الشخير مشكلة تؤرق العديد من الزوجات والعديد من الأزواج أيضًا، وقد وصل الحال بالزوجات إلى اللجوء لمحاكم الأسرة ورفع قضية خلع على أزواجهن، حيث توجد دراسة أمريكية حديثة تؤكد أن الشخير له نتائج سيئة على الصحة أهمها الإصابة بتصلب الشرايين. وحول هذا الموضوع يحدثنا دكتور «أشرف لطفى فايد» استشارى جراحة الأنف والأذن والحنجرة قائلا: «يعرف الشخير بالصوت الذي يصدره النائم ويحدث الشخير نتيجة لضيق في ممرات التنفس وارتخاء سقف الحلق وتختلف درجته من غطيط له صوت هادئ يحدث مع غالبية الناس حيث يكون وضع الرأس بالنسبة للعنق غير مضبوط إلى صوت عال يشبه الحشرجة، وهذا النوع قد يكون مصحوبًا بتوقف متقطع في التنفس واضطراب النوم، وسواء صاحب أم لم يصاحب التقطع الانسداد المذكور يعد مشكلة صحية يجب عدم إهمالها، فقد أشارت دراسة جديدة إلى أنه، بحد ذاته، يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كتصلب الشرايين. ويضيف د. أشرف: على سبيل المثال فقد لوحظ أن هناك الكثير من الأمراض يجمع بينها رابط غريب. المثال على ذلك التواء الكاحل يسبب الصداع، لأن ذلك يسبب التأثير على طريقة المشى وتأثيره على العمود الفقرى وبالتالى عضلات الرأس والرقبة ومن ثم يؤدى إلى حدوث الصداع. الأرق مثلا قد يسبب السرطان والسبب في ذلك يعود إلى أن قلة النوم قد تؤدى إلى انخفاض مستويات هرمون الميلاتونين الذي ينتجه الجسم ليلًا ويعطى الشعور بالنعاس، ويعد الشخير أثناء النوم من العلامات المهمة الدالة على اضطرابات النوم، لوحظ ارتفاع نسبة المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكر في هذه الفئة، وتوقف التنفس أثناء النوم مرض شائع جدا بين الرجال والنساء متوسطى العمر، وخاصة الذين تجاوزوا «45 سنة» ومن أعراضه الشخير والاختناق أثناء النوم وتقطع النوم وزيادة الرغبة في التبول خلال النوم وزيادة النعاس أثناء النهار. وقد وجد أن مرضى الشخير أكثر عرضة لحدوث السكتة الدماغية أو النوبة القلبية من المدخنين أو مصابى السمنة أو ارتفاع نسبة الكولسترول أو السكر بالدم وأوضحت الدراسات الحديثة أن تصلب الشرايين يبدأ في الطفولة، ولذلك ينبغى القيام بالإجراء الوقائى مبكرًا لمنع الإصابة بمشاكل في القلب والأوعية الدموية في مراحل تالية من العمر، واكتشف الباحثون أن الأطفال المعرضين للخطر تظهر عليهم بالفعل علامات الإصابة بمرض القلب، ومنها زيادة سمك جدران الشرايين ونقص مرونة الأوعية الدموية، وقد وجد الباحثون أيضا أن مصابى الشخير كانوا أكثر عرضة للإصابة بزيادة السماكة المذكورة مقارنة بمن لديهم عوامل كان يعتقد بأنها أكثر قدرة على زيادة احتمالية الإصابة بها، منها التدخين وزيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم وزيادة الكوليسترول وهل تختلف أسباب الشخير حسب المرحلة العمرية، طبعا تختلف أسباب الشخير تبعًا للمرحلة العمرية، في الأطفال يكون هناك انسداد بالأنف نتيجة تضخم لحمية خلف الأنف أو في اللوزتين إلى جانب السمنة أو العيوب الخلقية بالأنف والفم والفكين، وفى هذه الحالة يتنفس الطفل من الفم عند النوم ويكون ذلك مصحوبًا باهتزاز اللهاة والجزء العضلى من سقف الحلق محدثًا الصوت المميز للشخير. وتشير كل الدراسات إلى أن الشخير ليس عارضًا حميًدا ويجب وضعه مع انقطاع التنفس أثناء النوم وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول بالدم والسكرى إلى قائمة العوامل والمؤشرات الخطرة على حدوث أمراض تصلب الشرايين ومن ثم القلب، وتصلب الشرايين ويسمى بالإنجليزية Arteriosclerosis يقصد به تصلب الشرايين المتوسطة والكبيرة وأشهر أنواعه هو التصلب العصيدي، وفيه تتزايد نسبة بروتين دهنى منخفض الكثافة في الدم تؤدى إلى تراكمه في الشرايين فتضيق رويدا رويدا ما يمنع مرور الدم فيها بسهولة. تتصلب جدران الشرايين ما يؤثر سلبيا على تغذية عضلات القلب بالدم، وكذلك عدم مرور الدم كافيًا في الكلى فيقل مفعولها في التخلص من البول. تصلب الشرايين من العوامل التي تتسبب في حدوث ذبحة صدرية أو سكتة دماغية، لهذا فينصح المختصون بمتابعة نسبة الدهون الثلاثية في الدم، جليسريد ثلاثي، بروتين دهنى منخفض الكثافة وبروتين دهنى مرتفع الكثافة، ويسمى الأخيران كولسترول ويعتبر تضخم أي نوع من الشرايين دليلا على تصلبها عموما، خاصة الشرايين السباتية والتاجية والكلوية والعينية، ومع مرور الوقت تغلظ جدران الشريان وتصبح أكثر قساوة، ما من شأنه أن يمنع تدفق الدم إلى القلب أو الدماغ، ومن المهم معرفة أن أمراض القلب، أو انسداد الشرايين على وجه التحديد، لا يمكن الكشف عنها غالبا إلا بعد وقوع ضرر بالغ ودائم، في دراسة أوربية حديثة تم فيها قياس سماكة الطبقة المبطنة والوسطى للشرايين السباتية المغذية للرأس والرقبة والمخ باستخدام الموجات فوق الصوتية في الأشخاص الذين يعانون من الشخير وصعوبات التنفس أثناء النوم، وجد الباحثون أن سمك الطبقة المبطنة للشريان كان أكبر من الناحية الإحصائية بشكل مهم عند الذين يعانون من الشخير، وقدر الباحثون أن نسبة زيادة سُمك الطبقة المبطنة للشريان كانت أعلى بنسبة 70٪ عند الذين يعانون من الشخير. ويعتقد الباحثون أن الاهتزازات الناتجة عن الشخير تؤثر على أوعية الشريان السباتى وتسبب التهابًا في جدار الشريان ما ينتج عنه تصلبا في الشرايين أي أن التلف الشريانى يقع أولًا، ثم يتلوه انخفاض نسبة الأكسجين في الدم، ما يؤدى إلى اضطرابات في التنفس. وقد يؤدى تضخم الشرايين وتصلبها إلى حدوث الشخير، أي أن كلتا المشكلتين قد تؤدى للأخرى. من العوامل الأخرى المساعدة على الإصابة بتصلب الشرايين هي التقدم في السن، المشاكل الجينية ووجود أقرباء للشخص لديهم بعض مضاعفات لتصلّب الشرايين، إلى جانب أن الذكور أكثر عرضة من الإناث. ويشار إلى ضرورة إعلام الطبيب لمريضه بأنه مصاب بالشخير، حتى وإن كان ذلك الشخير بسيطا، ذلك بأن يقدم للمريض الحلول للتقليل من الشخير أو التخلص منه، وذلك باستخدام أساليب تناسب كل شخص بحسب حالته، وتتضمن هذه الأساليب استخدام أدوات معينة للمساعدة على إبقاء المجرى التنفسى مفتوحًا، وبوجه عام ينصح مصابى الشخير بالقيام بالإجراءات التالية: تجنب زيادة الوزن، فالشخير يرتبط وبشكل كبير بالوزن الزائد، لذلك ينصح بالمحافظة على وزن معتدل من خلال ممارسة تمرينات رياضية بسيطة كالمشى لمدة نصف ساعة إلى ساعة يوميًا والالتزام بنظام غذائى متوازن، تجنب التدخين. من النسخة الورقية