في الطريق والدموع تنهمر من عينيه.. ركع يقبل قدميها، نهرته واستدارت، وهي تلعن يوم رآه قلبها قبل عينيها انهار ..، راح في نوبة بكاء حاد، عادت، ضمته إلى صدرها .. يبكي وتبكي .. علا صوت الآذان .. مسحت بيديها دموعه وهي تقول : يناديك فلبِّ.. عَاوَنَهَا على النهوض، وسارا معا في الطريق إليه. - 2- صياح وموااااااااااااااااااااااااء اعتراها الخوف وهي تراه يصيح كالديك ويضرب بقدميه الأرض مهددا إما أن تهتم بالبيت أو فلا بيت استجمعت قواها، صارت دجاجة وديعة اقتربت منه وبرقة وابتسامة شهية قالت : كيف وأنت لي الحياة زأر وقطب حاجبيه، مد يده، جذبها من شعرها الحريري المسترسل على كتفيها، ماءت .. ضمها إلى صدره خلصت من قبضته وهي تقول مقطبة حاجبيها : في طريق عودتك من العمل .. إياك ان تنسى شراء الخبز واللحم و .... و .... و ...... -3- من يشاء أخذته قدماه إلى الجامع الأزهر بعد صراع مع الأمارة بالسوء .. خلع نعليه وتأدب .. دخل فأحسن الوضوء، وقف خلف الإمام وهو لا يدري ماذا يفعل، علا صوت الإمام : الله أكبر اقشعر بدنه، انحني المصلون .. فانحنى، ركعوا فركع ومع السجود.. طالت السجدة ارتعد المصلون وهم يسمعون نحيبه، وانتهت الصلاة لينحني كلٌّ يقبل يده قائلا : حرمًا يا شيخ -4- كوني حبيبتي في نهاية اليوم، و رغم الاجهاد الذي أحل بكل ذرات كيانها، وقفت تنظف المظبخ وتنظمه قبل النوم وقفت وهي تتمتم “,” لعن الله العشق والهوى ويوم تزوجت لأصبح على ما أنا عليه “,” كان يجلس في الشرفة يحتسي الشاي ويتصفح الجريدة ناداها : _ عبير ... عبير نعم ... اتركني الآن من فضلك، أريد أن أنتهي مما أنا فيه وأخلد إلى النوم فساعات قلائل ويكون علىَّ أن أعد الأولاد للمدرسة عاد ينادي : عبير .. أرجوك لحظة واحده بقدمين متثاقلتين جرَّت أذيال الألم إلى حيث يجلس في الشرفة نظرت إليه مقطبة الحاجبين عابسة الوجه : نعم .. ماذا تريد ؟ ابتسم ابتسامة ودودة وقال بصوت أقرب إلى الهمس : فقط اقتربي اقتربت، فأشار إلى السماء نظرت،.. “,” القمر بدر والنجوم تتراقص من حوله على نبضات قلبينا “,” ارتعد قلبها وسرت نشوة في عروقها .. هكذا قالها ليلة زفافهما، بمجرد أن دخلا بيت الزوجية و توجه إلى الشرفة فتحها و .... قالها ...، ضمها إلى صدره فذابت عشقا وحياء .. و ...... تذكرت ... سرت في عروقها ثانية نفس النشوة ..، جثت على ركبتيها أمامه ... انحنت ..، قبلت يديه، انسابت دموعها نشوة وشوقا ..، خلع عن رأسها الغطاء الذي كانت قد عصبتها به، مسح على شعرها برفق وراح يصمها إلى صدره ... ذابت بين ذراعيه همس كما ليلتهما الأولى : كوني حبيبتي - 5 - صباحُ البهيةِ فتحتْ بابَ الغرفةِ بعصبيةٍ ..، توجهتْ مباشرة ً إلى النافذةِ .. مدتْ يديها بطريقةٍ هستيريةٍ تفتحها وهي تقول : “,” صباحُ البهيةِ .. صباحُ الأبيةِ .. ألمْ تنهضي بعدْ ؟! “,” وقبل أن تفتح النافذة .. سمعتْ صوت زوجها ينادي .. استدارت، خرجت عن غفوتها ..، انفجرت من قلبها صرخة ٌ مدويةٌ وهي تهرولُ إلى حافةِ الفراش ..، تُلقي بنفسها إليها، وتروح في نوبةِ بكاءٍ حاد .. تبكيها هي من خرجت معها في يوم الخامس والعشرين من يناير ولم تعدْ ...،