«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العالم يحتفل غدا باليوم العالمي للأرصاد الجوية
نشر في محيط يوم 22 - 03 - 2015

يحتفل العالم غد باليوم العالمي للأرصاد الجوية 2015 تحت شعار "المعارف المناخية من أجل العمل المناخى"، وهو فرصة لتقييم المعارف المناخية، التى تكوّنت فى العقود الأخيرة كأساس جوهري، لدعم السعي إلى أداء عمل أكثر طموحاً من ذى قبل للتصدى لتغير المناخ وتقلبيته.
وتؤدى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وهى المنظمة الخلف للمنظمة الدولية للأرصاد الجوية المنشأة فى عام 1873، رسالة تتمثل فى جوهرها فى مساعدة بلدان العالم فى تقديم خدمات أرصاد جوية وخدمات هيدرولوجية لحماية الأرواح والممتلكات من الكوارث الطبيعية المتصلة بالطقس، والمناخ والماء، وفى حفظ البيئة، والإسهام فى تحقيق التنمية المستدامة.
ولا يمكن لهذا أن يتحقق دون إجراء عمليات الرصد والبحوث والعمليات اللازمة لتطوير فهم الطقس والمناخ وزيادة المعرفة بهما، ومنذ عام 1961 تحتفل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) باليوم العالمي للأرصاد الجوية لتحيي ذكرى بدء نفاذ الاتفاقية التى أنشئت بموجبها المنظمة فى 23 مارس 1950، وتسلط الضوء على الإسهام الحاسم، الذى تقدمه المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا فى سلامة ورفاه المجتمع.
وأشار ميشيل جارو الأمين العام للمظمة العالمية للأرصاد الجوية فى رسالته بهذه المناسبة إلى أن تغير المناخ يشكل شاغلاً لنا جميعاً، فهو يؤثر على كل القطاعات الاجتماعية والاقتصادية تقريباً، من الزراعة إلى السياحة، ومن البنية الأساسية إلى الصحة.
كما أنه يؤثر على الموارد الإستراتيجية مثل الماء والغذاء والطاقة، فضلاً عن أنه يحد من وتيرة التنمية المستدامة بل يهددها. وهذا الأمر لا يقتصر على البلدان النامية وحدها بالطبع. وتكلفة التقاعس مرتفعة بل أنها ستزداد ارتفاعاً ما لم تتخذ إجراءات فورية وحازمة.
وأضاف جارو أن المعلومات المتوافرة عن الطقس والمناخ وتقلبتهما وتغيرهما تظهر بوضوح فى حياتنا اليومية ( من التنبؤات اليومية بالطقس إلى التنبؤات الموسمية بالمناخ) إلى حد إننا ننسى أحياناً بسهولة كم عمليات الرصد والبحوث والحاسبات والتحليل التى تمكن وراء هذه النواتج اخاصة بالطقس والمناخ. فمتوسط التنبؤ بالطقس اليوم ومدته 5 أيام، ويبلغ من الدقة ما كان علية التنبؤ بالطقس لمدة يومين قبل 25 عاماً.
كما أن التنبؤات المناخية الموسمية قد أصبحت متزايدة الدقة. وقد تسنى تحقيق هذا الإنجاز بفضل التقدم المحرز فى الاستشعار عن بعد، بما فى ذلك بواسطة الأقمار الصناعية، وبفضل التحسينات الكبيرة فى العلوم والزيادة الهائلة فى قدرة الحواسيب. إن التقدم العلمى المشهود فى الأرصاد الجوية وعلم المناخ خلال 50 عاماً الماضية هو فى الواقع واحد من أهم أوجه التقدم العلمي المحققة فى كافة فروع العلوم.
وذكر جارو أن المعارف المناخية المحصلة خلال العقود السابقة إنما هى مورد ثمين وشرط لازم لاتخاذ القرارات والإجراءات المناخية.
وثمة مجموعة أدلة متعددة من ارتفاع درجات الحرارة إلى تقلص الأنهار الجليدية، ومن ارتفاع منسوب البحار إلى الظواهر الجوية المتطرفة، تجعلنا واثقين بدرجة من أن المناخ آخذ فى التغير، وأن هذا التغير يرجع بدرجة كبيرة إلى الأنشطة البشرية لا سيما انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى التي تصل كل عام إلى مستويات قياسية مرتفعة.
غير أن العلم يمنحنا أيضاً ثقة عالية فى أنه لا يزال بوسعنا تغيير مجرى الأمور والتخفيف من حدة تغير المناخ ليصل إلى مستوى يمكن التعامل معه.
ولا يطعن اليوم فى الأدلة التى تشير إلى تغير المناخ وفى مسئوليتنا إزاء الأجيال المقبلة إلا قلة قليلة من الناس. والمعارف المناخية يمكن بل ويجب أن تدعم هذه العملية من خلال مساعدة صانعى القرارات على كافة المستويات فى اتخاذ أفضل القرارات.
وأضاف جارو أنه يجب تقديم المعارف المناخية لمن يحتاجونها فى شكل يسهل فهمه واستخدامه. ويمكن للنواتج والخدمات المناخية أن تساعد مخططى المدن فى إعداد سياسات وخطط عمل يمكن أن تعزز المقاومة الحضرية فى مواجهة الكوارث الطبيعية، وتدعم التحول إلى اقتصاد أكثر اخضراراً. وتستخدم هيئات الصحة العامة التنبؤات المناخية لتعالج بشكل استباقى الآثار الصحية التى يمكن أن تترتب على الظواهر المتطرفة مثل حالات الجفاف وموجات الحرارة والفيضانات. وبفضل التنبؤات بدرجات الحرارة وتوقعات الأمطار، يمكن للمزارعين أن يتخذوا قرارات صحيحة بشأن زراعة المحاصيل وحصدها وتسويقها. كما يستخدم مديرو موارد المياه المعلومات المناخية لحساب الإمداد الأمثل بالمياه وإدارة الفيضانات. هذا ويستخدم قطاع الطاقة المعلومات المناخية لتحديد مكان ونوع محطة القوى التي ينبغى تشييدها فى مكان بعينه. والإطار العالمى للخدمات المناخية، هو مبادرة اتخذت زمامها منظومة الأمم المتحدة بقيادة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، قد صمم تحديداً للغرض التالى: التمكين من تقديم الخدمات المناخية على نحو يسمح باتخاذ قرارات بالاستناد إلى أفضل معلومات متاحة. وهذا تحد خطير يواجه كل من البلدان النامية والبلدان المتقدمة، وأمام تلك البلدان فرصة كبيرة للاستفادة بأن يتعلم كل بلد من الآخر.
ويمكن أن نشارك فى الخبرات والتقدم المحرز فى إعداد وتطبيق الخدمات المناخية كأمثلة للممارسات الجيدة ومساعدة البلدان الأخرى عن طريق تعديل مسارها نحو التكيف مع المناخ.
ودعا جارو أعضاء المنظمة وكافة الحكومات والمجتمع المدنى أن يتقاسموا المعلومات المناخية ويطبقوها من أجل اتخاذ إجراءات مناخية قوية، والحد من مخاطر المناخ وتعزيز التنمية المستدامة. ويؤثر المناخ على حياة الناس وسبل العيش فى كل مكان، والاحترار العالمى يهدد المجتمع بطرق شتى، فزيادة الجفاف وطول أمده يمثل خطراً مباشراً على ملايين البشر.
ويؤثر انخفاض المحاصيل الزراعية والأسماك على ملايين أخرى من البشر.
وتسببت موجات الحرارة التى شوهدت مؤخراً، لاسيما فى المناطق الحضرية، فى وفاة الآلاف من الناس، وبوجه خاص المسنين والمصابين بالعجز.
ويعتمد اقتصاد كثير من البلدان، لاسيما البلدان الجزرية الصغيرة، على السياحة. وهذه البلدان تتأثر بشدة بارتفاع مستوى سطح البحر، وتآكل السواحل، وتسرب المياه المالحة، ونقص المياه الصالحة للشرب، وتدمير البيئة الطبيعية، وجميع الآثار الضارة الناجمة عن تغير المناخ.
وفى شتاء 2007-2006، تكبدت منتجعات رئيسية كثيرة فى جبال الألب الأوروبية خسائر مالية بسبب نقص الثلوج الناجم عن دفء الطقس. ويوفر المناخ أيضاً مصادر للطاقة المتجددة وغير الملوثة مثل الطاقة الشمسية والطاقة الريحية.
ويمكن أن يساعد فهم المزارعين والصيادين وسكان الغابات للنظام المناخي فى زيادة محاصيلهم ومخزوناتهم. وتدعم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية المنتديات الإقليمية للتوقعات المناخية التى يلتقى فيها أخصائيو علم المناخ من أجل التوصل إلى توافق فى الآراء بشأن التنبؤات المناخية الفصلية، ثم تجمع المنظمة مجموعات مختلفة من المستخدمين فى مجالات الوقاية من الكوارث، والصحة، والزراعة، والحراجة، ومصائد الأسماك، والسياحة، والطاقة من أجل مناقشة التأثيرات المحتملة.
وثمة عدد كبير من الجهات العالمية المنتجة للتنبؤات المناخية، وأكثر هذه التنبؤات دقة تلك التى تستند إلى التنبؤات بظاهرة النينيو.
كما تنسق المنظمة الجهود الرامية إلى تلبية الاحتياجات من المعلومات المناخية، مثلاً لمراقبة المناخ، وإدارة البيانات المناخية، والكشف عن تغير المناخ، والتنبؤات المناخية التى يتراوح مداها بين النطاق الفصلى ونطاق ما بين السنوات، وتقييم آثار تغير المناخ. ويعزز البرنامج العالمي للتطبيقات والخدمات المناخية فى إطار برنامج المناخ العالمي، التطبيق الفعال للمعارف والمعلومات المناخية لصالح المجتمع، وتقديم الخدمات المناخية بما في ذلك التنبؤ بالتقلبات المناخية الهامة الطبيعية منها والناجمة عن الأنشطة البشرية على السواء.
ويتناول مشروع خدمات المعلومات والتنبؤات المناخية تطبيق الخدمات المناخية على نطاق العالم. والغرض من المشروع هو الاستفادة من قواعد البيانات الحالية ومن المعارف المناخية المتزايدة ومن تحسين قدرات التنبؤ من أجل الحد من التأثيرات السلبية لتقلبية المناخ، كما أن الغرض منه هو تعزيز أنشطة التخطيط استناداً إلى تطور قدرات العلوم المناخية.
وعملية مراقبة المناخ حاسمة الأهمية لمواصلة تعميق فهمنا لتعقد النظام المناخى وإمكانية التنبؤ به. والإطلاع على البيانات والمعلومات المناخية المرتبطة بها، والتى يتم جمعها ونشرها على المستخدمين يبقى أصحاب المصلحة على علم بحالة المناخ والبيئة الطبيعية.
وتؤدى برامج الرصد مثل النظام العالمى لرصد المناخ والنظام العالمى لرصد المحيطات دور رئيسى فى تحسين جمع البيانات اللازمة من أجل تطوير التنبؤات المناخية والكشف عن تغير المناخ. وتعزز المنظمة وشركاؤها من خلال البرنامج العالمى للبحوث المناخية، الفهم العلمى الأساسي للنظام والعمليات الفيزيائية اللازمة لتحديد إلى أى مدى يمكن التنبؤ بالمناخ وإلى مدى تأثير الإنسان على المناخ. وتقوم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التى أُنشئت فى عام 1988 والتى تشارك المنظمة فى رعايتها بتقييم المعلومات العلمية والفنية والاجتماعية الاقتصادية المتصلة بفهم مخاطر تغير المناخ الناجم عن فعل الإنسان، وتأثيراته المحتملة، وخيارات التكيف معه والتخفيف من آثاره. وتعد المنظمة أيضاً بياناً سنوياً عن حالة المناخ.
وتساعد أنشطة إنقاذ البيانات المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا، وبوجه خاص المرافق الوطنية فى البلدان النامية، على النفاذ إلى البيانات التاريخية لأغراض مختلفة.
وتقوم المنظمة بتوحيد وتنسيق أنشطة الحد من مخاطر الكوارث مع المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية الأخرى، كما تقوم بتنسيق الجهود التى تبذلها المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا من أجل الحد من الخسائر فى الأرواح والممتلكات من خلال تحسين خدمات التنبؤ والإنذار المبكر وتقييم المخاطر، وكذلك من أجل إذكاء وعى الجمهور. وينصب التركيز فى عملية الحد من مخاطر الكوارث على أن استثمار دولار واحد على التأهب للكوارث يمكن أن يحول دون وقوع خسائر اقتصادية متصلة بالكوارث قدرها 7 دولارات وهو عائد استثمارى كبير.
وتهدف المنظمة إلى تخفيض متوسط عدد الوفيات التى حدثت بسبب الكوارث الطبيعية المتصلة بالطقس والمناخ والماء فى السنوات 10 المنقضية بين عام 1994 وعام 2003 بنسبة 50 % بحلول عام 2019.
وتحدث الأخطار الطبيعية على نطاقات زمنية ومكانية مختلفة، وكل منها فريد فى طبيعته. فتتسم أعاصير التورنيدو والفيضانات الخاطفة بأنها ظواهر قصيرة المدة ولكنها عنيفة تؤثر على مناطق صغيرة نسبياً.
وبخلاف ذلك، فالجفاف مثلاً يستشرى ببطء ولكنه يمكن أن يؤثر على معظم أنحاء قارة من القارات وعلى جميع السكان لشهور أو حتى لسنوات.
ويمكن أن تنطوى ظاهرة جوية متطرفة على أخطار عديدة فى أن واحد، أو تنطوى على أخطار متعددة سريعة التعاقب.
ويمكن أن تؤدى العواصف المدارية، وكذلك الرياح الشديدة والأمطار الغزيرة إلى حدوث فيضانات وانهيالات وحلية.
وفى خطوط العرض المعتدلة، يمكن أن يكون الطقس القاسى فى فصل الصيف (العواصف الرعدية والبرقية أو أعاصير التورنيدو) مصحوباً ببرد كثيف وفيضانات خاطفة. وقد تسهم أيضاً العواصف الشتوية المصحوبة برياح شديدة وثلوج غزيرة أو أمطار متجمدة فى حدوث تيهورات فى بعض المنحدرات الجبلية وفى حدوث جريان سطحى وفيضانات شديدة لاحقة فى موسم الذوبان.
ويقع على عاتق بعض المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا والمراكز المتخصصة مسؤولية تقصى الأخطار الجيوفيزيائية، بما فى ذلك الانفجارات البركانية (الرماد المنقول عن طريق الجو) والأمواج السنامية والمواد الخطرة المحمولة جواً (النويدات المشعة والمواد البيولوجية والكيميائية) والتلوث الحضرى الحاد.
والسبب الأساسي لأي حالة جفاف هى قلة هطول الأمطار. فالجفاف يختلف عن غيره من الأخطار، فهو يمتد ببطء وأحياناً على مدى سنوات، ويمكن أن تستتر بدايته وراء عدد من العوامل. وقد يكون للجفاف آثار مدمرة: منها نضوب مصادر المياه، وتوقف نمو المحاصيل، ونفوق الحيوانات، وسوء التغذية، واعتلال الصحة، التى تصبح أموراً واسعة الانتشار. وتقدم المنظمة المساعدة لأعضائها من أجل إنشاء نظم منسقة على المستويين الوطنى والإقليمى تضمن الحد بأقصى درجة من الخسائر فى الأرواح الناجمة عن الأعاصير المدارية والممتلكات.
وتنشأ الأعاصير المدارية فى مناطق ذات ضغط جوى منخفض جداً فوق المياه المدارية وشبه المدارية، فتكوِّن رياحاً قوية ودائرية وعواصف رعدية يصل نطاقها إلى مئات الكيلومترات. وقد تصل سرعة الرياح السطحية إلى 200 كيلومتر فى الساعة أو أكثر. ويمكن أن يؤدى الاقتران بين الأمواج المدفوعة بقوة الرياح والضغط الجوى المنخفض لعاصفة مدارية إلى حدوث عرام ساحلى للعاصفة – أي أن كمية كبيرة من المياه تغمر الشاطئ وتندفع بسرعة كبيرة وبقوة هائلة يمكن أن تكتسح كل شيء فى طريقها.
ففى بنغلاديش، خلف "عرام" عاصفة كبير، وقع فى الأراضى الساحلية الرطبة، 300 ألف قتيل فى عام 1970. وتتشكل نحو 80 عاصفة مدارية سنوياً. ويعتمد تسمية العواصف المدارية على مكان حدوثها: فتسمى بأعاصير التيفون فى شمال غربى المحيط الهادئ وجنوب بحر الصين؛ وبأعاصير "الهاريكين" فى المحيط الأطلسى والبحر الكاريبى وخليج المكسيك وشمال شرقى المحيط الهادئ ووسطه؛ وبالأعاصير المدارية فى المحيط الهندى ومنطقة جنوب المحيط الهادئ. ويوفر برنامج الأعاصير المدارية التابع للمنظمة معلومات بشأن هذه الأخطار، كما يوفر مركز معلومات الطقس القاسى التابع للمنظمة تقارير عن الأعاصير المدارية فى الوقت الحقيقى. وتشمل الملوثات كلا من المواد الهبائية والغازات الضارة الناجمة عن الصناعات والمركبات والأنشطة البشرية. وينجم الدخان والسديم من احتراق الغابات أو البرارى، أو من قطع وحرق الغابات، أو تنقية المحاصيل، أو من الرماد المنبعث من الانفجارات البركانية فى الأحوال الجوية الساكنة. فالدخان والسديم والتلوث لها آثار ضارة على صحة الإنسان – فقد يضطر السكان المحليون إلى ارتداء الأقنعة الواقية من الغازات - كما أنها تحجب الرؤية، وقد تتسبب فى تعطل حركة الطيران والمرور. ويتسبب تلوث الهواء أيضاً فى تكوّن الضباب الدخانى وهطول الأمطار الحمضية واتساع ثقب الأوزون وزيادة الآثار السلبية لظاهرة الاحتباس الحرارى، وكثيراً ما تؤدى الأحوال الجوية المستقرة إلى تركز الملوثات. ويقوم برنامج البيئة وبحوث الغلاف الجوى التابع للمنظمة بإدارة برنامج المراقبة العالمية للغلاف الجوى الذى يقوم بجمع الرصدات عن الملوثات الجوية. ويتسبب الجراد الصحراوى فى إلحاق أضرار بأفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وجنوبى أوروبا. وعندما تكون الأحوال الجوية والإيكولوجية مواتية لعملية التناسل، تضطر الحشرات إلى اللجوء إلى مناطق صغيرة، ثم تتوقف تلك الحشرات عن العمل فرادى وتبدأ العمل فى جماعات. وفى غضون أشهر قليلة، تتشكل أسراب هائلة وتطير فى اتجاه الرياح بحثاً عن الغذاء. ويمكن أن يبلغ طول سرب الجراد عشرات الكيلومترات، كما يمكن أن تقطع مسافة تصل إلى 200 كيلومتر يومياًن ويلتهم جزءا صغيرا من سرب الجراد المتوسط الحجم (أو قرابة طن من الجراد) من الطعام فى يوم واحد نفس الكمية التى يأكلها عشرة أفيال أو 25 جملاً أو 2500 شخص. وتتسبب أسراب الجراد فى تعريض أرواح ملايين من المزارعين والرعاة فى البيئات الهشة أساساً للخطر. وقد تتسبب كارثة الجراد التى تحدث أثناء حالات الجفاف أو عقبها مباشرة فى وقوع كارثة أكبر، مثلما حدث فى عدد من بلدان الساحل فى عام 2005. ويوجد لدى المرفق العالمى للمعلومات الخاصة بالأرصاد الجوية الزراعية، وهو موقع شبكى ترعاه المنظمة، صفحة خاصة بأحوال الجراد مخصصة لمعلومات الطقس المتعلقة برصد الجراد الصحراوى والسيطرة عليه. وقد يحدث فيضان فى أى مكان عقب سقوط أمطار غزيرة. فجميع السهول الفيضانية شديدة الضعف ويمكن أن تتسبب العواصف العاتية فى حدوث فيضانات خاطفة فى أى مكان فى العالم. كما يمكن أن تحدث فيضانات خاطفة بعد فترة من الجفاف عندما تسقط أمطار غزيرة على أرض جافة وصلبة لا يمكن للماء اختراقها. وتحدث الفيضانات بمختلف الأشكال، من فيضانات خاطفة صغيرة إلى صفائح المياه التى تغطى مساحات شاسعة من الأرض. ويمكن أن يتسبب فى حدوث الفيضانات كل من العواصف الرعدية الشديدة، وأعاصير التورنيدو، والأعاصير المدارية، والأعاصير المدارية والأعاصير خارج المنطقة المدارية (ويمكن أن تؤدى ظاهرة النينيو إلى استفحال كثير من هذه الأعاصير)، والموسميات، والانسدادات الجليدية، وذوبان الجليد. وفى المناطق الساحلية، يمكن أن يتسبب عرام العواصف الناجم عن الأعاصير المدارية أو الأمواج السنامية أو امتدادات الأنهار الناتجة عن المد المرتفع بشكل استثنائى فى حدوث فيضانات. ويمكن أن تفيض السدود عندما تحمل الأنهار التى تغذيها كميات كبيرة من الثلوج الذائبة. كما يمكن أن يتسبب انهيار السدود أو العمليات التنظيمية المفاجأة فى فيضانات كارثية.
وتهدد الفيضانات حياة الإنسان والممتلكات فى جميع أنحاء العالم. ولقد أضرت الفيضانات بحوالى 1,5 بليون شخص فى العقد الأخير من القرن 20. وبالنسبة للانهيالات الوحلية والانهيارات الأرضية ظاهرتان محليتان وغير متوقعين فى العادة، وهما يحدثان عندما تتسبب الأمطار الغزيرة، أو الذوبان السريع للجليد أو الثلوج، أو زيادة منسوب بحيرة فوهة بركانية فى إرسال كميات كبيرة من التربة أو الصخور أو الرمال أو الطين لتتدفق من المنحدرات الجبلية بسرعة، لاسيما إذا كان ثمة مناطق عارية أو محترقة بسبب حرائق الغابات أو الأحراش. ويمكن أن تصل سرعة الانهيارات الأرضية إلى أكثر من 50 كيلومتراً فى الساعة، كما يمكن أن تدفن أو تسحق أو تكتسح الناس والأشياء والمباني.
فقد تسببت الانهيارات الأرضية وتدفقات الأوحال فى فنزويلا فى عام 1999، بعد أسبوعين من الأمطار المستمرة، فى انهيار جبل وسحق مدن ومقتل حوالى 15 ألف شخص. وتمثل ظاهرة "التيهور"، وهى سقوط كمية كبيرة من الجليد أو الثلج بصورة مفاجأة من المنحدرات الجبلية، وكثيراً ما تأخذ معها أجزاء من التربة والصخور والأنقاض.
ويمكن أن تكون التيهورات مدمرة للغاية، كما أنها تتحرك بسرعة تزيد على 150 كيلومتراً فى الساعة. كما أن الجليد المتحرك يدفع الهواء أمامه بوصفه رياح التيهور وهى رياح قوية بدرجة كافية لتتسبب فى إلحاق أضرار هيكلية جسيمة بالمبانى والغابات ومنتجعات الجبال.
وتحدث آلاف التيهورات سنوياً وتتسبب فى مقتل 500 شخص فى المتوسط فى مختلف أنحاء العالم. وتتكون العواصف الترابية والعواصف الرملية من جسيمات الأتربة أو الرمال التى تصعد لارتفاعات كبيرة بفعل الرياح العاتية والمضطربة. وتحدث العواصف الترابية والرملية أساساً فى أجزاء من أفريقيا وأستراليا والصين والولايات المتحدة الأمريكية، وهى تهدد الأرواح والصحة، لاسيما الأشخاص، الذين تدركهم هذه العواصف فى العراء بعيداً عن المأوى.
وتتأثر وسائل النقل على وجه الخصوص بالعواصف الترابية والرملية بسبب اقتصار الرؤية على عدة أمتار. وتمثل ظاهرة موجات الحرارة أشد الظواهر الجوية فتكاً بالأرواح فى مناطق خطوط العرض الوسطى، حيث تعمل على تركيز درجات الحرارة والرطوبة المتطرفة لعدة أيام خلال الأشهر الحارة.
ويمكن أن تؤدى كتل الهواء الخانقة فى البيئة الحضرية إلى حدوث حالات وفاة عديدة، ولاسيما بين صغار الأطفال وكبار السن والعجزة. ففى عام 2003، تعرضت أجزاء كثيرة من غرب أوروبا لموجات حرارة أثناء شهور الصيف، وتسبب ذلك فى وفاة زهاء 40 ألف شخص فى فرنسا وإيطاليا وهولندا والبرتغال وإسبانيا والمملكة المتحدة. وتتسبب نوبات البرودة المتطرفة فى انخفاض درجة حرارة الجسم وفى تفاقم أمراض الدورة الدموية والجهاز التنفسى. وتتسبب العواصف الرعدية الشديدة فى تكون شحنات كهربائية مفاجئة تأخذ شكل البرق والرعد، ويصحب ذلك فى كثير من الأحيان سقوط أمطار غزيرة أو بَرَد، وهبوب رياح عاتية، وأحياناً سقوط ثلوج. وتتسبب الأعاصير الرعدية فى بعض المناطق فى العالم فى حدوث أعاصير "التورنيدو".
وتهب أعاصير التورنيدو بصفة عامة فى السهول الكبرى بأمريكا الشمالية على وجه الخصوص، ويمكن أن تحدث فى أى مكان آخر بل وتحدث بالفعل، لاسيما عند خطوط العرض المعتدلة. وقد تتسبب أعاصير التورنيدو فى وقوع أضرار بالغة، ويقترن بها ظواهر أخرى تشمل الانفجارات الهابطة والفيضانات الخاطفة. والبرق هو أحد العوامل الهامة التى تتسبب فى اندلاع حرائق البرارى فى الغابات والمراعى أثناء فترات الجفاف فى شتى أنحاء العالم. وتنشب حرائق كبيرة ومدمرة أثناء فترات الجفاف أو بعدها فى شتى أنحاء العالم تقريباً بسبب البرق أو بفعل الإنسان. ولا تقتصر حرائق الغابات والبرارى على تدمير الغابات والبرارى والمحاصيل، بل تتسبب أيضاً فى نفوق الماشية والحيوانات البرية، وتلحق أضراراً بالمستوطنات وتدمرها، وتعرِّض أرواح السكان للخطر. والأمطار الغزيرة والثلوج لها آثار خطيرة على المجتمعات شديدة الضعف، ويمكن أن تعيق أنشطة الإنقاذ وإعادة التأهيل بعد وقوع كوارث كبرى، مثلما حدث بعد الزلزال الذى ضرب باكستان فى أكتوبر 2005. وتتسبب الأمطار الغزيرة والثلوج فى إلحاق أضرار بالغة بالطرق والسكك الحديدية والبنية التحتية وشبكات الاتصالات.
كما يمكن أن يؤدى تراكم الثلوج على أسطح المبانى إلى انهيارها. والرياح العاتية لها آثار خطيرة على حركة الطيران والإبحار وعمليات الصيد، وكذلك على الهياكل العالية مثل الأبراج والسوارى والرافعات.
والعواصف الثلجية العنيفة هى عواصف شديدة تجمع بين درجات حرارة دون درجة التجمد والرياح العاتية وهبوب الثلوج، وتتسم بأن لها آثاراً خطيرة على الإنسان والماشية. وتتسبب العواصف الثلجية العنيفة فى توقف حركة الطيران وإلحاق دمار كبير بالطرق والسكك الحديدية.
ويشير آخر تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، بعنوان "تغير المناخ فى عام 2014: الحد من آثار تغير المناخ"، والذى صدر فى برلين، ألمانيا، أن الانبعاثات العالمية لغازات الدفيئة آخذة فى الارتفاع بخطوات متسارعة، ويخلص التقرير إلى أنه يلزم القيام بعمل عاجل لتحديد الزيادة فى متوسط درجة الحرارة العالمية بدرجتين مئويتين، وأن العمل الآن سيكون أقل تكلفة مما لو أُرجئ للمستقبل.
واستناداً إلى تقرير الهيئة الحكومية الدولية، فإن إبقاء متوسط درجة الحرارة العالمية عند درجتين مئويتين يعنى تخفيض الانبعاثات العالمية لغازات الدفيئة بنسبة تتراوح من 40 إلى 70 % مقارنة بعام 2010 بحلول منتصف القرن، وإلى ما يقرب من الصفر بحلول نهاية هذا القرن. وقد يتطلب الحد الطموح من آثار تغير المناخ إزالة ثانى أكسيد الكربون من الغلاف الجوى.
وتقول الهيئة الحكومية الدولية أن تقديرات التكاليف الاقتصادية للحد من آثار تغيُّر المناخ تتفاوت بدرجة كبيرة. ففى سيناريو بقاء الأمور على حالها، يرتفع الاستهلاك بنسبة 1.6 إلى 3%. ومن شأن الحد الطموح من آثار تغير المناخ أن يخفض هذا النمو بنحو 0.06 % سنوياً. غير أن التقديرات الأولية لا تضع فى الاعتبار الفوائد الاقتصادية لخفض آثار تغير المناخ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.