التابع للمنظمة تقارير عن الأعاصير المدىية في الوقت الحقيقي.
وتشمل الملوثات كل من المواد الهبائية والغازات الضارة الناجمة عن الصناعات والمركبات والأنشطة البشرية. وينجم الدخان والسديم من احتراق الغابات أو البراري، أو من قطع وحرق الغابات، أو تنقية المحاصيل، أو من الرماد المنبعث من الانفجارات البركانية في الأحوال الجوية الساكنة. فالدخان والسديم والتلوث لها آثار ضارة على صحة الإنسان – فقد يضطر السكان المحليون إلى ارتداء الأقنعة الواقية من الغازات - كما أنها تحجب الرؤية، وقد تتسبب في تعطل حركة الطيران والمرور. ويتسبب تلوث الهواء أيضًا في تكوّن الضباب الدخاني وهطول الأمطار الحمضية واتساع ثقب الأوزون وزيادة الآثار السلبية لظاهرة الاحتباس الحراري. وكثيرًا ما تؤدي الأحوال الجوية المستقرة إلى تركز الملوثات. ويقوم برنامج البيئة وبحوث الغلاف الجوي التابع للمنظمة بإدارة برنامج المراقبة العالمية للغلاف الجوي الذي يقوم بجمع الرصدات عن الملوثات الجوية.
ويتسبب الجراد الصحراوي في إلحاق أضرار بأفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وجنوبي أوربا. وعندما تكون الأحوال الجوية والإيكولوجية مواتية لعملية التناسل، تضطر الحشرات إلى اللجوء إلى مناطق صغيرة، ثم تتوقف تلك الحشرات عن العمل فرادى وتبدأ العمل في جماعات. وفي غضون أشهر قليلة، تتشكل أسراب هائلة وتطير في اتجاه الرياح بحثًا عن الغذاء. ويمكن أن يبلغ طول سرب الجراد عشرات الكيلومترات، كما يمكن أن تقطع مسافة تصل إلى 200 كيلومتر يوميًا. ويلتهم جزء صغير من سرب الجراد المتوسط الحجم (أو قرابة طن من الجراد) من الطعام في يوم واحد نفس الكمية التي يأكلها عشرة أفيال أو 25 جملًا أو 2500 شخص. وتتسبب أسراب الجراد في تعريض أرواح ملايين من المزارعين والرعاة في البيئات الهشة أساسًا للخطر. وقد تتسبب كارثة الجراد التي تحدث أثناء حالات الجفاف أو عقبها مباشرة في وقوع كارثة أكبر، مثلما حدث في عدد من بلدان الساحل في عام 2005. ويوجد لدى المرفق العالمي للمعلومات الخاصة بالأرصاد الجوية الزراعية، وهو موقع شبكي ترعاه المنظمة، صفحة خاصة بأحوال الجراد مخصصة لمعلومات الطقس المتعلقة برصد الجراد الصحراوي والسيطرة عليه.
وقد يحدث فيضان في أي مكان عقب سقوط أمطار غزيرة. فجميع السهول الفيضانية شديدة الضعف ويمكن أن تتسبب العواصف العاتية في حدوث فيضانات خاطفة في أي مكان في العالم. كما يمكن أن تحدث فيضانات خاطفة بعد فترة من الجفاف عندما تسقط أمطار غزيرة على أرض جافة وصلبة لا يمكن للماء اختراقها. وتحدث الفيضانات بمختلف الأشكال، من فيضانات خاطفة صغيرة إلى صفائح المياه التي تغطي مساحات شاسعة من الأرض.
ويمكن أن يتسبب في حدوث الفيضانات كل من العواصف الرعدية الشديدة، وأعاصير التورنيدو، والأعاصير المدىية، والأعاصير المدىية والأعاصير خارج المنطقة المدىية (ويمكن أن تؤدي ظاهرة النينيو إلى استفحال كثير من هذه الأعاصير)، والموسميات، والانسدادات الجليدية، وذوبان الجليد. وفي المناطق الساحلية، يمكن أن يتسبب عرام العواصف الناجم عن الأعاصير المدىية أو الأمواج السنامية أو امتدادات الأنهار الناتجة عن المد المرتفع بشكل استثنائي في حدوث فيضانات.
ويمكن أن تفيض السدود عندما تحمل الأنهار التي تغذيها كميات كبيرة من الثلوج الذائبة. كما يمكن أن يتسبب انهيار السدود أو العمليات التنظيمية المفاجأة في فيضانات كارثية. وتهدد الفيضانات حياة الإنسان والممتلكات في جميع أنحاء العالم. ولقد أضرت الفيضانات بنحو 1، 5 بليون شخص في العقد الأخير من القرن 20.
وبالنسبة للانهيالات الوحلية والانهيارات الأرضية ظاهرتان محليتان وغير متوقعين في العادة، وهما يحدثان عندما تتسبب الأمطار الغزيرة، أو الذوبان السريع للجليد أو الثلوج، أو زيادة منسوب بحيرة فوهة بركانية في إرسال كميات كبيرة من التربة أو الصخور أو الرمال أو الطين لتتدفق من المنحدرات الجبلية بسرعة، لاسيما إذا كان ثمة مناطق عارية أو محترقة بسبب حرائق الغابات أو الأحراش. ويمكن أن تصل سرعة الانهيارات الأرضية إلى أكثر من 50 كيلومترًا في الساعة، كما يمكن أن تدفن أو تسحق أو تكتسح الناس والأشياء والمباني. فقد تسببت الانهيارات الأرضية وتدفقات الأوحال في فنزويلا في عام 1999، بعد أسبوعين من الأمطار المستمرة، في انهيار جبل وسحق مدن ومقتل نحو 15 ألف شخص.
وتمثل ظاهرة "التيهور"، وهي سقوط كمية كبيرة من الجليد أو الثلج بصورة مفاجأة من المنحدرات الجبلية، وكثيرًا ما تأخذ معها أجزاء من التربة والصخور والأنقاض. ويمكن أن تكون التيهورات مدمرة للغاية، كما أنها تتحرك بسرعة تزيد على 150 كيلومترًا في الساعة. كما أن الجليد المتحرك يدفع الهواء أمامه بوصفه رياح التيهور وهي رياح قوية بدرجة كافية لتتسبب في إلحاق أضرار هيكلية جسيمة بالمباني والغابات ومنتجعات الجبال.
وتحدث آلاف التيهورات سنويًا وتتسبب في مقتل 500 شخص في المتوسط في مختلف أنحاء العالم. وتتكون العواصف الترابية والعواصف الرملية من جسيمات الأتربة أو الرمال التي تصعد لارتفاعات كبيرة بفعل الرياح العاتية والمضطربة. وتحدث العواصف الترابية والرملية أساسًا في أجزاء من أفريقيا وأستراليا والصين والولايات المتحدة الأمريكية، وهي تهدد الأرواح والصحة، لاسيما الأشخاص الذين تدركهم هذه العواصف في العراء بعيدًا عن المأوى. وتتأثر وسائل النقل على وجه الخصوص بالعواصف الترابية والرملية بسبب اقتصار الرؤية على عدة أمتار.
وتمثل ظاهرة موجات الحرارة أشد الظواهر الجوية فتكًا بالأرواح في مناطق خطوط العرض الوسطى، حيث تعمل على تركيز درجات الحرارة والرطوبة المتطرفة لعدة أيام خلال الأشهر الحارة. ويمكن أن تؤدي كتل الهواء الخانقة في البيئة الحضرية إلى حدوث حالات وفاة عديدة، ولاسيما بين صغار الأطفال وكبار السن والعجزة. ففي عام 2003، تعرضت أجزاء كثيرة من غرب أوربا لموجات حرارة أثناء شهور الصيف، وتسبب ذلك في وفاة زهاء 40 ألف شخص في فرنسا وإيطاليا وهولندا والبرتغال وإسبانيا والمملكة المتحدة. وتتسبب نوبات البرودة المتطرفة في انخفاض درجة حرارة الجسم وفي تفاقم أمراض الدورة الدموية والجهاز التنفسي.
وتتسبب العواصف الرعدية الشديدة في تكون شحنات كهربائية مفاجئة تأخذ شكل البرق والرعد، ويصحب ذلك في كثير من الأحيان سقوط أمطار غزيرة أو بَرَد، وهبوب رياح عاتية، وأحيانًا سقوط ثلوج.
وتتسبب الأعاصير الرعدية في بعض المناطق في العالم في حدوث أعاصير " التورنيدو". وتهب أعاصير التورنيدو بصفة عامة في السهول الكبرى بأمريكا الشمالية على وجه الخصوص، ويمكن أن تحدث في أي مكان آخر بل وتحدث بالفعل، لاسيما عند خطوط العرض المعتدلة. وقد تتسبب أعاصير التورنيدو في وقوع أضرار بالغة، ويقترن بها ظواهر أخرى تشمل الانفجارات الهابطة والفيضانات الخاطفة.
والبرق هو أحد العوامل المهمة التي تتسبب في اندلاع حرائق البراري في الغابات والمراعي أثناء فترات الجفاف في شتى أنحاء العالم. وتنشب حرائق كبيرة ومدمرة أثناء فترات الجفاف أو بعدها في شتى أنحاء العالم تقريبًا بسبب البرق أو بفعل الإنسان. ولا تقتصر حرائق الغابات والبراري على تدمير الغابات والبراري والمحاصيل، بل تتسبب أيضًا في نفوق الماشية والحيوانات البرية، وتلحق أضرارًا بالمستوطنات وتدمرها، وتعرِّض أرواح السكان للخطر.
و الأمطار الغزيرة والثلوج لها آثار خطيرة على المجتمعات شديدة الضعف، ويمكن أن تعيق أنشطة الإنقاذ وإعادة التأهيل بعد وقوع كوارث كبرى، مثلما حدث بعد الزلزال الذي ضرب باكستان في أكتوبر 2005.
وتتسبب الأمطار الغزيرة والثلوج في إلحاق أضرار بالغة بالطرق والسكك الحديدية والبنية التحتية وشبكات الاتصالات. كما يمكن أن يؤدي تراكم الثلوج على أسطح المباني إلى انهيارها. والرياح العاتية لها آثار خطيرة على حركة الطيران والإبحار وعمليات الصيد، وكذلك على الهياكل العالية مثل الأبراج والسواري والرافعات. والعواصف الثلجية العنيفة هي عواصف شديدة تجمع بين درجات حرارة دون درجة التجمد والرياح العاتية وهبوب الثلوج، وتتسم بأن لها آثارًا خطيرة على الإنسان والماشية. وتتسبب العواصف الثلجية العنيفة في توقف حركة الطيران وإلحاق دمار كبير بالطرق والسكك الحديدية.
ويشير آخر تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، بعنوان "تغير المناخ في عام 2014: الحد من آثار تغير المناخ"، والذي صدر في برلين، ألمانيا، إن الانبعاثات العالمية لغازات الدفيئة آخذة في الارتفاع بخطوات متسارعة، ويخلص التقرير إلى أنه يلزم القيام بعمل عاجل لتحديد الزيادة في متوسط درجة الحرارة العالمية بدرجتين مئويتين، وأن العمل الآن سيكون أقل تكلفة مما لو أُرجئ للمستقبل.
واستنادًا إلى تقرير الهيئة الحكومية الدولية، فإن إبقاء متوسط درجة الحرارة العالمية عند درجتين مئويتين يعني تخفيض الانبعاثات العالمية لغازات الدفيئة بنسبة تتراوح من 40 إلى 70 % مقارنة بعام 2010 بحلول منتصف القرن، وإلى ما يقرب من الصفر بحلول نهاية هذا القرن.
وقد يتطلب الحد الطموح من آثار تغير المناخ إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي. وتقول الهيئة الحكومية الدولية إن تقديرات التكاليف الاقتصادية للحد من آثار تغيُّر المناخ تتفاوت بدرجة كبيرة. ففي سيناريو بقاء الأمور على حالها، يرتفع الاستهلاك بنسبة 1.6 إلى 3%. ومن شأن الحد الطموح من آثار تغير المناخ أن يخفض هذا النمو بنحو 0.06 % سنويًا. غير أن التقديرات الأولىة لا تضع في الاعتبار الفوائد الاقتصادية لخفض آثار تغير المناخ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.